لقد أدت الفوائض الكبيرة في أسواق الليثيوم والكوبالت والنيكل إلى انخفاض أسعار معادن البطاريات الرئيسية خلال العام ونصف العام الماضيين. إن تراجع الأسعار لم ينته بعد، وفقًا لبنك غولدمان زاكس (Goldman Sachs).

وقال بنك وول ستريت في مذكرة هذا الأسبوع إنه لا يزال هناك مجال للانخفاض في الأسعار، كما أن نهاية الأسواق الهابطة لا تلوح في الأفق في أي مكان.

كتب محللو بنك غولدمان زاكس (Goldman Sachs) في مذكرة يوم الثلاثاء نقلتها سي إن بي سي: “على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار معادن البطاريات، مع انخفاض أسعار النيكل والليثيوم والكوبالت بنسبة 60% و80% و65% عن ذروة الدورة، على التوالي، نعتقد أنه من السابق لأوانه إعلان نهاية حاسمة لهذه الأسواق الهابطة على التوالي”.

ويتوقع الاستراتيجيون في البنك المزيد من الانخفاضات في الأسعار على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة – ويتوقعون انخفاضًا بنسبة 12% في أسعار الكوبالت، و15% في النيكل، وانخفاضًا بنسبة 25% في أسعار كربونات الليثيوم.

في سوق الليثيوم، أدى تباطؤ النمو في مبيعات السيارات الكهربائية، بما في ذلك في أكبر سوق للسيارات الكهربائية، الصين، وزيادة المعروض في السوق، إلى انهيار أسعار الليثيوم بنسبة 80% في العام الماضي، مما دفع عمال مناجم الليثيوم إلى التوقف مؤقتًا وتقليص مشاريع التوسع. وبعد تحذيرات بشأن مراجعة المشاريع والتحركات للحفاظ على السيولة النقدية من شركات تعدين الليثيوم الأمريكية والأسترالية، حذرت بعض أكبر شركات التعدين في الصين أيضًا من انخفاض الأرباح واحتمال شطب الأصول.

تقول شركة ألبيمارل (Albemarle) – أكبر منتج لليثيوم في العالم – إن انهيار أسعار الليثيوم خلال العام الماضي يعيق إعادة الاستثمار في الإمدادات الجديدة.

ومع ذلك، فإن تأجيل تطورات العرض الجديدة وسط انخفاض الأسعار يمهد الطريق لأزمة إمدادات الليثيوم التالية في وقت لاحق من هذا العقد، وفقًا للمسؤولين التنفيذيين والمحللين.

يؤثر فائض العرض على سوق الكوبالت وأسعاره أيضًا. ويمكن أن يستمر الفائض لسنوات، حتى عام 2028، وفقًا لتقرير سنوي صادر عن شركة دارتون كوموديتيز (Darton Commodities) لتجارة الكوبالت ومقرها المملكة المتحدة، نقلًا عن صحيفة فايننشال تايمز.

وقال أندريس غربنز مدير شركة دارتون كومودتيز (Darton Commodities) لصحيفة فايننشال تايمز: إن تكثيف الإنتاج في إندونيسيا والشركة الصينية تشاينا موبلدينام “سي إم أو سي” (CMOC) في جمهورية الكونغو الديمقراطية عززت العرض بنسبة 17% العام الماضي، مقارنة بنمو الطلب بنسبة 12% وسط تباطؤ نمو الطلب على السيارات الكهربائية.

كان سوق النيكل أيضًا سوقًا هابطًا لبعض الوقت وسط زيادة العرض.

وقالت إندونيسيا – أكبر مصدر للنيكل – الأسبوع الماضي، إن البلاد ستضمن وجود سوق جيدة الإمدادات لإبقاء التكاليف منخفضة بالنسبة لمصنعي السيارات الكهربائية، ولا ينبغي للمستثمرين أن يتوقعوا انتعاش الأسعار.

وقد أعلن بعض منتجي النيكل بالفعل عن تخفيضات في الإنتاج بسبب انخفاض الأسعار.

وقال مايك هنري الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العملاقة بي إتش بي (BHP) في مكالمة هاتفية الشهر الماضي: “إن التخمة كبيرة جدًا من إندونيسيا وهذا يؤثر الآن على أسعار النيكل من الدرجة الأولى. نتوقع أن يستمر ذلك حتى نهاية العقد”.

على الرغم من الانخفاض في أسعار النيكل، فمن غير المرجح أن تبطئ إندونيسيا إمداداتها، لأنها أكثر مرونة في مواجهة تخفيضات الإنتاج المحتملة بسبب العمالة الرخيصة، والطاقة المدعومة، والمواد الخام الوفيرة، حسبما قالت إيوا مانثي استراتيجية السلع في آي إن جي (ING) الشهر الماضي.

وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يواصل الرئيس الإندونيسي المنتخب حديثًا، برابوو سوبيانتو، سياسات التعدين التي تتبعها الحكومة الحالية في البلاد. وأشارت مانثي إلى أننا نعتقد أن ارتفاع الإنتاج في إندونيسيا سيستمر في الضغط على أسعار النيكل هذا العام.

لكن بعض المحللين يتوقعون أن يبدأ الفائض في الانكماش في وقت أبكر مما كان متوقعا وأن تتعافى أسعار النيكل في وقت أبكر مما كان متوقعا.

يعتقد جيم لينون المحلل في ماكواري (Macquarie) أن انخفاض أسعار النيكل يقترب من نهايته، حيث تشير الأدلة على أرض الواقع في الصين إلى أن الطلب أقوى بكثير من البيانات الرسمية.

وقال لينون لمجلة ذا أستراليا فايننشال ريفيو (The Australia Financial Review) هذا الأسبوع بعد عودته من رحلة أخيرة إلى الصين: “في الأساس، كان الطلب في الصين أقوى بكثير مما كان عليه معظم الناس في أعدادهم”.

وأضاف لينون أن الفائض هذا العام سيكون أقل بكثير مما كان متوقعًا في السابق، مما قد يدفع السوق إلى “التصحيح بسرعة أكبر بكثير”.

اقرأ أيضًا بلومبيرغ: الولايات المتحدة تحث حلفائها على تقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق

المصدر: أويل برايس