وضعت تيترا باك (Tetra Pak) شركة التغليف ومعالجة المواد الغذائية التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، أنظارها على السوق الصينية لزيادة مبيعات عبواتها النباتية لمساعدة شركات المشروبات على خفض بصمات الكربون.

في العام الماضي، اعتمدت يلي غروب (Yili Group) لتصنيع منتجات الألبان ومقرها منغوليا الداخلية أغطية نباتية لكراتين تيترا باك (Tetra Pak) التي اشترتها. وقد حذت شركة ألبان مينجنيو (Mengniu Dairy) المنافسة الصينية حذوها هذا العام.

تم بيع حوالي 50 مليون وحدة ذات أغطية نباتية في الصين منذ بدء الإنتاج المحلي العام الماضي، وفقًا لماركو ماركيتي نائب رئيس مواد التعبئة والتغليف وحلول المبيعات والتوزيع في تيترا باك (Tetra Pak). يذكر أن تيترا باك (Tetra Pak) شركة مملوكة للقطاع الخاص ولديها ثلاثة مصانع في الصين.

وقال ماركيتي في تعليقات مكتوبة: “أن السوق الصينية مهيأة لتوسيع حلول التغليف المستدامة. وهناك شهية قوية للمستهلكين”.

أشار ماركيتي إلى استبيان سلوك المستهلك الذي أجرته الشركة العام الماضي، والذي وجد أن حوالي نصف المستجيبين الصينيين يختارون العلامات التجارية بناءًا على بيانات اعتماد الاستدامة بشكل متكرر أكثر من مرحلة ما قبل بدء جائحة كوفيد 19.

وقال: “نحن نعمل بالفعل مع العلامات التجارية للأغذية والمشروبات الصينية لطرح ابتكارات مثل الأغطية النباتية. نتوقع أن يزداد الطلب حيث يتطلع المصنعون إلى تحسين أوراق اعتماد الاستدامة لمحافظهم وأن يصبحوا أكثر جاذبية للمستهلكين المهتمين بالبيئة”.

أطلقت الصين العام الماضي خطة عمل مدتها خمس سنوات للتصدي للتلوث البلاستيكي، مع أهداف للتخلص التدريجي من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام وتعزيز إعادة التدوير والترويج للبدائل البلاستيكية.

وقال ماركيتي أن اعتماد أغطية نباتية يمكن أن يقلل من البصمة الكربونية “من المهد إلى اللحد” (أي من مرحلة الإنتاج إلى مرحلة التخلص من المنتجات) من عبوات تترا باك التقليدية بنسبة 8%، مستشهداً بشهادة من مجموعة العمل المناخي غير الربحية كربون تراست (Carbon Trust).

اشترت مينجنيو (Mengniu) حوالي 20 مليار عبوة من الورق العام الماضي، حصلت جميعها على شهادة مجلس رعاية الغابات التي تُظهر أنها مصنوعة من الخشب المقطوع من غابات تدار بطريقة مسؤولة، وفقًا لتقريرها الأخير عن الاستدامة.

تهدف مينجنيو (Mengniu) إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الخاصة بها لكل كيلوغرام من ناتج التصنيع من 0.171 كيلوغرام العام الماضي إلى 0.165 كيلوغرام بحلول عام 2025، على أن يتم تخفيضها إلى 0.16 كيلوغرام بحلول عام 2030، جزئيًا عن طريق خفض التجاوزات وإجراء تغييرات على عبواتها.

وقد تعهدت بالوصول إلى عبوات مستدامة بنسبة 100% بحلول عام 2025، وفقًا لتقرير الاستدامة الأخير الخاص بها.

تروج تيترا باك (Tetra Pak) أيضًا لمزايا تجهيزها وتعبئتها الغذائية المعقمة، والتي تقول أنها تحافظ على سلامة الطعام لعدة أشهر دون إضافة مواد حافظة أو تبريد.

تم اختراع المعالجة المعقمة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، وتزايدت شعبيتها منذ الأربعينيات، وتتضمن التعقيم المنفصل للمنتج والتعبئة والتغليف، ثم يتم دمجها وإغلاقها في جو معقم.

وتتكون العبوات الكرتونية المعقمة في المتوسط ​​من 70% من الورق المقوى و25% من البلاستيك و5% من الألومنيوم. تكون الصناديق قابلة لإعادة التدوير، بمجرد فرزها ورزمها ومعالجتها لفصل الألياف الورقية عن البلاستيك ورقائق الألومنيوم.

تم إعادة تدوير 26.7% فقط من 60 مليون طن من النفايات البلاستيكية المتولدة في الصين في عام 2020، وفقًا لمؤسسة إلين ماك آرثر (Ellen MacArthur Foundation).

في عام 2014، قامت تيترا باك (Tetra Pak) بتسويق أول علبة مشروبات في العالم مصنوعة بالكامل من مواد متجددة.

وقالت الشركة أن المنتج المصنوع من الورق المقوى والبلاستيك القائم على قصب السكر له بصمة كربونية أصغر بنسبة 17% مقارنةً بعبوات تيترا باك (Tetra Pak) التقليدية. وقد باعت أكثر من مليار وحدة من هذا المنتج منذ إطلاقه.

قدمت الشركة منذ ذلك الحين منتجات أخرى تحسبًا لتشديد اللوائح البيئية.

في عام 2019، أطلقت الشركة قشًا ورقيًا على علب المشروبات في أوروبا، حتى تم حظر أدوات المائدة البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في يوليو / تموز 2021.

وفي العام الماضي، قامت الشركة بطرح أغطية مقيدة، قبل أن دوخل قواعد جديدة حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي في عام 2024 تتطلب أن تظل أغطية حاويات المشروبات التي تصل إلى ثلاث لترات مغلقة أثناء الاستخدام وبعده.

في مارس / آذار من العام الماضي، تعهدت تيترا باك (Tetra Pak) باستثمار ما لا يقل عن 100 مليون يورو سنويًا على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة لتطوير حلول تغليف أكثر استدامة.

تم بيع أكثر من 192 مليار عبوة تيترا باك (Tetra Pak) على مستوى العالم خلال العام الماضي، منها 50 مليار كرتونة تزن 1.2 مليون طن تم جمعها وإرسالها لإعادة التدوير.

اقرأ أيضًا الهند تفرض قيود على تصدير الأرز وتؤجج المخاوف من تضخم أسعار الغذاء

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست