اختر صفحة

خطط بايدن للتوسع في مجال الطاقة النظيفة يصطدم بمعارضات محلية

الصفحة الرئيسية » الأعمال » خطط بايدن للتوسع في مجال الطاقة النظيفة يصطدم بمعارضات محلية

في ديسمبر / كانون الأول الماضي، تخلت شركة المرافق الفرنسية العملاقة إي دي إف (EDF) عن خطط لبناء مزرعة شمسية بقدرة 400 ميغاوات بولاية أوهايو الأمريكية بسبب المعارضة المحلية القوية للمشروع.

كذلك تأخر مشروع لربط مزرعة رياح بحرية بالأرض عبر كابل في ولاية نيو جيرسي لسنوات بسبب المعارضة المحلية. قال أحد السكان المحليين: “لا نريد هذا هنا بأي شكل من الأشكال”.

في غرب ولاية تكساس، يشعر الناس بالغضب حيال التطورات الجديدة في مجال طاقة الرياح التي يقول المعارضون أنها ستلحق الضرر بالطبيعة ويقاتلون لكي لا يتم الموافقة عليها.

أما في ولاية كانساس، فقد أصدرت أكثر من 20 مقاطعة حظراً على مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة لحماية النظم البيئية.

يبدو أن معارضة الطاقة منخفضة الكربون تنتشر كالنار في الهشيم، وهو أمر يعرض الاستثمار بالمليارات للخطر.

نجحت إدارة بايدن العام الماضي في تمرير قانون الحد من التضخم، والذي يتضمن تعاقدات بنحو 370 مليار دولار من الحوافز لتعزيز إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية وإنتاج المركبات الكهربائية واحتجاز الكربون في محاولة لتحريك عملية انتقال الطاقة الذي كان بطيئًا في الظهور في ظل الإدارات السابقة للبلاد.

اشتكت أوروبا من أن أعمالها التجارية ستنتقل الآن إلى الولايات المتحدة للوقوف في طابور للحصول على جزء من حصة الدعم والحوافز. ابتهجت الشركات المحلية بأنها ستحصل على فرصة لتمويل مشاريع باهظة الثمن بأموال حكومية. ويبدو أن الجميع نسي أمر الناس العاديين من دافعي الضرائب وملاك الأراضي.

أظهر استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) أن الأمريكيين قلقون بشأن تغير المناخ. يدعم أكثر من الثلثين التوسع في مصادر الطاقة غير الهيدروكربونية مثل الرياح والطاقة الشمسية، كما تدعم الغالبية أيضًا دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكن تغير المناخ ليس الأولوية القصوى لمعظم الأمريكيين، حيث لديهم مخاوف أكبر مثل حالة الاقتصاد.

توصل استطلاع آخر – تم إجراؤه في أوروبا ولكنه يمثل على الأرجح التصرفات البشرية العامة – إلى أن الناس قد يكونون قلقين بشأن المناخ وتأثيرات التغييرات المستمرة فيه، لكنهم ليسوا منفتحين على فعل أي شيء حيال ذلك إذا كان سيؤثر على أنماط حياتهم.

في الولايات المتحدة، أصبح الناس قلقين بشكل متزايد بشأن شيء آخر وهو حجم منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع أن كانساس – التي شهدت تزايد كبير في قدراتها من طاقة الرياح على مدى العشرين عامًا الماضية – بدأت الآن في التوقف، لأن الناس قلقون من أن تصبح مزارع الرياح – والطاقة الشمسية – أكبر من اللازم وتحتل مساحة كبيرة جدًا.

تعد مشكلة كثافة الطاقة واستخدام الأرض واحدة من أكبر عيوب كل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويمكن القول أنها كانت مجرد مسألة وقت قبل أن يبدأ الناس في التساؤل عما إذا كان الأمر يستحق خسارة الأرض. يرى الناس أن لا بأس بالتغيير طالما لن يؤثر على أراضيهم، ولذلك ظهر تعبير “ليس في حديقة منزلي” (not in my backyard NIMBY) والتعبير المضاد “نعم في حديقة منزلي” (yes in my backyard YIMBY)، والذي يمثل الناس الذين يروا أن على الجميع إعادة تدريب أعينهم على رؤية الجمال في توربينات الرياح.

يستشهد آخرون بالمخاوف البيئية حول مشاريع الطاقة الشمسية والرياح الجديدة، حيث أدى تزايد نفوق الحيتان قبالة ساحل المحيط الأطلسي خلال الأشهر القليلة الماضية إلى إشعال نقاش ساخن بشأن الرياح البحرية.

ثم هناك أولئك الذين لا يحبون الرياح والطاقة الشمسية بالقرب من منازلهم، ولن يقوموا بأي قدر من تدريب أعينهم على هذا المشهد.

لقد أصبح هذا بالفعل مشكلة بالنسبة لطموحات إدارة بايدن الخضراء الكبيرة. هذه الحوافز البالغة 370 مليار دولار والتي من المرجح أن تكلف الأمريكيين أكثر من 1.2 تريليون دولار وفقًا لغولدمان زاكس (Goldman Sachs)، يجب أن تحقق ما يقرب من ثلاثة أضعاف هذه الحوافز من الاستثمارات الخاصة.

تتدافع الولايات بالفعل لتقديم أنظمة الدعم الخاصة بها لجذب الشركات إليها، وهو أمر مثير للسخرية في ظل قيام مجتمعات هذه الولايات بعرقلة وإلغاء مشروعات الطاقة التي ستستفيد من هذه الحوافز.

أصبحت عملية تحول الطاقة أصعب مما توقعه صناع السياسة في البداية، وقد كان من المحتم أن تصبح الأراضي التي تشغلها الألواح الشمسية والأضواء الحمراء الوامضة لتوربينات الرياح مشكلة عاجلاً أم آجلاً.

من ناحية أخرى، حذرت هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية تحذر من أن شبكة الولايات المتحدة تجد بالفعل صعوبة في التعامل مع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الحالية وسط حالات تقاعد المتزايدة في محطات توليد الطاقة بالفحم والغاز.

قال مارك كريستي مفوض هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية خلال جلسة استماع حديثة في لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ: “تتجه الولايات المتحدة نحو وضع كارثي للغاية من حيث الموثوقية”.

ألقى مفوض آخر باللوم المباشر على دعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الموقف، قائلاً أن نظام الدعم هو الذي جزء كبير من إنتاج طاقة توليد الطاقة بالفحم والغاز غير اقتصادي، مما أدى إلى توقفه وبالتالي زيادة الاعتماد على الرياح والطاقة الشمسية المتقطعة. سوف يستغرق تطوير الشبكة لتلائم الطاقة الجديدة سنوات وعشرات المليارات من الاستثمارات.

قد ينتهي الأمر بالمعارضة الشعبية المتزايدة لمشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة إلى أن تصبح نعمة مقنعة، حيث قد يضطر المستثمرون الذين لديهم 3 تريليونات دولار إلى البحث عن أشياء أخرى (مثل مشروعات الطاقة بالفحم والغاز) لوضع أموالهم فيها.

اقرأ أيضًا مايكروسوفت تضيف شركة ذكاء اصطناعي أخرى إلى مجموعتها

المصدر: أويل برايس

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This