- أظهرت دراسة أجراها باحثون من الجامعة الصينية في هونغ كونغ وجامعة إكستر أن غلة الذرة وفول الصويا والقمح والأرز يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 22% بحلول عام 2050
- ارتفع مؤشر الأرز لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي يقيس أسعار الأرز العالمية، إلى أعلى مستوى له في عام واحد في مايو / أيار الماضي، حيث ارتفع بنسبة 6.5% منذ الغزو الروسي لأوكرانيا
توصلت دراسة جديدة إلى أن غلة المحاصيل الغذائية العالمية قد تنخفض بمقدار الخمس بحلول عام 2050 بسبب تلوث طبقة الأوزون وتغير المناخ. ومن المرجح أن يتحمل جنوب آسيا التأثير الأكبر، حيث سينتج أرزًا أقل بنسبة تصل إلى 40% بحلول نهاية القرن.
الدراسة التي قادها باحثون من الجامعة الصينية بهونغ كونغ والمركز المشترك لجامعة إكستر للاستدامة البيئية والمرونة، قدرت التأثير الكلي لتلوث الأوزون وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتغير المناخ من سنة إلى أخرى حتى نهاية القرن على غلة أربعة محاصيل غذائية أساسية وهي الذرة وفول الصويا والقمح والأرز.
أظهرت التوقعات منحنى واضحًا لانخفاض جميع غلات المحاصيل بسبب تلوث الأوزون وظواهر الطقس المتطرفة، وأنه بحلول عام 2050 يمكن أن تنخفض غلة المحاصيل الأربعة بنسبة تصل إلى 22%.
يمكن أن تشهد بلدان جنوب آسيا – التي يعد بعضها من أكبر منتجي الأرز في العالم، انخفاضًا بنسبة 10 إلى 18% في غلات المحاصيل بحلول عام 2050، وما يصل إلى 40% بحلول عام 2100.
يقول د. فيليكس ليونج رئيس المشروع والمؤلف الأول للورقة في بيان يوم الثلاثاء: “تظهر هذه الدراسة أن الآثار الضارة لتغير المناخ هي العامل الذي له الأثر الأكبر في تقليل غلة المحاصيل في المنطقة الاستوائية، لا سيما في البلدان المنتجة للأرز، في حين أن تلوث طبقة الأوزون على مستوى الأرض يعوض أيضًا تأثير التسميد بثاني أكسيد الكربون”.
ينتج الأوزون على مستوى الأرض بشكل أساسي عن طريق التفاعلات الكيميائية بين أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة. يحدث هذا عندما تتفاعل الملوثات الناتجة عن المركبات ومحطات الطاقة والانبعاثات الصناعية، مما قد يؤدي إلى تسريع التدهور البيئي مع عواقب وخيمة على صحة الإنسان.
أصبح الأمن الغذائي على مستوى العالم هشًا بالفعل بسبب النزاعات الدولية ووباء كوفيد 19 وارتفاع التضخم. وأظهرت الدراسة أن تغير المناخ وتلوث الهواء سيجعلان إنتاج الغذاء العالمي غير مستقر، ويدفعان العالم بعيدًا عن هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
وفقًا لآخر تقرير نُشر في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي خلال قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب 26 COP26، حتى إذا أوفت جميع الدول بأهداف المساهمات الوطنية المحددة لعام 2030 بموجب اتفاقية باريس، فإن العالم في طريقه نحو احترار قدره 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2100. ومن المتوقع أن تزداد الانبعاثات وتركيزات الأوزون على مستوى الأرض.
ركزت الدراسة أيضًا على مناطق إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل الصين والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين والهند وأوروبا. على سبيل المثال، قد تنخفض غلة فول الصويا بنسبة 22% في الصين و42% في الولايات المتحدة بحلول عام 2100.
يتم إنتاج واستهلاك حوالي 90% من أرز العالم في آسيا. خفضت الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، تقديراتها لمحصول القمح للعام بأكمله بنسبة 4.4% في مايو / أيار الماضي وحظرت صادرات القمح بسبب تضرر المحاصيل جراء موجة حر مطولة ومبكرة في مارس/ آذار مارس وأبريل / نيسان الماضيان.
أيضًا ارتفع مؤشر الأرز لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي يقيس أسعار الأرز العالمية، إلى أعلى مستوى له في عام واحد في مايو / أيار الماضي مرتفعًا بنسبة 6.5% إلى 109.2 مقارنة بشهر فبراير / شباط عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا.
توقعت الفاو هذا الشهر أن يكون إنتاج الأرز العالمي لهذا العام أقل بقليل من أعلى مستوى سجله العام الماضي على خلفية حصاد آسيوي وفير آخر. ستساعد المحاصيل الوفيرة في إفريقيا وأستراليا أيضًا على تعويض النقص في أماكن أخرى.
وحذر الباحثون من ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف تفاقم أزمة الغذاء العالمية. واقترح الباحثون أن يجتمع التخفيف من حدة المناخ والهواء النظيف مع التقدم التكنولوجي في علوم المحاصيل على المدى الطويل، الأمر الذي سيساعد في التطوير المستمر لأصناف المحاصيل التي تتحمل الحرارة والأوزون، والمدعومة بالمغذيات، وبالتالي تحسين الأمن الغذائي والتغذية البشرية مع نمو السكان.
يقول ليونغ: “نعتقد أن هذه الدراسة ستسهم في إيجاد حلول مستدامة للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية”.
اقرأ أيضاً بعد توقعات نايكي المتشائمة… كيف يؤثر ذلك على الأسهم؟
0 تعليق