تمتعت تسلا (Tesla) بعدة سنوات من النجاح باعتبارها الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية الأكثر شهرة، حيث سيطرت على السوق العالمية. ومع ذلك، مع سعي الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التحول الأخضر وتطلعها في النهاية إلى التخلص التدريجي من بيع مركبات محركات الاحتراق الداخلي (ICE)، طورت العديد من شركات صناعة السيارات الأخرى سيارات كهربائية ذات قدرة تنافسية عالية في السنوات الأخيرة. في حين أن شركة تسلا (Tesla) لا تزال تحظى بتقدير كبير لعروضها من السيارات الكهربائية، فإن العديد من الشركات الناشئة الأخرى وشركات صناعة السيارات العريقة تقدم نماذج سيارات كهربائية أرخص بقدرات مماثلة، مما يؤدي إلى انخفاض مبيعات تسلا (Tesla). وقد أدى ذلك إلى قيام شركة صناعة السيارات بخفض أسعارها استجابة لضغوط السوق.

قامت شركة تسلا (Tesla) هذا الشهر بتخفيض أسعار سياراتها الكهربائية من الطراز واي (Model Y) في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والنرويج وهولندا، بعد تخفيض الأسعار قبل أسبوع على سياراتها من الطراز 3 (Model 3) والطراز واي (Model Y) في الصين. وفي ألمانيا، انخفض سعر الطراز واي (Y) ذو الدفع الخلفي بنحو 4.2% ليصل إلى 46.760 دولارًا. وانخفض سعر النسخة طويلة المدى من السيارة بنحو 8.1% ليصل إلى 54.297 دولارًا. وفي فرنسا، انخفض سعر الطراز واي (Y) بنحو 6.7%، وفي هولندا بنسبة تصل إلى 7.7%، وفي النرويج بنسبة تتراوح بين 5.6% و7.1%.

تم اتخاذ قرار تسلا (Tesla) بتخفيض أسعار العديد من طرازات السيارات الكهربائية الخاصة بها في السوق الصينية بشكل أساسي للتنافس مع التوافر المتزايد للمركبات الكهربائية الصينية منخفضة التكلفة، خاصة من شركة صناعة السيارات بي واي دي (BYD). وخفضت سعر طرازها 3 بنسبة 6% والطراز واي (Y) بنسبة 11%، مقارنة بديسمبر 2022. وتقدم بي واي دي (BYD) مجموعة واسعة من طرازات السيارات الكهربائية، بعضها يقع في نفس النطاق السعري لنماذج تسلا (Tesla) وبعضها يقع بعيدًا أقل. ولزيادة حصتها في السوق، أطلقت شركة بي واي دي (BYD) العديد من العروض الترويجية للمبيعات خلال العام الماضي، مما أدى إلى خفض أسعار بعض الطرازات بنسبة تصل إلى 10 إلى 17%.

وقد ساعدها ذلك على التنافس مع نجم السيارات الكهربائية تسلا (Tesla)، خاصة في السوق الصينية. ولا تزال الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، مع زيادة المبيعات بنحو 82% في عام 2022، لتساهم بحوالي 60% من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية. وتعمل الصين أيضًا على توسيع قدرتها على تصنيع السيارات الكهربائية بسرعة، مع دخول العديد من الشركات الصينية إلى عالم صناعة السيارات.

بالإضافة إلى خفض أسعار سيارات تسلا (Tesla) الكهربائية بشكل كبير، يقدم العديد من صانعي السيارات الصينيين أيضًا تقنيات تنافسية للغاية في نماذج سياراتهم الكهربائية. وتقوم العديد من الشركات الآن ببيع سيارات تتمتع بتقنيات متقدمة لم تتوفر بعد في موديلات تسلا (Tesla) في الصين، مثل أجهزة العرض داخل السيارة والثلاجات ومساعدة السائق. وهذا يدل على أن المعركة لم تعد تركز فقط على السعر والنطاق. يسلط هذا التحول في نهج شركة صناعة السيارات تجاه عروض السيارات الكهربائية الضوء على بعض الاختلافات الرئيسية بين أسواق السيارات الكهربائية الصينية والأمريكية/الأوروبية، مما يشير إلى عدم وجود نهج واحد يناسب الجميع في مبيعات السيارات الكهربائية.

صرح لي يي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أبوترونيكس (Appotronics) – وهي شركة لشاشات الليزر مقرها في شنتشن: “في الصين، أعتقد أن الأمر أكثر ترفيهًا، وهناك مزيدًا من الأدوات، حيث يرغب الناس حقًا في شراء الأشياء الأكثر تقدمًا من الناحية التقنية”. مضيفًا أنه في أوروبا، يركز الناس أكثر على الأداء الوظيفي. وأشار إلى أن شركات السيارات في الولايات المتحدة “تريد شيئًا مختلفًا تمامًا عن شركات السيارات الصينية”. يعتقد لي يي أن المستهلكين الصينيين سيدفعون علاوة على التكنولوجيات المتقدمة في السيارات، في حين ركزت شركات السيارات الأمريكية بدلًا من ذلك على خفض التكاليف.

وبفضل قطاعات إنتاج المعادن والتصنيع القوية، تستطيع الصين إنتاج بطاريات سيارات كهربائية منخفضة التكلفة ومكونات أخرى، تسمح بإنتاج سيارات كهربائية أقل تكلفة. ويمكنهم بعد ذلك إضافة تقنيات إضافية إلى المركبات المخصصة للسوق الراقية، مما يوفر للمستهلكين نماذج تنافسية للغاية.

في الوقت نفسه الذي تقوم فيه شركة تسلا (Tesla) بتخفيض أسعار سياراتها الكهربائية في جميع أنحاء العالم للتنافس مع شركات صناعة السيارات الصينية وغيرها، فإنها تكافح اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع التكاليف. أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (Tesla)، هذا الشهر أن الشركة ستعلق جزءًا كبيرًا من الإنتاج في مصنعها الألماني في الفترة من 29 يناير / كانون الثاني إلى 11 فبراير / شباط بسبب نقص المكونات، حيث كان لا بد من تعديل طرق الشحن بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر. وفي الوقت نفسه، واجهت الشركة ارتفاعًا في التكاليف المرتبطة بالإنتاج المتسارع لشاحنتها الصغيرة الكهربائية سايبر ترك (Cybertruck) المغطاة بألواح من الفولاذ المقاوم للصدأ.

وحتى عندما تواجه تسلا (Tesla) التحديات، يجب عليها أن تبقي الأسعار منخفضة لتظل قادرة على المنافسة. وفي عام 2023، تفوقت شركة بي واي دي (BYD) على شركة تسلا (Tesla) لتصبح أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم. وفي الوقت نفسه، في ألمانيا، ارتفعت حصة فولكس فاغن (Volkswagen) في السوق فوق حصة تسلا (Tesla)، بنسبة 13.5% و12.1% على التوالي. وقد أثبت هذا للمستهلكين أن تسلا (Tesla) لم تعد القوة المهيمنة في سوق السيارات الكهربائية العالمية. ومع قيام شركات صناعة السيارات بزيادة عروضها من السيارات الكهربائية، لتصبح أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر والمدى والتقنيات، فمن المرجح أن تضطر تسلا (Tesla) إلى الاستمرار في تقديم خطط أسعار تنافسية للبقاء في اللعبة.

اقرأ أيضًا أرباح ومبيعات ستارباكس أقل من التوقعات

المصدر: أويل برايس