أدى فشل البنوك الكبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى طرح المستثمرين أسئلة جادة حول صحة الاقتصاد، ووضع عدد كبير من الأسهم خارج قطاع البنوك تحت الضغط.

تراجعت أسهم شركات الطيران الكبرى صباح الإثنين وسط مخاوف من أن تداعيات فشل بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) ستؤدي إلى ضعف الاقتصاد. قادت شركة جيت بلو آير وايز (JetBlue Airways) التراجع بانخفاض يصل إلى 7.7% صباح يوم الإثنين. كما انخفضت أسهم دلتا إيرلاينز (Delta Air Lines) وأمريكان إيرلاينز (American Airlines Group) بنسبة 5% لكل منهما.

لقد عانى المستثمرون في شركات الطيران من مجموعة من المؤثرات السلبية في السنوات الأخيرة، بدءًا من الوباء وحتى ارتفاع أسعار الوقود ونقص العمالة. لكن هناك احتمال أن قلة من المستثمرين ركزوا على ما قد يعنيه فشل البنك للقطاع.

لقد تسبب انهيار بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) التابع لمجموعة إس في بي (SVB Financial Group) خلال عطلة نهاية الأسبوع في إعادة تفكير واسعة النطاق من قبل المستثمرين صباح يوم الإثنين. تحرك المنظمون الحكوميون بسرعة لمحاولة تقليل الضرر الناجم عن الانهيار، لكن الأسواق تراجعت بحدة عند الافتتاح يوم الاثنين بسبب استمرار حالة عدم اليقين.

تمتعت شركات الطيران بطلب قوي منذ إدخال لقاحات الكورونا، وحتى الآن صمد هذا الطلب جيدًا على الرغم من فترة ارتفاع الأسعار وعلامات التباطؤ الاقتصادي. ركزت شركات الطيران في عام 2023 بشكل كبير على النمو، وكان المستثمرون في الأشهر الأخيرة قد بدأوا للتو في الاقتناع بأن النتائج القوية التي تم إعلانها في عام 2022 قد تكون مستدامة. ولكن إذا انتشرت الأزمة المصرفية في الاقتصاد، فإن كل الرهانات على النمو ستتوقف.

إن الوضع خطير بشكل خاص بالنسبة لشركة جيت بلو (JetBlue)، التي تحاول الاستحواذ على شركة سبريت إير لاينز (Spirit Airlines). تخضع هذه الصفقة للتدقيق من قبل سلطات مكافحة الاحتكار، مما يخلق الكثير من عدم اليقين حول أسهم جيت بلو (JetBlue).

تحاول جيت بلو (JetBlue) شراء سبريت (Spirit)، كوسيلة لتعزيز النمو من خلال توفير طائرات وطيارين إضافيين تشتد الحاجة إليهم. ولكن في حالة ضعف الاقتصاد بشكل كبير، أصبح السبب وراء الصفقة أكثر إثارة للتساؤل، وقد ينتهي الأمر بجيت بلو (JetBlue) مثقلة بتكامل معقد ومكلف دون الاستفادة من الاقتصاد المتنامي.

بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل الذين يتطلعون إلى أسهم شركات الطيران، فإن أفضل ما يجب فعله هو محاولة تجنب فوضى يوم الاثنين. يمكن أن يكون لفشل البنك وما سيأتي بعد ذلك تأثير كبير على الاقتصاد. لكن هذا بعيد كل البعد عن اليقين، ومن المحتمل أن يكون هذا الأثر غير معروف لبعض الوقت.

في مثل هذه الأوقات، لا يكون البيع بدافع الذعر الخطوة الصحيحة. حتى في أسوأ السيناريوهات، فإن شركات الطيران هذه تتمتع بصحة جيدة نسبيًا ومن المفترض أن تتمتع ببعض القوة في حالة الركود، مما يعني أنه من غير المرجح أن تنهار أسعار الأسهم. وهناك احتمال أن تتسبب هذه الأزمة فعليًا في إبطاء الاحتياطي الفيدرالي أو إيقاف رفع أسعار الفائدة، مما قد يزيد من احتمالية بقاء الاقتصاد قويًا واستمرار الطلب على السفر حتى عام 2023.

لطالما كانت التقلبات في شركات الطيران دورية، وفي السنوات الماضية حصلت على الأموال الكافية مبكرًا لتفادي أي تباطؤ قادم. إن أمريكان إيرلاينز (American Airlines) وجيت بلو (JetBlue) ودلتا (Delta) لديها احتياطيات كبيرة، ومن المفترض تكون قادرة على الاستمرار عبر أي اضطراب قادم في المستقبل.

اقرأ أيضًا وارن بافيت يحذر المستثمرين من الوثوق المطلق في النتائج المالية السنوية للشركات

المصدر: ذا موتلي فول