اختر صفحة

شركات التكنولوجيا الصينية تخفض استثماراتها الاستراتيجية

الصفحة الرئيسية » الأعمال » شركات التكنولوجيا الصينية تخفض استثماراتها الاستراتيجية
  • قامت شركة تينسنت (Tencent) بتقليص حجم قسم الاستثمار لديها بعد شهور من قيام شركة بايت دانس (ByteDance) بحل وحدة الاستثمار الإستراتيجي الخاصة بها.
  • قامت شركة تينسنت (Tencent) بـ 32 استثمارًا وعملية استحواذ واحدة في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بـ 129 استثمار في نفس الفترة من عام 2021.

تعمل شركات التكنولوجيا الكبيرة في الصين بداية من شركة الإنترنت العملاقة تينسنت (Tencent Holdings) حتى شركة بايت دانس (ByteDance) المالكة لتطبيق تيك توك (TikTok) على تقليص وحداتها الاستثمارية الاستراتيجية، وفقًا لمصادر في الصناعة والبيانات المتاحة للجمهور، يأتي هذا تماشيًا مع الجهود المبذولة لتقليل عمليات الاستحواذ الجديدة بسبب التدقيق المستمر داخل القطاع، والذي تجريه الحكومة الصينية.

قامت شركة تينسنت (Tencent) – التي تدير أكبر شركة لألعاب الفيديو في العالم من حيث الإيرادات وأكبر منصة وسائط اجتماعية في الصين من خلال تطبيق وي شات (WeChat) – بتسريح بعض الفرق من قسم الاستثمار المصغر لديها وصل لنصف أعضائها، في حين تم إعادة تعيين عدد من الموظفين المتأثرين إلى وحدات أعمال أخرى، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر رفضوا نشر أسمائهم لأن المعلومات ليست علنية.

وقد انعكست هذا التعديلات في آخر أرقام الاستثمار والاستحواذ الخاصة بالشركة التي سجلت انخفاضات كبيرة. قامت شركة التكنولوجيا – الأكثر قيمة في الصين – بـ 32 استثمارًا وعملية استحواذ واحدة فقط في النصف الأول من هذا العام، وهو حوالي ربع إجمالي استثماراتها التي بلغت 129 في نفس الفترة من عام 2021، بحسب بيانات من شركة أبحاث السوق التي تتعقب الصفقات في قطاع الإنترنت في الصين آي تي جوزي (ITjuzi).

سجلت شركة الإنترنت العملاقة تنسينت القابضة انخفاضًا حادًا في عدد صفقات الاستثمار والاستحواذ خلال النصف الأول من هذا العام. الصورة: شترستوك

في حين رفضت الشركة التعليق.

يذكر أن تينسنت (Tencent) تقع في مقاطعة شينتشين – وكانت تعد سابقًا “مالكة لنصف الجبال والأنهار” في صناعة التكنولوجيا في الصين بسبب استراتيجيتها الاستثمارية الجادة.

كانت الاستثمارات أكثر أهمية من الناحية المالية بالنسبة لشركة تينسنت (Tencent)، كما تقول شركة أريت للأبحاث (Arete Research). وأشارت أريت إلى أنه على سبيل المثال فقد أسهمت أرباح الاستثمار التي حققتها تينسنت (Tencent) قبل الضرائب بنسبة 63% من إجمالي دخلها في عام 2021 مقارنة بـ 36 و15% في عامي 2020 و2019.

يقول ريتشارد كرامر مؤسس شركة أريت للأبحاث (Arete Research) والمحلل الذي كان يغطي نشاطات تينسنت (Tencent) لفترة طويلة: “مع الانهيار في كل من التقييمات العامة والخاصة، فمن غير المرجح أن تقدم مكاسب الاستثمار دفعة أخرى لأرباح تينسنت (Tencent)، لقد قدرنا منذ فترة طويلة بأن المستثمرين يجب أن يقيموا الإنترنت [كقطاع] في الصين فقط على أساس الأجزاء التشغيلية من الأعمال وليس على المكاسب لمرة واحدة، ولا سيما من الحصص الخاصة غير الشفافة”.

أغلقت أسهم تينسنت (Tencent) في هونغ كونغ على انخفاض بنسبة 0.71% إلى 335.40 دولار هونغ كونغي يوم الأربعاء، في ظل عدم حصول الشركة على أي ترخيص جديد لألعاب الفيديو من قبل المنظمين، واستمرار هذا الخمول طوال عام.

من خلال إمبراطورية تكنولوجية تلمس الحياة الرقمية لجميع مستخدمي الإنترنت في الصين الذين يزيد عددهم عن مليار شخص تقريبًا، تستثمر تينسنت (Tencent) بنشاط في مجموعة متنوعة من الشركات. وتبلغ هذه الأرصدة 130 مليار دولار أمريكي بزيادة 27% عن العام السابق، وفقًا للتقرير السنوي للشركة لعام 2021.

في يونيو / حزيران، خسرت تينسنت (Tencent) 7.4 مليار دولار أمريكي من قيمتها السوقية في سوق هونغ كونغ بعد أن أعلنت شركة بروسس (Prosus) – المُدرجة في سوق يورونكست أمستردام المالي (Euronext Amsterdam) – المساهم الرئيسي في تينسنت (Tencent) عن خطة لتقليص حصته في الشركة لتمويل برنامج إعادة شراء الأسهم.

قامت تينسنت (Tencent) أيضًا بتخفيض حصصها في العديد من الشركات. ففي وقت سابق من شهر يونيو / حزيران، خفضت الشركة حصتها في شركة كوليرن تكنولوجي (Koolearn Technology) المدرجة في هونغ كونغ. تمتلك كوليرن تكنولوجي (Koolearn Technology) 55.7% من مجموعة نيو أورينتال للتعليم والتكنولوجيا (New Oriental Education & Technology) وهي أكبر مجموعة تعليمية خاصة في الصين.

في يناير / كانون الثاني، جمعت تينسنت (Tencent) 3 مليارات دولار أمريكي من بيع بعض أسهمها في الشركة السنغافورية Sea وهي مجموعة تكنولوجية معروفة بأنها الشركة الأكثر قيمة في جنوب شرق آسيا. استجابةً لمطالب مكافحة الاحتكار في بكين. كذلك أعلنت تينسنت (Tencent) في ديسمبر / كانون الأول أنها ستتخلص من حصتها البالغة 16 مليار دولار أمريكي في (JD.com) – ثاني أكبر مزود لخدمات التجارة الإلكترونية في البلاد – وستوزع هذه الأسهم كعائد خاص على المستثمرين.

في حين لا توجد قيود تنظيمية صريحة على الاستثمارات الخارجية لمعظم الشركات الصينية، هناك فهم عام بأن بكين حذرة من مبادرات التوسع لشركات التكنولوجيا الكبرى، وفقًا لمصدر صناعي آخر رفض الكشف عن هويته.

رجل يسير عند مدخل في مقر شركة بايت دانس لمالك تيك توك في بكين في 7 يوليو 2020. الصورة: رويترز

يعكس ذلك المعضلة التي تواجهها تينسنت (Tencent) والشركات الأخرى في القطاع، حيث يفكرون في متابعة عدد أقل من عمليات الاستحواذ والمزيد من عمليات سحب الاستثمارات للالتزام بموقف بكين من شركات التكنولوجيا الكبرى.

في مايو / أيار، كشفت بكين النقاب عن حزمة من 33 نقطة من بنود السياسة للمساعدة في إعادة اقتصاد البلاد المتعثر إلى المسار الصحيح، ولكن لا توجد ضمانات بأن المنظمين سوف يخففون تمامًا من إجراءاتهم الصارمة لا سيما تلك التي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى.

تأتي التخفيضات الأخيرة لشركة تينسنت (Tencent) في قسم الاستثمار بعد شهور من حل شركة بايت دانس (ByteDance) وحدة الاستثمار الاستراتيجي الخاصة بها، والتي تضمنت تحويل حوالي 100 موظف استجابة لموقف بكين ضد “التوسع غير العقلاني لرأس المال” الذي هو جزء من أسباب تدقيقها المتزايد في شركات التكنولوجيا الكبيرة في الصين.

انخفض عدد استثمارات وعمليات الاستحواذ الخاصة بشركة بايت دانس (ByteDance) إلى تسعة فقط في النصف الأول من هذا العام مقارنة بـ 27 صفقة في نفس الفترة من عام 2021، وفقًا لبيانات من آي تي جوزي (ITjuzi).

كما قدرت آي تي جوزي (ITjuzi) أن صفقات الاستثمار والاستحواذ التي أبرمتها مجموعة علي بابا (Alibaba Group Holding) العملاقة للتجارة الإلكترونية انخفضت إلى 14 في النصف الأول مقارنة بـ 19 قبل عام. وكذلك سجلت شركة بايدو (Baidu) 22 صفقة استثمار واستحواذ خارجية في النصف الأول مسجلة انخفاض متواضع عن العام السابق الذي شمل 24 صفقة.

يظل المنظمون الصينيون يقظين للانتهاكات المحتملة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى. فعلى سبيل المثال أعلنت هيئة تنظيم السوق في البلاد الأحد الماضي أنها عاقبت تينسنت (Tencent) وعلي بابا (Alibaba) وديدي (Didi Chuxing) وشركات آخرى لفشلهم في الإبلاغ عن صفقات الاندماج السابقة لمراجعة مكافحة الاحتكار.

في حين أن إدارة الإنترنت في الصين نفت إصدار إرشادات لفحص الصفقات الاستثمارية الكبرى من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى في البلاد، فقد ذكرت صحيفة ذا بوست (The Post) في يناير / كانون الثاني أن الجهة التنظيمية لديها السلطة لتعزيز إشرافها على شركات الإنترنت وأنها تستكشف كيفية أدائها الدور الجديد بطريقة فعالة.

اقرأ أيضاً تضخم أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة يسجل أكبر ارتفاع له منذ 1981

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This