كان لدى مؤسس فيرجن غروب (Virgin Group) ريتشارد برانسون ما يقرب من ملياري دولار مقيدة في أسواق الأسهم العالمية قبل عام أو نحو ذلك، معظمها من العديد من الشركات الأمريكية التي تحرق النقد والمدرجة من خلال شركات الاستحواذ لأغراض خاصة (الشيكات على بياض).

ومنذ ذلك الحين، أدى الانخفاض الحاد في تلك الأسهم الأمريكية إلى خفض قيمتها الجماعية بنسبة تصل إلى 95%، والآن، مع إعلان شركة نيشن وايد ببلدينغ سوسايتي (Nationwide Building Society) عن الاستحواذ النقدي بالكامل على شركة فيرجن موني يو كيه (Virgin Money UK Plc)، فإن المكون المتداول علنًا من ثروة برانسون سوف يختفي قريبًا.

بشكل عام، أدى انخفاض حيازات برانسون من الأسهم إلى انخفاض صافي ثروته بمقدار النصف تقريبًا منذ منتصف عام 2022 إلى حوالي 3 مليارات دولار، وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، مما يؤكد كيف يدمر اقتصاد ما بعد الوباء واحدة من أكبر الثروات العصامية في بريطانيا. خارج حصته في فيرجن موني (Virgin Money)، والتي تبلغ قيمتها حوالي 413 مليون جنيه إسترليني (520 مليون دولار) بناءً على شروط عرض نيشن وايد (Nationwide)، يبلغ إجمالي ممتلكاته المتداولة علنًا أقل من 75 مليون دولار.

قالت كلير مادن الشريكة الإدارية في شركة كونيكشن كابيتال (Connection Capital) للأسهم الخاصة ومقرها لندن: “الأمر صعب في هذه الأوقات عندما تسوء الأمور”. وأن إمبراطورية برانسون “تعرضت لهزة كبيرة من الجانب بسبب كوفيد”، على حد قولها.

تحد أصول الأسهم المتلاشية لدى برانسون من خياراته لضخ الأموال في إمبراطوريته المترامية الأطراف، حيث لا تزال أجزاء منها تكافح للتعافي من الوباء، الذي أجبر الملياردير البريطاني البالغ من العمر 73 عامًا على الاستفادة من ممتلكاته المدرجة لدعم شركات فيرجن (Virgin).

باع برانسون أكثر من مليار دولار من الأسهم في عامي 2020 و2021 في شركة فيرجن غالاكتيك هولدينغز (Virgin Galactic Holdings Inc)، وهي شركته للسياحة الفضائية التي اندمجت قبل أشهر من تفشي فيروس كورونا مع شركة استحواذ لأغراض خاصة أسسها شاماث باليهابيتيا.

ساعدت هذه المبيعات في تمويل حزمة إنقاذ بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني لشركة طيران فيرجن أتلانتيك (Virgin Atlantic)، وهي شركة رائدة بين أكثر من ثلاثين شركة في إمبراطورية برانسون التي يسيطر عليها عن كثب. ساعدت فيرجن غروب (Virgin Group) أيضًا في تخصيص 50 مليون جنيه إسترليني العام الماضي في سلسلة أندية الصالة الرياضية التي تحمل الاسم نفسه لتسريع تعافيها من الوباء.

ورفض ممثل لمجموعة فيرجن غروب (Virgin Group) ومقرها لندن – والتي لا تعلن عن بيانات مالية موحدة – التعليق.

بلغت ثروة برانسون ذروتها عند ما يقرب من 8 مليارات دولار في أوائل عام 2021 حيث أدت أسعار الفائدة المنخفضة بشكل قياسي إلى تغذية سوق صاعدة وبائية. ارتفع سهم فيرجن غالاكتيك (Virgin Galactic) بنسبة 400% تقريبًا خلال الفترة السابقة ليشكل في النهاية ما يقرب من نصف إجمالي ثروته الصافية.

تراجعت أسهم الشركة التي يقع مقرها في لاس كروسيس بولاية نيو مكسيكو منذ ذلك الحين بنحو 98% من ذروتها في عام 2021 بعد مواجهة مشكلات على متن الطائرة ونتائج مالية جاءت أقل من توقعات وول ستريت. وكان أداء أسهم الشركات المدرجة الأخرى الناشئة عن تعاملات برانسون مع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (SPAC) أسوأ من ذلك.

أعلنت شركة خدمات الأقمار الصناعية فيرجين أوربيت القابضة (.Virgin Orbit Holdings Inc) عن إفلاسها العام الماضي، بعد أقل من 18 شهرًا من إتمام عملية الاندماج مع شركة نيكست جين أكويزشن (NextGen Acquisition Corp II). كما تراجعت أسهم شركة اختبارات الجينات 23 آند مي القابضة (.23andMe Holding Co) وشركة التجارة الإلكترونية غروف كولابوريشن (Grove Collaborative Holdings) بأكثر من 90% منذ اندماجها مع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة التابعة لشركة فيرجين غروب (Virgin Group) في عام 2022.

انخفض مؤشر دي سباك (De-SPAC) – وهو عبارة عن سلة من الشركات التي أكملت عمليات الاندماج الخاصة بها – بأكثر من 20% هذا العام حيث تكافح العديد من الشركات لتصبح مربحة وسط ارتفاع تكاليف التمويل. ويقارن ذلك مع ارتفاع بنسبة 10% تقريبًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500).

بعد تأسيس شركة فيرجن موني (Virgin Money) في عام 1995، رفع برانسون رهانه في عام 2011 من خلال قيادة صفقة بقيمة 747 مليون جنيه إسترليني لشراء بنك نورثرن روك (Northern Rock) البريطاني من الحكومة البريطانية بعد انهيار البنك في المراحل الأولى من الأزمة المالية العالمية.

وبعد سبع سنوات، ضاعف برانسون استثماره الأصلي البالغ 50 مليون جنيه إسترليني عندما وافق بنك كليديسدال (Clydesdale) على الاستحواذ على فيرجن موني (Virgin Money) لتشكيل سادس أكبر بنك في المملكة المتحدة في عملية استحواذ بقيمة 1.7 مليار جنيه إسترليني. واحتفظ بحصة تبلغ 13% تقريبًا في الشركة المندمجة.

قال برانسون في منشور على مدونته في نوفمبر / تشرين الثاني حول تأسيس شركة فيرجن موني (Virgin Money): “كنا مستعدين لمواجهة تحدٍ جديد. لقد كانت فرصة لتغيير الصناعة الراكدة”.

فندق مايوركا

من المقرر الآن أن تتفوق شركتي نيشن وايد (Nationwide) وفيرجن موني (Virgin Money) على نات ويست غروب (NatWest Group Plc) باعتبارها ثاني أكبر مزود لقروض الإسكان في بريطانيا بعد مجموعة لويدز بانكينغ غروب (Lloyds Banking Group Plc) فقط. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الصفقة في الربع الرابع.

تعمل الأصول الأخرى لمجموعة فيرجن غروب (Virgin Group) أيضًا على دعم ثروة برانسون حتى مع انخفاض رهاناته على شركات الاستحواذ لأغراض خاصة.

تمتلك شركته القابضة فندق خمس نجوم في مايوركا، حيث ارتفعت أسعار العقارات مؤخرا، في حين حددت شركة الطيران التابعة له خططا للعودة إلى الربحية هذا العام. أطلقت فيرجن غروب (Virgin Group) أيضًا أقسامًا جديدة في قطاعي الفنادق والسفن السياحية، بينما قام ذراعها الاستثماري سابقًا باستثمارات مبكرة في شركات منها بي إنترست (Pinterest Inc) وبلوك (Block Inc) ووايز (Wise Plc).

وفي الوقت نفسه، يتلقى ذراع الترخيص التابع لفيرجن غروب (Virgin Group) دخلًا أكبر مما كان عليه قبل الوباء، مما يمنحه قيمة تقدر بنحو مليار دولار ويجعله أكبر أصول فردية لبرانسون، وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للثروة.

من المقرر أن تستمر هذه الوحدة في تلقي الدخل من خلال فيرجن موني (Virgin Money) لسنوات بعد إغلاق صفقة نيشن وايد (Nationwide)، مما يؤكد كيف أن بعض صفقاته الأكثر تقليدية – وليس شركات الاستحواذ للأغراض خاصة خاسرة – تعمل الآن على تشغيل إمبراطوريته.

تقول مادن: “لا يمكنك القيام بهذا النوع من الأعمال غير الربحية إلا إلى حد معين. يتعلق الأمر بكسب المال في نهاية اليوم”.

اقرأ أيضًا أسواق ناقلات النفط تستعد للارتفاع

المصدر: فورتشين