بنظرة واحدة على الرقم الرئيسي القوي من تقرير الوظائف لشهر مايو / أيار، سيبدو أن سوق الأسهم سيتجه نحو يوم سيء للغاية. ولكن بدلاً من ذلك، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average) مرتفعًا بأكثر من 700 نقطة لأنه ضمنيًا كان هناك شيء يسعد الجميع.

لقد كان التوظيف قويًا، وبدا أنه قويًا جدًا بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يحاول إبطاء الاقتصاد الأمريكي. أظهر أحدث تقرير للتوظيف صادر عن مكتب إحصاءات العمل زيادة قدرها 339,000 وظيفة غير زراعية في مايو / أيار، مقارنة بتقدير إجماع الاقتصاديين البالغ 188,000. تم تعديل تعيينات الأشهر السابقة بالزيادة بمقدار 93,000 وظيفة.

وفي حين أن القوة قد لا تكون ما يريده مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنها أخبار رائعة للمستثمرين لأنه لا يوجد هناك أي علامات على تباطؤ الاقتصاد – ناهيك عن الركود – في بيانات سوق العمل. وهذا يعني أنه لا يوجد تباطؤ وشيك يؤثر على أرباح الشركات ويؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم، ويساعد ذلك في دفع القطاعات الدورية للأعلى، فقد أغلقت أسهم المواد في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) على ارتفاع بنسبة 3.4% يوم الجمعة، وارتفعت أسهم الطاقة بنسبة 3%، وارتفعت أسهم المستهلكين الاختيارية بنسبة 2.4%.

ولكن هذا هو الشيء الغريب. إن هذه الأرقام القوية لم تقلل من احتمالات توقف الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل عن زيادة أسعار الفائدة. ذلك لأن تقرير الوظائف لم يكن بنفس قوة العنوان.

أظهر تقرير مايو / أيار مكاسب متواضعة في الأجور بنسبة 0.3% شهريًا وارتفاعًا في معدل البطالة، مما يشير إلى توفر المزيد من العمال. الأخير – المستمد من مسح مختلف عن رقم الوظائف غير الزراعية – كان من المتوقع أن يرتفع بمقدار عُشر نقطة مئوية، إلى 3.5%، لكنه بدلاً من ذلك ارتفع إلى 3.7%.

هذه أخبار جيدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وأشار مسؤولون إلى ارتفاع الأجور بسبب نقص العمالة المتاحة كمحرك رئيسي للتضخم هذا العام. أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن السياسة تعتمد على “البيانات” من هنا. يجب أن يكون تقرير الوظائف لشهر مايو دليلاً على إحراز تقدم كافٍ لمنع الاحتياطي الفيدرالي من زيادة أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 13 و14 يونيو / حزيران.

كتب ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في سانتاندر يو إس كابيتال ماركتس (Santander U.S. Capital Markets): “إن بيانات اليوم قوية في التوازن، لكنها ليست كافية لإجبار الاحتياطي الفيدرالي في يونيو / حزيران”. يتوقع ستانلي أن تتوقف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مؤقتًا في يونيو / حزيران، ثم تعود مرة أخرى في يوليو / تموز.

لقد ساعد ذلك على نمو الأسهم التي تعتبر تقييماتها أكثر حساسية للتغيرات في أسعار الفائدة. أنهى مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite) يوم الجمعة مرتفعًا بنسبة 1.1%، وارتفعت حتى قطاعات السندات بالوكالة بما في ذلك المرافق والعقارات.

والنتيجة هي ارتفاع واسع، مع ارتفاع ما يقرب من 90% من الأسهم في ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) يوم الجمعة. أضاف المؤشر ككل 1.5%، بينما أغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 2.1%، وقفز رأس المال الصغير راسل 2000 (Russell 2000) بنسبة 3.6%.

سيكون هناك المزيد من المعلومات لتحليلها بحلول موعد اجتماع المسؤولين التالي، وبشكل رئيسي مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو / أيار، والذي سيصدر في 13 يونيو / حزيران. وبقدر ما يتعلق الأمر بالتداول يوم الجمعة، فإن الأرقام بالكاد كانت أفضل.

اقرأ أيضًا أسواق النفط على حافة الهاوية قبيل اجتماع أوبك

المصدر: بارونز