انخفض سهم إنفيديا (Nvidia) يوم الأربعاء، لتستمر بذلك الخسائر التاريخية التي تكبدتها الشركة المصنعة للرقائق الإلكترونية منذ اليوم السابق. وكانت أسهم الشركة وقطاع الرقائق الإلكترونية الأوسع نطاقًا في حالة من التقلب الشديد، ولا يبدو أنها ستستقر في المستقبل القريب.

أغلقت أسهم إنفيديا (Nvidia) منخفضة بنسبة 1.7% عند 106.21 دولار. ومن بين شركات تصنيع الرقائق الأخرى، ارتفعت أسهم شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز (Advanced Micro Devices) بنسبة 2.9% وارتفعت أسهم شركة برودكوم (Broadcom) بنسبة 0.9%. وارتفعت أسهم صندوق آي شيرز سيميكوندكتور (The iShares Semiconductor) المتداول في البورصة بنسبة 0.3%.

تمكنت إنفيديا (Nvidia) من اختراق المنطقة الإيجابية لفترة وجيزة عندما تحول السوق الأوسع نطاقًا إلى الارتفاع بعد إصدار مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة لشهر يوليو / تموز. وفي النهاية تخلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) وناسداك كومبوسيت (Nasdaq Composite) عن تلك المكاسب، لينتهي اليوم باللون الأحمر.

أغلقت أسهم إنفيديا (Nvidia) على انخفاض بنسبة 9.5% يوم الثلاثاء، مما أدى إلى أكبر خسارة في القيمة السوقية لأي شركة أمريكية على الإطلاق. كما انخفض مؤشر سوكس للأوراق المالية المتداولة (The SOXX ETF).

لم تكن هناك أنباء محددة أدت إلى موجة بيع أسهم شركات الرقائق يوم الثلاثاء، على الرغم من تعمقها في أعقاب صدور بيانات تصنيع أمريكية ضعيفة أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي. وفي يوم الأربعاء، تسبب تقرير جولتس (JOLTS) الضعيف في انتعاش قطاع الرقائق. ويدور الجدل حول مدى ارتفاع تقييمات الأسهم – وخاصة بالنسبة لشركات مثل إنفيديا (Nvidia)، التي تعتمد على الاستثمار المكثف المستمر في الذكاء الاصطناعي – في أسعار الأسهم.

في يوم الثلاثاء، عرض نيك ماجيولي الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ريثولتز ويلث مانجمنت (Ritholtz Wealth Management)، وجهة نظره قائلًا: “على الرغم من النمو المذهل الذي حققته إنفيديا (Nvidia)، إلا أنني هنا لأخبركم أن تقييمها أصبح خارج نطاق السيطرة. لقد لاحظ ماجيولي أنه قبل موجة البيع التي شهدتها أسهم إنفيديا (Nvidia) يوم الثلاثاء، كانت نسبة السعر إلى المبيعات ـ والتي تبلغ حاليًا نحو 28 ضعفًا ـ أعلى من نسبة مايكروسوفت (Microsoft) في ذروة فقاعة الدوت كوم.

كتب ماجيولي: “لذا، إذا كنت تمتلك الكثير من أسهم إنفيديا (Nvidia)، فسأقول نفس الشيء الذي قلته لمساهمي تسلا (Tesla) في أوائل عام 2021 – فقط خذ المال”.

من الممكن القول إن مقياس السعر إلى المبيعات متحيز إلى حد ما. فإذا حكمنا على الشركة على أساس نسبة السعر إلى الأرباح، فإن إنفيديا (Nvidia) تتداول عند مضاعف يبلغ نحو 31 ضعف تقديرات الأرباح المستقبلية، وهو ما يقل كثيرًا عن ذروة شركة مايكروسوفت (Microsoft) في فقاعة الإنترنت والتي تجاوزت 60 ضعفًا. والواقع أن إنفيديا (Nvidia) لا تبدو بعد موجة البيع المكثفة التي شهدتها يوم الثلاثاء أغلى كثيرًا من مايكروسوفت (Microsoft) أو أبل (Apple) على أساس نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية.

إن ماجيولي من شركة ريثولتز (Ritholtz) يسبح ضد تيار وول ستريت. فوفقًا لفاكت ست (FactSet) فإن حوالي تسعة من كل عشرة محللين ـ 93% ـ لديهم تصنيف شراء أو ما يعادله لسهم إنفيديا (Nvidia)، في حين لا أحد منهم يصنفه على أنه بيع أو ما يعادله. ويبلغ متوسط السعر المستهدف للسهم 149.27 دولارًا.

ومع ذلك، فإن تقلبات أسهم إنفيديا (Nvidia) هي علامة على مدى تدفق “الأموال الساخنة” أو الاستثمارات قصيرة الأجل على أمل تحقيق عوائد سريعة، إلى السهم وخارجه. على سبيل المثال، يعد صندوق غرانيت شيرز 2إكس لونغ إنفيديا دايلي إي تي إف (GraniteShares 2x Long NVDA Daily ETF) أكبر صندوق متداول في البورصة برافعة مالية في السوق الأمريكية بفارق كبير، حيث تبلغ أصوله 4.99 مليار دولار.

وحتى تنتقل هذه الأموال قصيرة الأجل إلى قطاع آخر من السوق، نتوقع الكثير من التقلبات في أسهم إنفيديا (Nvidia).

اقرأ أيضًا: ارتفاع تكلفة الواردات الصينية الرخيصة

المصدر: بارونز