تفكر السلطات الجورجية في بناء مطار جديد بالقرب من العاصمة تبليسي، مستشهدة بالآفاق طويلة الأجل في أن تجعل البلاد “مركزًا طيران” إقليمي.
أصدر قادة الحكومة هذا الإعلان في أوائل يونيو / حزيران، قائلين أنهم إما سيشيدون مطارًا جديدًا بدلاً من مطار فازياني العسكري بالقرب من تبليسي أو يوسعون مطار العاصمة الدولي الحالي.
تعد هذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة من التحركات التي تهدف إلى تعزيز دور جورجيا في حركة النقل والبضائع بين مختلف أنحاء العالم.
قال رئيس الوزراء إيراكلي غاريباشفيلي في اجتماع حكومي في 5 يونيو / حزيران: “اليوم لدينا القدرة والخبرة، والأهم من ذلك وهو الهدف المتمثل في أن نصبح مركزًا فعالًا للطيران في المنطقة. وهنا نتحدث عن بناء مطار جديد محدث من الفئة الدولية”.
قالت السلطات أن الدراسات جارية لتحديد الخيار الأفضل بين بناء مطار جديد أو توسيع المطار الدولي العامل حاليًا في تبليسي.
لكنهم أعربوا بالفعل عن تفضيلهم للخيار الأول، حيث هم يزعمون بأنه على الرغم من أن المطار الحالي يلبي المطالب الحالية، إلا أن قدراته محدودة للنمو، وسيكون من الضروري إنشاء مطار جديد في موقع آخر لآفاق الـ 20 أو 30 أو 50 أو حتى 100 عام”.
جورجيا حاليًا موطن لثلاثة مطارات دولية تضم مطار تبليسي، والذي يقع على بعد حوالي 20-30 دقيقة بالسيارة من وسط المدينة، وهو الأكبر بين الثلاث مطارات. يقع مطار أصغر من مطار تبليسي بالقرب من كوتايسي غرب جورجيا، وقد اكتسب شعبية في السنوات الأخيرة من خلال استضافة شركات طيران منخفضة التكلفة مثل الشركة المجرية ويز إير (Wizzair) وتقديم رحلات رخيصة إلى أوروبا. أما المطار الدولي الثالث فيقع بالقرب من باتومي على البحر الأسود، ويقبل أيضًا الرحلات الجوية الدولية ولكنه أقل ازدحامًا من المطارين الآخرين.
منذ عام 2005، يتم تشغيل مطار تبليسي من قبل شركة تاف إيربورتس (TAV Airports)، وهي شركة تركية تمتلك أكبر حصة (46%) من قبل المجموعة الفرنسية ايه دي بي (ADP).
يحظر العقد المبرم مع تاف (TAV) على الدولة بناء مطار داخل دائرة نصف قطرها 150 كم من المطار الحالي دون موافقة الشركة. ولكن هذا العقد ينتهي في عام 2027، وتزعم السلطات أنها لا تزال موالية للاتفاقية. وفقًا لتوقعات الحكومة، إذا تم اتخاذ قرار بناء مطار جديد، فسيبدأ البناء في العام المقبل وينتهي في غضون 3 إلى 4 سنوات.
من غير الواضح ما إذا كان سيتم تعديل العقد الحالي أو ما إذا كانت السلطات ستنتظر حتى انتهاء مدته.
منذ أوائل مايو / أيار، قدم المسؤولون الجورجيون حججًا مختلفة لدعم بناء مطار منفصل أكبر، حيث أشار البعض إلى تدفق الركاب المتزايد باستمرار وأشار آخرون إلى الحاجة إلى تعزيز قدرة مناولة الشحن الجوي في البلاد.
قال وزير الاقتصاد ليفان دافيتاشفيلي للصحفيين بعد اجتماع الحكومة في 5 يونيو / حزيران: “إذا قلنا أن جورجيا يجب أن تكون مركزًا إقليميًا من حيث الخدمات اللوجستية والتحدث عن رحلات الترانزيت – بما في ذلك عمليات الشحن – فنحن بحاجة إلى مساحة للتوسع واقتصاد كبير”.
سيؤدي بناء مطار في الموقع الجديد في فازياني إلى مضاعفة المسافة وبالتالي وقت أطول للوصول إليه من وسط المدينة.
لكن دافيتاشفيلي زعم بأنه يوفر ظروفًا أفضل للملاحة وأفضل من حيث التنمية الحضرية والاقتصادية. كما لم يستبعد الوزير تجديد المطار العسكري القديم إلى جانب بناء مطار مدني جديد، مستشهداً بترتيبات مشتركة مماثلة في أماكن أخرى.
نوقشت آفاق تحول جورجيا إلى مركز طيران إقليمي في دوائر مختلفة لعدة سنوات. لكن هذه الخطط الخاصة تأتي في الوقت الذي تعيد فيه جورجيا اكتشاف نفسها كممر عبور رئيسي بين الشرق والغرب نتيجة للتحولات الجيوسياسية الناتجة عن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا العام الماضي.
وبينما كان تدفق الركاب في المطارات الجورجية ينمو في السنوات الأخيرة، فإنه في تبليسي لم يححق بعد بأعداد ما قبل الوباء. من ناحية أخرى، شهدت حركة الشحن الجوي نموًا مطردًا.
ومع ذلك، لم يتضح بعد كيف سيؤثر الاستئناف المثير للجدل مؤخرًا للرحلات المباشرة مع روسيا على الطيران الجورجي.
بعد قرار موسكو في مايو / أيار برفع الحظر الأحادي الجانب لمدة 4 سنوات على السفر الجوي مع جورجيا، سمحت تبليسي لثلاث شركات طيران برحلات منتظمة إلى روسيا، وهي جيورجيان إير وايز (Georgian Airways)، وشركتان روسيتان هما أذيموث (Azimuth) وريد وينغز (Red Wings). ولم تهبط طائرات الشركة الروسية بعد في تبليسي وكوتايسي، بسبب تأجيل بدء العملية إلى منتصف يونيو / حزيران.
مع هذا التفويض، جاء الحديث من ممثلي الأعمال الروس والجورجيين حول استخدام المطارات الجورجية للعبور بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي التي أغلقت مجالها الجوي أمام موسكو بعد غزوها لأوكرانيا العام الماضي. كان من المفترض أن جورجيا – وعلى وجه الخصوص كوتايسي – أن تنافس في نهاية المطاف مراكز العبور الإقليمية الرئيسية مثل اسطنبول التركية.
ومع ذلك، قالت الخطوط الجوية الجورجية في وقت لاحق أن البلاد ستحتاج إلى خمس سنوات على الأقل للحصول على هذا الدور. ويشكك الخبراء أيضًا في أن العقوبات والقيود العديدة التي تواجهها روسيا ومواطنيها حاليًا يمكن أن تجعل ذلك ممكنًا.
في أواخر مايو / أيار، قال تاماز غاياشفيلي رئيس شركة الطيران الجورجية أنه خلافًا للتوقعات العامة، فإن الحجوزات على الرحلات الجوية بين جورجيا وروسيا حتى الآن لم تصل إلى نصف سعة المقاعد المتاحة.
0 تعليق