قبل مغادرته المفاجئة لسوفت بنك غروب (.SoftBank Group Corp) العام الماضي، كان يُنظر إلى كاتسونوري ساغو على أنه خليفة محتمل للملياردير المؤسس ماسايوشي سون. الآن يرسم ساغو مساره الخاص في الاستثمار بالشركات الناشئة.

ينضم الرئيس التنفيذي الاستراتيجي السابق لسوفت بنك (SoftBank) إلى كادر متزايد من مساعدي سون السابقين الذين اكتشفوا خطأ رأس المال الاستثماري. الرئيس التنفيذي للعمليات مارسيلو كلور – الذي غادر في وقت سابق من هذا العام – ينفق المليارات من خلال مكتب العائلة. استقال راجيف ميسرا – الذي ساعد سون في إنشاء صندوق فيجن (Vision) الأول، من منصبه كمسؤول في الشركة ويطلق الآن صندوقه الخاص.

يضع ساغو الذي يبلغ 54 عامًا أمواله الخاصة في شركات يابانية ناشئة مثل آي سبيس (ispace Inc.) التي تعمل على تطوير مركبة هبوط على سطح القمر لمشروع خدمات الحمولة القمرية التجارية التابع لناسا (NASA)، وشركة ساستك (Sustech) لتوليد الكهرباء المتجددة. كما يدعم أيضًا مقرض الرهن العقاري أروهي كورب (.Aruhi Corp) ومنصة الوساطة العقارية عبر الإنترنت تسوكوروبا (.Tsukuruba Inc)، للبحث عن عوائد الاستثمار التي ستساعد في تعزيز رهاناته طويلة الأجل

قبل انضمامه إلى سوفت بنك (SoftBank)، كان ساغو كبير مسؤولي الاستثمار في جابان بوست بنك (Japan Post Bank Co.)، التي كانت تمتلك بعد ذلك ما يقرب من 1.4 تريليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة. قبل ذلك، تم ترشيحه كرئيس محتمل لوحدة غولدمان زاكس غروب (.Goldman Sachs Group Inc) في اليابان. وهو الآن يجلب صلاته إلى بلد كان يُنظر إليه حتى وقت قريب على أنه بيئة راكدة فيما يتعلق بالمشروعات الناشئة الكبيرة.

قال ساغو لبلومبيرغ نيوز في أول مقابلة إعلامية له بعد مغادرته سوفت بنك (SoftBank): “أريد أن أكون من النوع الذي يمتلك إحساسًا مشتركًا بالهدف مع رواد الأعمال، مثل بيتر تيل”. وقال أنه معجب بسمعة تيل الشريك المؤسس لشركة باي بال هولدينغز (PayPal Holdings Inc) بصفته منتقيًا للشركات الناشئة وبقدرته على جذب مستثمرين آخرين إلى مشاريع جديدة.

تأتي خطوة ساغو خلال تحول في تصور اليابان للشركات الناشئة. في بلد توجد فيه الوظائف الأكثر طلبًا في البنوك ومجلس المدينة، تجتذب الشركات اليابانية الناشئة الآن أفضل المواهب. كما يضع رئيس الوزراء فوميو كيشيدا رواد الأعمال في مقدمة ومحور أجندته الرأسمالية الجديدة، ويضع هدفًا مدته خمس سنوات لزيادة عدد المشاريع إلى عشرة أضعاف عن طريق زيادة التمويل من مصادر مثل صندوق استثمار المعاشات التقاعدية الحكومي.

يعد المدراء التنفيذيون مثل ساغو وشبكاتهم الشخصية نعمة لمجتمع الشركات الناشئة. قال الرئيس التنفيذي لشركة ساستك (Sustech) يوسوكي تانو في مقابلة عبر الهاتف: “لقد قدمنا ​​إلى البنوك وعلى الأقل عشرة أشخاص نحتاج إلى مساعدتهم، قاموا بالمساعدة”. قال تانو أن ساغو ساعد الشركة التي تبلغ من العمر عامًا في صياغة استراتيجية تمويل سمحت لها بشراء محطة توليد الكهرباء الخاصة بها – وهي خطوة أساسية لتأمين عملاء من الشركات مثل شركة بيع الأثاث بالتجزئة نيتوري هولينغز (Nitori Holdings Co.).

انضم ساغو إلى سوفت بنك (SoftBank) في عام 2018، بعد فترة وجيزة من إطلاق المجموعة أول صندوق فيجن (Vision). رأى ساغو إمكانات الشركة التي يمكنها الاحتفاظ بمكانها أمام شركات إدارة الأصول العالمية – وهو أمر كان مفقودًا في اليابان عندما كان ساغو يبحث عن نظراء كبار بما يكفي لجابان بوست بنك (Japan Post Bank). انتهز ساغو فرصة العمل مع سون الذي وصفه بأنه “صاحب رؤية نادرة”.

بفضل نسبه الممتازة، أضاف ساغو – الذي عمل عارضًا لمجلة أزياء رجالية عندما كان طالبًا في الجامعة المرموقة جامعة طوكيو (University of Tokyo) – بريقًا من الاحترام لسوفت بنك داخل الدوائر المالية اليابانية، حيث كان الناس يحتقرون سون أحيانًا بسبب أصله الكوري وحبه للرهانات الخطرة.

لم يكن ساغو مشتركًا بشكل مباشر في صندوق فيجن (Vision)، الذي يعتبر أداة الاستثمار الأولية لسوفت بنك (SoftBank) للشركات الناشئة بقيادة ميسرا (Misra)، أو صناديق أمريكا اللاتينية التي يديرها كلاور. ساعد ساغو على مدار ثلاث سنوات في تعيين فريق من الخبراء الماليين اليابانيين لتوفير الإشراف على العناية الواجبة، مع التركيز على آسيا، استكمالًا لجهود المجموعة لإعادة اختراع نفسها من شركة اتصالات إلى مشغل أكبر تكنولوجيا التمويل في العالم.

قدم ساغو “منظورًا جديدًا تمامًا” و”لعب دورًا مهمًا في توسيع إمكانات سوفت بنك (SoftBank) كشركة استثمارية” وفقًا لتعليق سون على رحيل ساغو في بيان العام الماضي. رفضت سوفت بنك التعليق أكثر.

قال ميو كاتو المحلل في لايت ستريم ريسيرتش (LightStream Research) والذي ينشر في سمارت كارما SmartKarma أن ساغو دفع جابان بوست بنك (Japan Post Bank) الذي يكره المخاطرة لتوسيع مجموعة استثماراته، لكن نهجه المدروس قد لا يناسب سوفت بنك (SoftBank). وأضاف: “ساغو بدا منضبطًا، في حين أن أسلوب الاستثمار في سوفت بنك (SoftBank) يبدو غير منتظم تمامًا”. 

عندما تم إطلاق صندوق فيجن (Vision) لأول مرة، لم ينتظر سوفت بنك (SoftBank) أموال المستثمرين لتخصيص مليارات الدولارات في الشركات الناشئة، وغالبًا ما قرر سون الاستثمار في غضون دقائق من اجتماع المؤسسين.

غادر ساغو بينما كان سوفت بنك (SoftBank) لا يزال يرفع حصصها في بعض أبرز الشركات الناشئة في العالم. ولكن بزيادة الوقت الذي أمضاه ساغو في سوفت بنك (SoftBank) في التحدث مع سون ورجال الأعمال الآخرين الذين كانوا متحمسين لأعمالهم، زادت رغبته في بناء شيء خاص به أو بمؤسسين يؤمن بهم.

وقد قال ساغو: “كانت هناك أوقات اختلفت فيها مع سون بشأن الإستراتيجية أو طرق الاستثمار، لكنني لم أكن لأغادر بسبب ذلك”.

في العام الذي انقضى منذ أن بدأ ساغو بمفرده، أجبرت هزيمة في التقييمات التقنية سوفت بنك (SoftBank) على تسجيل خسارة صافية بلغت 23 مليار دولار في الربع المنتهي في يونيو / حزيران. يخطط سوفت بنك (SoftBank) الآن لتخفيض ما لا يقل عن 20% من موظفي صندوق فيجن (Vision). ومرددًا تحذيرات سون في إصدار أرباح سوفت بنك (SoftBank) الشهر الماضي، حذر ساغو من أن اضطراب السوق قد يستمر.

العديد من مؤسسي الشركات الناشئة الذين يأملون في طرح أسهمهم للاكتتاب العام، يكافحون الآن لجمع الأموال، ويترددون في قبول الواقع الجديد المتمثل في انخفاض التقييمات. وقال ساغو، الذي خفض عدد الشركات في محفظته من حوالي 30 شركة العام الماضي إلى 18 شركة، مع ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من الركود، قد تتجه السوق نحو انهيار كبير في النصف الثاني من العام المقبل حتى عام 2024. حاليا.

وهبطت أسهم تسوكوروبا (Tsukuruba) 9.8% يوم الجمعة في أكبر انخفاض لها منذ فبراير / شباط، بينما قفز سعر سهم أروهي (Aruhi) بنسبة 6.8%، مواصلا مكاسبه بعد أن أعلنت إس بي آي هولدينغز (SBI Holdings) في وقت سابق من هذا الأسبوع عن عرض مناقصة لشراء حصة أغلبية في شركة الرهن العقاري.

وأضاف ساغو: “السوق لم تحدد بعد بشكل كامل انخفاضات تقييم الشركات غير المدرجة”.

اقرأ أيضًا استطلاع: معظم المصانع في منطقة الخليج الكبرى بالصين تتوسع في الخارج

المصدر: بلومبيرغ