تعمل شركة بي واي دي (BYD) على نشر محطات شحن السيارات الكهربائية وتكثيف التسويق والحوافز للعملاء في اليابان، بهدف تعزيز المبيعات في السوق التي أصبحت حجر عثرة في التوسع العالمي لشركة صناعة السيارات الصينية.

أصبحت شركة بي واي دي (BYD) المدعومة من وارن بافيت (Warren Buffett) أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين بعد سنوات من النمو المذهل في الداخل. وهي الآن تتوسع في الخارج، بما في ذلك في اليابان إحدى أكبر أسواق السيارات في العالم.

ولكن اليابان تظل سوقًا صعبة على شركات صناعة السيارات الأجنبية. فقد كان الطلب على السيارات الكهربائية بطيئًا لفترة طويلة، وقد غيرت الحكومة هذا العام طريقة حساب إعانات السيارات الكهربائية، فخفضتها لشركة بي واي دي (BYD) والعديد من منافسيها، وأثارت المخاوف بشأن الحمائية.

ولكسب ثقة السائقين اليابانيين، عرضت شركة بي واي دي (BYD) خصومات على أول ألف سيارة تباع من أحدث طرازاتها، كما تبث إعلانات تلفزيونية من بطولة ممثلة يابانية.

وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى ارتفاع تكاليف التسويق إلى مستويات أعلى من المتوقع. وتخضع جهود شركة بي واي دي (BYD) في الخارج لمراقبة دقيقة، ويرجع هذا جزئيًا إلى أن قيمة الشركة تعادل قيمة شركتي جنرال موتورز (GM) وفورد (Ford) مجتمعتين.

ومع ذلك، لا يزال بعض اليابانيين حذرين من شراء المنتجات الصينية باهظة الثمن بسبب مخاوف تتعلق بالجودة. كما يشترك أكبر اقتصادين في آسيا في تاريخ معقد من الحرب وسنوات من التوتر السياسي.

قال يوكيهيرو أوباتا (58 عامًا) الذي كان يزور صالة عرض بي واي دي (BYD) في يوكوهاما المجاورة لطوكيو في يوليو / تموز مع ابنه: “السيارات رائعة، لكنني لا أعتقد أنها ستباع في اليابان”.

أضاف “يعتقد اليابانيون أن السلع المصنعة في اليابان متفوقة على السلع الصينية والكورية الجنوبية. ولا نستطيع أن نصدق أن المنتجات الصينية يمكن أن تكون ذات جودة أعلى”.

وقال أوباتا إنه لا يعارض شراء سيارة أجنبية وأنه يفكر أيضًا في شراء السيارات الكهربائية من مرسيدس بنز وأودي وهيونداي.

هذا وقد افتتحت شركة بي واي دي (BYD) التي يقع مقرها الرئيسي في شنتشن، أول صالة عرض لها في اليابان في فبراير / شباط من العام الماضي، وباعت حتى الآن أكثر من 2,500 سيارة.

وعلى النقيض من ذلك، باعت شركة تويوتا موتور (Toyota Motor) ما يزيد قليلًا على 4,200 سيارة كهربائية تعمل بالبطارية في اليابان خلال نفس الفترة، بينما تم تسجيل ما يقرب من 17 ألف سيارة تسلا (Tesla) في البلاد حتى نهاية مارس / أذار 2023، وفقًا لأحدث بيانات الصناعة المتاحة.

تقدم شركة بي واي دي (BYD) ثلاثة موديلات ولديها الآن أكثر من 30 صالة عرض.

قال أتسوكي توفوكوغي رئيس شركة بي واي دي أوتو (BYD Auto) اليابان: “هناك أشخاص في اليابان يكرهون المنتجات الصينية بشدة، لذا فليس من الجيد أن نحاول فرض أنفسنا عليهم”.

وبدلًا من ذلك، قال إنه يريد كسب ثقة الناس من خلال أسعار سيارات بي واي دي (BYD) وأدائها المعقول.

إعانات حكومية

وبحسب بيانات الصناعة، شكلت السيارات الكهربائية ما يزيد قليلًا على 1% من إجمالي 1.47 مليون سيارة ركاب بيعت في اليابان خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام. ولا يشمل هذا سيارات “كاي” الصغيرة منخفضة الطاقة المصنعة للسوق المحلية.

كانت مبيعات السيارات الكهربائية بطيئة في اليابان لأن تويوتا (Toyota) وشركات صناعة السيارات المحلية الأخرى ركزت بشكل أكبر على التكنولوجيا الهجينة.

قامت الحكومة في أبريل / نيسان بتجديد مخطط دعم السيارات الكهربائية، قائلة إن ذلك من شأنه أن يعزز انتشار أجهزة الشحن والبنية التحتية الأخرى.

إن الإعانات – التي كانت تُحدَّد في السابق بناءً على أداء السيارة – تأخذ الآن في الاعتبار معايير مثل عدد أجهزة الشحن السريع التي قامت الشركة المصنعة بتثبيتها، وخدمة ما بعد البيع.

تم خفض الدعم على سيارة بي واي دي أتو 3 (BYD Atto 3) الرياضية متعددة الاستخدامات، والتي تباع مقابل 4.5 مليون ين (30,996 دولار أمريكي)، بنحو النصف إلى 350 ألف ين، من 650 ألف ين.

وقال توفوكوجي في فعالية للشركة في يوليو / تموز إن تخفيضات الدعم أثرت سلبًا على المبيعات.

وردت شركة بي واي دي (BYD) بتقديم قروض بفائدة 0% خلال الفترة من أبريل / نيسان إلى يونيو / حزيران، واسترداد نقدي على أجهزة الشحن المنزلية في يوليو / تموز وأغسطس / آب. كما تخطط الشركة لوضع شاحن سريع في 100 موقع بحلول نهاية العام المقبل، وفقًا لما قاله توفوكوجي لرويترز، وهي خطة لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا والتي قد تساعدها في التأهل للحصول على إعانات أكبر.

ولزيادة الوعي بعلامتها التجارية، بدأت في بث إعلانات تلفزيونية بطولة الممثلة والعارضة اليابانية ماسامي ناغاساوا.

قال توفوكوجي إن ذلك ساعد في جذب المزيد من العملاء، على الرغم من أن شركة صناعة السيارات أنفقت الآن أكثر مما خصصته في الأصل للتسويق في اليابان، لكنه رفض تحديد حجم الإنفاق على التسويق.

تتضمن تشكيلة سيارات بي واي دي (BYD) اليابانية سيارة سيدان سيل (Seal)، التي تباع بسعر 5.28 مليون ين للنسخة ذات الدفع الخلفي وتستحق إعانة قدرها 450 ألف ين. كما تبيع الشركة سيارة دولفين (Dolphin)، التي يبدأ سعرها من 3.63 مليون ين وتستحق إعانة قدرها 350 ألف ين.

الطريقة اليابانية

قال تشو جينتشنغ مدير أبحاث الصين في شركة أبحاث السيارات فورين في ناجويا، إن تغيير الدعم قد يعكس جهود الحكومة لحماية الصناعة المحلية. وأضاف: “كان عليهم اتخاذ بعض التدابير لحماية صناعة السيارات لديهم”.

وقال مسؤول بوزارة الصناعة إن هدف التغيير هو خلق بيئة يتم فيها استخدام السيارات الكهربائية بشكل مستدام والترويج لها “على الطريقة اليابانية”.

ومن بين شركات صناعة السيارات الأخرى التي شهدت خفض الدعم مرسيدس (Mercedes) وفولكس فاغن (Volkswagen) وبيغو(Peugeot) وفولفو (Volvo) وهيونداي (Hyundai) والشركة اليابانية سوبارو (Japanese maker Subaru).

ولا تزال سيارات الدفع الرباعي من نيسان (Nissan) وتويوتا (Toyota) مؤهلة للحصول على الحد الأقصى البالغ 850 ألف ين، كما حصلت تسلا (Tesla) أيضًا على إعانات مساوية أو أعلى على الطرز التي تبيعها في اليابان.

ورغم انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية بشكل عام، شكلت العلامات التجارية الأجنبية للسيارات ما يقرب من 70% من المبيعات في الأشهر السبعة الأولى من العام.

ولكن الدعم المنخفض لم يمنع كيوسوكي يامازاكي – وهو مشتري سيارة لأول مرة في أوائل الثلاثينيات من عمره – من شراء سيارة بي واي دي أتو 3 (BYD Atto 3)، على الرغم من أنه فقد نحو 2,000 دولار من المدخرات لأنه اشترى السيارة بعد أبريل / نيسان.

قال إنه يحب مدى القيادة الأطول للسيارات مقارنة بمنافسيها اليابانيين – ولا يمانع الشراء من الشركة المصنعة الصينية. وقال “كنت أعمل في شنغهاي وأعرف شركة بي واي دي (BYD) جيدًا”.

اقرأ أيضًا: إنفيديا تتكبد خسارة قياسية بقيمة 279 مليار دولار في قيمتها السوقية
المصدر: رويترز