أظهرت استطلاعات استقصائية تجارية يوم الثلاثاء أن إنتاج المصانع في آسيا شهد ضعفًا في أكتوبر / تشرين الأول بسبب مخاوف الركود العالمي وسياسة صفر كوفيد التي تتبناها الصين، مما أضر بالطلب، وبالتالي زاد من اضطرابات الإمدادات المستمرة ومن ظلام آفاق الانتعاش.

من المتوقع أيضًا أن تجبر زيادة أسعار الفائدة الأمريكية معظم البنوك المركزية الآسيوية على منع التدفقات الحادة لرأس المال من خلال تشديد سياساتها النقدية، حتى لو كان ذلك يعني إضعاف الاقتصادات الضعيفة بالفعل، كما يقول المحللون.

تقلص نشاط التصنيع في كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا في أكتوبر / تشرين الأول، بينما توسع بأبطأ وتيرة له في 21 شهرًا في اليابان، مما يسلط الضوء على الآثار الناجمة عن تباطؤ الطلب الصيني وارتفاع تكاليف الاستيراد.

استقر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي كايشين / ستاندرد آند بورز غلوبال (Caixin/S&P Global) الصيني عند 49.2 في أكتوبر / تشرين الأول، مرتفعًا من 48.1 في سبتمبر / أيلول، ولكنه ظل أقل من علامة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش.

يوافق مسح القطاع الخاص المسح الرسمي لمؤشر مديري المشتريات الذي صدر يوم الاثنين وأظهر أن نشاط المصانع في الصين انخفض بشكل غير متوقع في أكتوبر / تشرين الأول.

قال تورو نيشيهاما كبير الاقتصاديين في معهد داي إيتشي لايف ريسيرتش (Dai-ichi Life Research Institute) بطوكيو: “آسيا تعتمد اعتمادًا كثيرًا على الصين. ولكن سياسة صفر كوفيد التي تتبناها ما زالت تعطل سلاسل التوريد وتمنع المسافرين الصينيين من العودة إلى الوجهات السياحية الآسيوية. كما أنها تضر بصادرات المنطقة. إن الخطر الكبير الآخر هو معدل زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. فإذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بشكل متزايد، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تدفقات رأس المال الخارجة من آسيا ومن ثم إلحاق الضرر بالصادرات”.

في اليابان، انخفض مؤشر “جيبون بنك” (Jibun Bank Japan) التصنيعي لمديري المشتريات إلى 50.7 في أكتوبر / تشرين الأول من 50.8 النهائي في سبتمبر / أيلول، وهو أضعف نمو له منذ يناير / كانون الثاني من العام الماضي.

وفي إشارة إلى كيفية تفوق الآثار الناجمة عن ارتفاع تكاليف المواد وقيود العرض على انتعاش الين الضعيف، سجلت شركة السيارات العملاقة تويوتا موتور (Toyota Motor Corp) يوم الثلاثاء انخفاضًا بنسبة 25% في أرباحها الفصلية، كما خفضت هدفها السنوي للإنتاج.

أظهر مؤشر مديري المشتريات تقلص نشاط المصانع في كوريا الجنوبية للشهر الرابع على التوالي في أكتوبر / تشرين الأول مع انخفاض طلبات الصادرات للشهر الثامن. ويأتي ذلك في أعقاب إعلان البيانات التي أظهرت انخفاض صادرات كوريا الجنوبية بأكبر قدر لها في 26 شهرًا في ظل استمرار انخفاض الشحنات إلى الصين، التي تعد أكبر أسواقها.

قالت لورا دينمان الخبيرة الاقتصادية في ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس (S&P Global Market Intelligence) عن مؤشر مديري المشتريات في كوريا الجنوبية: “بالنظر إلى اقتصاد البلاد المفتوح واعتمادها على الصادرات، فإن الانكماش العالمي الذي يلوح في الأفق يشكل بالتأكيد خطرًا على النمو المستقبلي”.

أظهرت الاستطلاعات الاستقصائية أن مؤشر مديري المشتريات في تايوان انخفض من 42.2 في سبتمبر / أيلول إلى 41.5 في أكتوبر / تشرين الأول، بينما انخفض في ماليزيا من 49.1 إلى 48.7 في نفس الفترة.

توسع نشاط المصانع في إندونيسيا بوتيرة أبطأ في أكتوبر / تشرين الأول، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات 51.8 منخفضًا من 53.7 في سبتمبر / أيلول.

على عكس الدول الآسيوية، توسع نشاط المصانع في الهند بوتيرة أسرع في أكتوبر / تشرين الأول حيث ظل الطلب قويًا.

خفض صندوق النقد الدولي التوقعات الاقتصادية لآسيا، حيث أدى تشديد السياسة النقدية العالمية وارتفاع التضخم والحرب في أوكرانيا والتباطؤ الحاد في الصين إلى تقليل احتمالات التعافي في المنطقة.

تستمر تداعيات قيود الصين الصارمة على وباء كوفيد 19 في التوسع. فقد فرضت الصين هذا الأسبوع إغلاقًا مؤقتًا لمنتجع ديزني في شنغهاي. وألحقت هذه القيود أيضًا الضرر بإنتاج هواتف آيفون (iPhone) في مصنع تعاقدي رئيسي.

اقرأ أيضًا أوبك تؤكد أن العالم لا يمكنه العيش بدون النفط وترى استمرار الطلب في الارتفاع

المصدر: رويترز