إلى أن تقدم الحكومة الصينية حزم تحفيز أكثر قوة لمواجهة البيانات الاقتصادية الضعيفة ويخفف المصدرون في الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم من إغراق الأسواق العالمية بالنحاس، فمن المتوقع أن تبقى أسعار النحاس – اللازم لخطوط الكهرباء ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي – تحت الضغط.

تظهر أحدث البيانات الجمركية الصادرة عن بلومبيرغ أن الصادرات الصينية من النحاس الخام وغيره من المنتجات في شهر مايو / أيار تضاعفت مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى ما يقرب من 150 ألف طن، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق في عام 2012. ويأتي هذا مع ارتفاع أسعار النحاس إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 5.10 دولار للرطل على كومكس (COMEX).

في أواخر شهر مايو / أيار، وصل النحاس إلى مستوى قياسي بلغ 5.10 دولار للرطل، حيث أصيب التجار بالذعر واشتروا المعدن الأحمر على خلفية موضوع “تجارة الذكاء الاصطناعي التالية”، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تشديد الإمدادات وارتفاع الطلب من السيارات الكهربائية ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وإعادة التوطين وتطوير شبكات الطاقة.

ومع ذلك، كما أوضحت بلومبيرغ: “لقد ظل المنتجون عالقين في الانكماش خلال معظم العامين الماضيين بسبب الاقتصاد الفاتر، مما فتح الفرص في الخارج حيث تكون الأسعار أعلى …”.

وبعبارة أخرى، كان المصدرون الصينيون يصدرون الانكماش عبر المعدن الأحمر حيث لا يزال النشاط الاقتصادي المحلي في حالة ركود.

وكتب محللون في آي إن جي (ING) في مذكرة: “نعتقد أن أسعار النحاس ستظل على الأرجح تحت الضغط على المدى القصير، ما لم تكشف الحكومة الصينية عن إجراءات تحفيز مستدامة، أو نرى المصاهر الصينية تخفض الإنتاج”.

ويراقب التجار أيضًا علامات الانخفاض الأخير في الأسعار التي تحفز الشراء من الشركات المصنعة. لكن التجار والمحللين ما زالوا متشككين في أن الطلب سوف ينتعش بشكل ملموس.

كتب كولين هاملتون المدير الإداري لأبحاث السلع في بي إم أو كابيتال ماركتس (BMO Capital Markets) في مذكرة للعملاء: “مع استمرار المصاهر الصينية في تسليم الكاثود إلى المستودعات الجمركية بسبب مراجحة التصدير المفتوحة، لا يزال من السابق لأوانه القول إننا في الجزء السفلي من دورة أسعار النحاس الحالية”.

في الأسبوع الماضي، وصف كبير الاقتصاديين في ترافيغورا (Trafigura) سعد رحيم – وهو أحد أكبر المضاربين على صعود النحاس – الارتفاع الأخير في أسعار النحاس بأنه غير مبرر بسبب العرض في العالم الحقيقي: “لقد تحركت أسعار المعادن غير الحديدية أعلى بكثير مما قد تشير إليه أو تبرره الأساسيات في السوق الفورية الفعلية، خاصة بالنسبة للنحاس”.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أشار جيمس ماكغوتش من بنك غولدمان زاكس (Goldman Sachs) للعملاء إلى أن خط الاتجاه الذي دام لعدة أشهر والذي يدعم الأسعار قد تم كسره.

هناك بعض الأخبار الجيدة لمراقبي القاع، كما أشارت بلومبيرغ، والتي قالت: “بدأت المصاهر الصينية على الأقل في خفض إنتاجها من النحاس المكرر من المستويات القياسية التي شهدتها في الأشهر الأخيرة، وفقًا لأحدث أرقام الإنتاج لشهر مايو / أيار، على الرغم من أن الانخفاض من المرجح أن يكون مرتبطًا بالنقص العالمي في المواد الخام بدلاً من الاستجابة. لضعف الطلب”.

الآن، تقف سوق النحاس الصاعدة عند مفترق طرق. يحتاج المضاربون على الارتفاع إلى العرض لمواصلة تشديد العرض، وتحتاج الصين إلى التوقف عن إغراق العرض حتى تبدأ “تجارة الذكاء الاصطناعي التالية”.

اقرأ أيضًا: الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة يرتفع في مايو

المصدر: أويل برايس