إن رهانات شركة الطيران إيزي جيت (EasyJet) الكبيرة على عروض العطلات والمطارات ذات المواقع الفضلى تساعدها على كسب العملاء، كما يقول الرئيس التنفيذي والمستثمرون، حتى مع استمرار المخاوف بشأن التكلفة العالية لاستراتيجية شركة طيران معروفة بخدماتها الاقتصادية.

يعد هذا التحول جزءًا من جهد استمر لسنوات من قبل الرئيس التنفيذي يوهان لوندغرين لخفض الديون وإنعاش سعر السهم واستعادة الإيرادات بعد الوباء.

شراء فتحات في المطارات ذات المواقع المميزة مثل مطار جاتويك في لندن يؤتي ثماره. نظرًا لارتفاع أسعار التذاكر في السنوات الأخيرة، فقد أصبح هذا أمرًا جذابًا للمستهلكين الذين يبحثون عن تجربة سفر ذات جودة أعلى قليلًا من المنافسين ذوي الميزانية المحدودة رايانر إير (Ryanair) وويز إير (Wizz Air).

تستفيد أعمال عروض العطلات – التي تم إطلاقها في عام 2019 وشكلت أكثر من ربع أرباح المجموعة قبل خصم الضرائب العام الماضي – من التحول بعد الإغلاق في أولويات المستهلك نحو العطلات. وفي عام 2023، قامت شركة إيزي جيت (EasyJet) بتسوية صافي ديونها لتسليم صافي نقد قدره 41 مليون جنيه إسترليني (52 مليون دولار).

يقول ستيفن فورلونغ محلل ديفي (Davy): “لم يكن مجرد حظ بالتأكيد”.

في الشهر الماضي، توقعت شركة الطيران البريطانية خسارة أقل من المتوقع في النصف الأول وصيفًا قويًا آخر. وستعلن نتائج النصف الأول يوم الخميس.

ارتفع السهم بنسبة 8% خلال العام الماضي، متجاوزًا مؤشر شركات الطيران العالمية، وانضم مرة أخرى إلى مؤشر إف تي سي إي 100 (FTSE 100) الرائد في لندن.

وفي الوقت نفسه، تكافح بعض شركات الطيران الأخرى للتعافي من أزمة كوفيد عندما تم إيقاف الطائرات وإغلاق الحدود، وتواجه الصناعة العديد من مؤثرات سلبية بدايةً من الأجور المرتفعة إلى تكاليف وقود الطائرات المتقلبة.

ويهدف لوندغرين – وهو مرشد سياحي سابق انضم في عام 2017 من شركة توي (TUI) أكبر شركة سياحية في أوروبا – إلى ربح يتراوح بين 7 و10 جنيهات استرلينية بحلول عام 2028، أي ضعف مستويات عام 2019 تقريبًا.

وفي مقابلة أجريت معه في شهر مارس / آذار، قال إن ارتفاع الطلب على السفر كان يقود النمو، لكن الصدفة لعبت دورًا أيضًا.

من خلال تحليق طائرات إيرباص (Airbus) بمحركات سي إف إم (CFM)، تمكنت شركة إيزي جيت (EasyJet) من تفادي التباطؤ في عمليات التسليم من شركة بوينغ (Boeing) واستدعاء محركات برات آند ويتني (Pratt & Whitney) الذي أدى إلى توقف بعض الطائرات في شركة ويز إير (Wizz Air) وغيرها.

وهذا يعني أن شركة إيزي جيت (EasyJet) يمكنها الاستفادة مما سيكون صيفًا قياسيًا للسفر في أوروبا والاستفادة بشكل أكبر من ربحية أعمال العطلات.

وقال لوندغرين: “يمكنك أن ترى أن إيزي جيت (EasyJet) تنمو أكثر من أي شركة طيران أوروبية أخرى في أوروبا. نحن ننمو بنحو 8% (من حيث السعة)”.

وأضاف: “نحن الآن… في وضع نقدي صافي، بشكل أساسي، من خلال انتعاش كبير وقوي في الطلب. لقد نمت إيراداتنا بشكل هائل”.

موسم العطلات يفوز

هذا يتناقض بشكل صارخ مع ما كان عليه الحال قبل بضع سنوات.

في أكتوبر / تشرين الأول 2022، بلغت أسهم إيزي جيت (EasyJet) أدنى مستوياتها في 10 سنوات وبلغ صافي الدين حوالي 670 مليون جنيه إسترليني، مما أثار مخاوف من أنها ستكون من بين أكبر الخاسرين في صناعة الطيران الأوروبية بسبب الوباء.

وبينما تم إطلاق أعمال العطلات الشاملة قبل أن يسحق الوباء السياحة مباشرة، قال لوندغرين إن الرحلات إلى أماكن مثل أنطاليا في تركيا وبرشلونة في إسبانيا أصبحت الآن “نجاحًا هائلًا”. يقول المحللون إن زوال شركة السياحة توماس كوك (Thomas Cook) في عام 2019 ساعد أيضًا أعمال إيزي جيت (EasyJet) الجديدة في العثور على عملاء.

حققت أعمال العطلات أرباحًا قبل الضريبة تجاوزت 122 مليون جنيه استرليني في 2023، أي أكثر من ربع إجمالي المجموعة. وحددت شركة الطيران هدفًا لمضاعفة ذلك بحلول عام 2028.

وقد ساعد ذلك في تهدئة المخاوف بشأن تكاليف إدارة أعمال العطلات، ويبدو أنه هدأ الحديث منذ عامين عن أن شركة إيزي جيت (EasyJet) قد تكون هدفًا للاستحواذ من شركة آي ايه جي (IAG) المالكة للخطوط الجوية البريطانية أو شركة ويز إير (Wizz Air).

وقال رويري كولينان المحلل في آر بي سي (RBC): “لقد أدى نمو العطلات إلى تقليل مخاوف السوق بشأن قاعدة التكاليف الآخذة في الاتساع مقارنة بشركات النقل منخفضة التكلفة للغاية”.

ومع ذلك، لا تزال أسهم إيزي جيت (EasyJet) أقل بكثير من مستوى ما قبل فيروس كورونا. لقد انخفضت بنسبة 39% منذ بداية عام 2019، أو حوالي 17% بعد التعديل لإصدارين من الأسهم. وهذا يتناقض بشكل ملحوظ مع زيادة بنسبة 82% في شركة رايانر إير (Ryanair).

أدى تحذير مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة رايانر إير (Ryanair)، الأسبوع الماضي من أن أسعار التذاكر الصيفية لا ترتفع بالقدر المتوقع، إلى حدوث قشعريرة في القطاع، مما دفع أسهم إيزي جيت (EasyJet) للانخفاض بنسبة 4%.

وتلوح في الأفق أيضًا اضطرابات محتملة بعد أن رفضت نقابة طياري الخطوط الجوية البريطانية (BALPA) عرضًا للأجور هذا الأسبوع. وأضر ارتفاع تكاليف العمالة والإضرابات بنتائج منافستها لوفتهانزا في الربع الأول.

وقال متحدث باسم إيزي جيت (EasyJet): “نشعر بخيبة أمل لأنه تم رفض صفقة رواتب الطيارين بأغلبية ضئيلة. وما زلنا في حوار بناء مع نقابة طياري الخطوط الجوية البريطانية (BALPA) ولا يتم التخطيط لأي إضراب”.

ومع ذلك، قال لوندغرين إن شركة الطيران ملتزمة بتوزيع أرباحها، وستستثمر في تجديد أسطولها وتعزيز أعمال العطلات لتحقيق أهدافها على المدى المتوسط.

وأضاف: “نحن نعرف بالضبط ما يجب القيام به”.

اقرأ أيضًا: القيمة السوقية لشركة ديل تتخطى 100 مليار دولار

المصدر: رويترز