إن المكاسب البالغة 11.4% في رواتب الرؤساء التنفيذيين أقل من إجمالي العائد للمساهمين البالغ 13.8% الذي حققته هذه الشركات في العام الماضي.

“في هذا العالم لا شيء يمكن أن يقال أنه مؤكد باستثناء الموت والضرائب”، هذا ما قاله بنجامين فرانكلين في عبارته الشهيرة عام 1789. ولو كان فرانكلين يكتب اليوم، لكان من الممكن أن يضيف رواتب الرؤساء التنفيذيين المتزايدة الارتفاع إلى قائمة الحتميات لديه.

لذا نعم، ارتفع متوسط ​​أجر كبار المسؤولين التنفيذيين في أمريكا مرة أخرى، حيث ارتفع بنسبة 11.4% في عام 2023 ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 23.7 مليون دولار، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها مجموعة استشارات الأجور إكويلار (Equilar). هناك بعض الاتجاهات المثيرة للاهتمام بين هذه الأرقام الرئيسية. تتجاوز الزيادة في رواتب الرؤساء التنفيذيين معدل التضخم البالغ 3.4% في عام 2023 والمكاسب البالغة 4.3% للعامل العادي. تتضمن قائمة إكويلار (Equilar) أكبر حزم رواتب الرؤساء التنفيذيين في الشركات التي تبلغ إيراداتها مليار دولار على الأقل والتي قدمت تقاريرها إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات بحلول 31 مارس / آذار. وتعكس البيانات أرقام عام 2023.

أوضح جوناس جونسون نائب رئيس الأبحاث في شركة استشارات التعويضات إيكونوميك ريسيرش إنستيتيوت (Economic Research Institute) أن الأمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، حيث قال: “هل سيستمر اتجاه الزيادات الكبيرة في رواتب الرؤساء التنفيذيين في المستقبل؟ إذا استمرت المكاسب عشرون أو ثلاثون عامًا بنسبة 8%، فأنت تتطلع إلى مضاعفة الراتب كل سبع سنوات. في مرحلة ما تصبح الأرقام غير مستدامة”.

لكن من الواضح أن تلك اللحظة لم تأت بعد.

يتصدر قائمة إكويلار (Equilar) هوك تان الرئيس التنفيذي لشركة برودكوم (Broadcom)، حيث حصل على تعويضات إجمالية قدرها 161.8 مليون دولار في العام الماضي – 160.5 مليون دولار منها جاءت على شكل أكبر منحة للأسهم لهذا العام. وبلغ متوسط ​​مكافأة الأسهم لهؤلاء الرؤساء التنفيذيين 15.3 مليون دولار، أي 64.6% من إجمالي رواتبهم / تعويضاتهم.

ملاحظات:

• نسبة الراتب هي راتب الرئيس التنفيذي كمضاعف لمتوسط ​​أجر الموظف في الشركة؛ لم يتم احتساب التغيير في راتب كريستوفر إل. وينفري رئيس تشارتر وينفري لأنه لم يكن في منصبه لمدة عامين كاملين.
• قال متحدث باسم شركة فير إيزاك (Fair Isaac) إن الشركة تنظم تعويضاتها التنفيذية لتتوافق مع أفضل ممارسات الصناعة، مضيفًا: “تحت قيادة السيد لانسينغ على مدى السنوات العشر الماضية، حققت فير إيزاك (Fair Isaac) إجمالي عائد مساهمين يعد ضمن أعلى 1% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500)”.

يقول أميت باتيش كبير مديري المحتوى في شركة إكويلار (Equilar) الذي يشير إلى أن القيمة المتوسطة لمكافآت الأسهم ارتفعت بنسبة 20% عن العام السابق: “إن مكافآت الأسهم أصبحت الآن بمثابة خبز وزبدة شركات الرؤساء التنفيذيين لقد حصلنا هذا العام على ثلاث حزم مكافآت مكونة من تسعة أرقام؛ في العام الماضي كان لدينا واحد فقط. لذلك من المحتمل أن نرى المزيد”. إن السبب المحتمل لشعبية مكافآت الأسهم هو أنه في حين أن هذه المنح تكافئ المديرين التنفيذيين على التحسن في الأداء إذا كان أداء أسهم الشركة جيدًا، فإنها لا تزال لها قيمة إذا انخفض السهم، في حين أن خيارات الأسهم – التي تكون عادةً داعمة – تصبح عديمة القيمة إذا انخفض السهم.

قبل أن يشعر أي شخص بأنه مجبر على اقتحام المتاريس، تجدر الإشارة إلى أن المكاسب البالغة 11.4% في رواتب الرؤساء التنفيذيين هي أقل من إجمالي العائد للمساهمين البالغ 13.8% الذي حققته هذه الشركات في العام الماضي. وفي الواقع، ارتفعت رواتب الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى بنسبة 8.77% في المتوسط ​​سنويًا على مدى السنوات الست الماضية، في حين بلغ متوسط ​​العائد السنوي الإجمالي لهذه الشركات 12.02%. لذلك من الممكن القول بأن بعض المساهمين يدفعون لرؤساءهم التنفيذيين راتب منخفض.

خذ على سبيل المثال الرئيس التنفيذي الأعلى أجرًا لهذا العام، هوك إي تان الذي كان رقم 4 في قائمة العام الماضي بثروة بلغت 60.6 مليون دولار. نعم لقد تم دفع حزمة له، ولكن شهدت شركة برودكوم (Broadcom) – وهي شركة تكنولوجيا قامت بشراء برنامج في إم وير (VMware) مؤخرًا بعد أن تعثرت في محاولتها شراء شركة كوالكوم (Qualcomm) – ارتفاع أسهمها بنسبة 2005% خلال العقد الماضي، مقابل 169% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500). لقد تقاضى تان الكثير منذ عام 2006 بالتأكيد، لكنه قام بعمل جيد للمساهمين.

يقول متحدث باسم برودكوم (Broadcom): “تعتمد مكافأة الأسهم الأخيرة التي تقاضاها تان على الأداء الذي تماشى بنسبة 100% مع مصالح المساهمين… لا يمكن الحصول على المكافأة بالكامل حتى نهاية السنة المالية 2027، كما أن السيد تان ليس مؤهلًا للحصول على أي مكافأة سنوية أخرى أو مكافآت أسهم حتى ذلك الحين”.

من الصعب أن ننكر أن أرقام شركات الرؤساء التنفيذيين هائلة ومتنامية. ويبلغ متوسط ​​أجر الرؤساء التنفيذيين في هذه المجموعة الآن رقمًا قياسيًا يبلغ 300 مرة ضعف متوسط ​​أجر موظفيهم، مقارنة بنسبة 255 في عام 2018. وأكبر فجوة في قائمة هذا العام موجودة في شركة مستحضرات التجميل كوتي (Coty)، التي تقوم بتسويق المنتجات تحت أسماء تجارية مثل غوتشي (Gucci) وكالفن كلاين (Calvin Klein) وتيفاني (Tiffany). لقد حصلت الرئيسة التنفيذية سو نابي على حزمة تعويضات بقيمة 149.4 مليون دولار، جاء معظمها من مكافأة أسهم قيمتها 145.8 مليون دولار. وهذا يضعها في المرتبة الثالثة على القائمة ويضعها في المرتبة الأولى لأكبر زيادة في الراتب بلغت نسبتها 4000%. وتبلغ قيمة هذه الحزمة 3769 ضعف متوسط ​​أجر الموظف في شركتها، أي 39,634 دولارًا، وهو أحد أدنى المتوسطات في القائمة. وقال متحدث باسم كوتي (Coty): “تتوافق مصالح نابي تمامًا مع مصالح مستثمري كوتي (Coty). ومنذ تعيينها تضاعف سعر سهم كوتي (Coty) أكثر من ثلاثة أضعاف، مما يجعلها واحدة من أفضل أسهم شركات التجميل أداءً”.

اجتذبت نسب الرواتب الكبيرة اهتمام السيناتور بيرني ساندرز، الذي اقترح فرض ضرائب على الشركات التي تدفع لمديريها التنفيذيين رواتب تزيد على خمسين ضعف الموظف العادي. ستتأثر كل شركة في هذه القائمة بالضريبة التي اقترحها عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت. إن أدنى نسبة أجر هي في شركة لازارد (Lazard)، حيث تبلغ تعويضات الرئيس التنفيذي الجديد بيتر أورسزاغ البالغة 30.8 مليون دولار 57 ضعف متوسط ​​الأجر البالغ 230,773 دولارًا للمصرفيين العاملين لديه. رفضت لازارد (Lazard) التعليق.

تتضمن قائمة إكويلار (Equilar) عددًا من الرؤساء التنفيذيين المشهورين الذين ظهروا في الأخبار مؤخرًا. هناك روبرت إيغر من شركة ديزني (Disney)، الذي قضى معظم العام الماضي (وهذا العام أيضًا) في قتال متكرر ومتقطع مع المستثمر الناشط نيلسون بيلتز.

عانى سهم ديزني (Disney) العام الماضي، حيث انخفض بنسبة 14.8%. تقاضى إيغر تعويضات تبلغ 31.5 مليون دولار. وعندما طلبنا تعليق الشركة، وجهتنا إلى بيان البورصة الخاص بها.

مع انخفاض شركة فايزر (Pfizer) أسهم بنسبة 40.6% في عام 2023، قد يفاجأ مساهمو الشركة بأن تعويضات الرئيس التنفيذي ألبرت بورلا بلغت 21.5 مليون دولار، على الرغم من أنها تمثل انخفاضًا بنسبة 29% عن العام السابق. وفقًا لأحد المسؤولين التنفيذيين في شركة فايزر (Pfizer): “إن أجر [بورلا] يتماشى مع تحقيق أهداف محددة مسبقًا ترتبط مباشرة بأهداف واستراتيجيات أعمال الشركة… قررت لجنة التعويضات أنه لن يتم دفع أي مكافآت للرئيس التنفيذي… لجنة التعويضات منحته حوافز طويلة الأجل لعام 2024، بقيمة قدرها 18.0 مليون دولار”.

يقوم اثنان من الرؤساء التنفيذيين لشركات السبع الكبار بتسجيل وصولهم بالقرب من أعلى القائمة وكلاهما يحصلان على حزم رواتب متناقضة إلى حد ما. حصل تيم كوك رئيس أبل (Apple) على أكبر دفعة نقدية في الترتيب وهي 16.2 مليون دولار، لكن إجمالي تعويضاته البالغة 63.2 مليون دولار انخفض بنسبة 36% على الرغم من ارتفاع السهم بنسبة 24.5%. كما انخفضت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (Microsoft) ساتيا ناديلا البالغة 48.5 مليون دولار بنسبة 12%، في حين ارتفعت أسهم شركته بنسبة 33.6%. ولم ترد شركة أبل (Apple) على طلبات التعليق. بينما رفضت مايكروسوفت (Microsoft) التعليق.

شهد جيسون روبينز الرئيس التنفيذي لشركة درافت كينغز (DraftKings) انخفاضًا في تعويضاته بنسبة 56% العام الماضي ليصل إلى 20.7 مليون دولار، على الرغم من ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 209.4%. أما بالنسبة للتعويضات النقدية، فإن روبينز لا يتقاضى راتب مباشر – مثل حامد مقدم الرئيس التنفيذي لشركة العقارات برولوجيس (Prologis) الذي حصل على 50.8 مليون دولار. حصل روبينز على 48.2 مليون دولار في عام 2022. لم ترد درافت كينغز (DraftKings) على طلبات التعليق. بينما قال متحدث باسم شركة برولوجيس (Prologis) إن تعويضات مقدم “تعتمد بالكامل على الأداء وتتوافق مع المليارات من القيمة التي تم إضافتها لمساهمينا، متفوقة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P500) ومؤشرات صناديق الاستثمار العقارية الرئيسية في إجمالي عوائد المساهمين على مدى السنوات العشر الماضية”.

حقق روبرت طومسون الرئيس التنفيذي لشركة نيو كورب (News Corp) – الشركة الأم لبارونز (Barron) – مبلغ 19.2 مليون دولار، بانخفاض 2% عن العام السابق، رغم ارتفاع سهم الشركة بنسبة 26.4%.

تقول كاساندرا هاب المحللة في والت هب (WalletHub): “إننا نواصل الحديث عن رواتب الرؤساء التنفيذيين لأنها تسلط الضوء حقًا على قضايا عدم المساواة في الدخل وحوكمة الشركات التي نكافح فيها. إن هذا الحديث يحفز المناقشة حول العدالة والشفافية، فضلًا عن المساءلة داخل المنظمات والمجتمع، والتأكد من أن هذه المنظمات – بينما تحاول موازنة ميزانيتها الخاصة – لا تفعل ذلك بالضرورة على حساب عملائها ومصالحها”.

الفجوة في الأجور

تجاوزت تعويضات الروؤساء التنفيذيين رواتب الموظفين الآخرين خلال السنوات الأربع الماضية.

بطريقة ما، يعود الأمر إلى الرجل الذي يقف على الورقة النقدية من فئة 100 دولار، وهو بنجامين فرانكلين – الذي أصبح الآن في دائرة الضوء بفضل أداء مايكل دوغلاس لشخصيته في مسلسل تلفزيوني جديد – وجملة أخرى من عباراته الفريدة: “المال لن يجعل الرجل سعيدًا أبدًا، ولن يفعل”. ولكن من ناحية أخرى، ربما يكون من الآمن أن نقول إن الحصول على 23 مليون دولار لم يجعل هؤلاء الرؤساء التنفيذيين تعساء أيضًا.

اقرأ أيضًا فولكس فاغن تهدف إلى الحفاظ على استقرار حصتها في السوق الصينية

المصدر: بارونز