يتعرض التحالف بين الخطوط الجوية الأمريكية وجيت بلو في الشمال الشرقي لتهديد وزارة العدل الأمريكية بعد أشهر من انطلاقه.

رفعت وزارة العدل وست ولايات، ومقاطعة كولومبيا دعوى قضائية يوم الثلاثاء في محاولة لمنع الشراكة، زاعمة أنها “تقضي على المنافسة في نيويورك وبوسطن” وستؤدي في النهاية إلى رفع أسعار المسافرين. على وجه التحديد، قالوا إن ذلك سيقلل بشكل كبير من حافز جيت بلو (JetBlue) للتنافس مع أمريكا، مما يعزز بشكل أكبر صناعة حيث “تتحكم أربع شركات طيران فقط في أكثر من 80٪ من السفر الجوي المحلي”. الأربعة هم أمريكان (شريط: AAL)، وخطوط دلتا الجوية (DAL)، ويونايتد إيرلاينز (UAL)، وساوث ويست إيرلاينز (LUV).

يرى تحالف الخطوط الجوية الأمريكية وجيت بلو (JBLU) الأمر بشكل مختلف. قال الرئيس التنفيذي الأمريكي دوغ باركر إن التحالف زاد المنافسة وأن الدعوى القضائية تسعى إلى “إبعاد اختيار المستهلك ومنع المنافسة، وليس تشجيعها”.

وبغض النظر عن مزايا كلتا الحجتين، يجدر النظر في أهمية التحالف والتأثيرات المحتملة لحظره، بالإضافة إلى ما قد يحدث بعد ذلك.

لماذا التحالف مهم؟

أعلنت شركة الخطوط الجوية الامريكية وجيت بلو عن شراكتهما في يوليو 2020، لكنها لم تبدأ إلا في وقت سابق من هذا العام بعد الحصول على تصريح من وزارة النقل في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب. جعلت وزارة النقل الثنائي يوافقان على خسارة بعض فترات الإقلاع والهبوط في مطار جون كنيدي بنيويورك ومطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن وعدم مناقشة الأسعار.

بشكل حاسم، يسمح التحالف للشركتين بتجميع بواباتهما وبوابات الإقلاع والهبوط، مما يمنحهما تواجدًا أكبر بكثير في بعض أكبر مطارات البلاد. تشارك شركات الطيران أيضًا في الترميز على 175 مسارًا ، حيث يمكن لشركة طيران واحدة تسويق وبيع رحلة شركة طيران أخرى على أنها رحلاتها الخاصة، وقد أدخلت الشراكة 58 مسارًا جديدًا.

من وجهة نظر الشركتين، تضافرت جهودهما للتنافس بشكل أفضل مع دلتا والمتحدة، على الرغم من أن الحاجة إلى التعافي من أزمة جائحة كوفيد 19 لعبت أيضًا دورًا.

قال باركر إن التحالف أنشأ “منافسًا ثالثًا على نطاق واسع في نيويورك”، مشيرًا إلى أنه قبل الشراكة، سيطرت دلتا ويونايتد على سوق مدينة نيويورك.

تم إثبات ذلك في البيانات الواردة من أربعة مطارات في نيويورك، وهي جي اف كيه (JFK) ولا غورديا (LaGuardia) ونيووارك ليبيرتي Newark Liberty وستيوارت إنترناشيونال (Stewart International). حصلت شركة يونايتد إيرلاينز على 26٪ من المقاعد على الرحلات الجوية في المطارات الأربعة في عام 2020، بينما حصلت دلتا على 29٪ من المقاعد، وفقًا للأرقام الصادرة عن مزود بيانات السفر أو إيه جي (OAG) وام كيه ام بارتنرز (MKM Partners). في المقابل، وصلت شراكة شركة الطيران الإمريكية وجيت بلو إلى 31٪ مع تقسيم 50-50 بين الاثنين.

ماذا حدث بعد ذلك؟

لقد أوضحت شركتا الطيران نواياهما في محاربة الدعوى القضائية، لذا من المحتمل أن يكون انتظار النتيجة طويلاً. في غضون ذلك، من المتوقع أن تمضي الشركتين قدما في تحالفهما. وأشار رد أمريكا إلى خطة التحالف لتقديم أكثر من 700 رحلة يومية من نيويورك وبوسطن هذا الشتاء، وهي خطة كشف عنها في يوليو.

قال المدير التنفيذي لشركة غم كيه امي بارنرز (MKM Partners) كونور كننغهام إنه “لن يصاب بالصدمة” إذا انتهى الأمر بوزارة العدل إلى مطالبة الزوجين بالتخلي عن المزيد من الوظائف في المطارات الرئيسية. وأضاف أن ام كيه ام اعتبرته تحركًا لعرقلة تحالف معاديًا للمنافسة، وليس العكس.

ماذا يحدث إذا تم حظر التحالف؟

وقال كانينغهام: “إذا تم حظر التحالف فسيكون ذلك بمثابة فوز كبير لشركة دلتا ويونايتد بالنظر إلى أنهما سيحتفظان بنصيبهما المهيمن، بينما نتوقع تراجع 58 طريقًا جديدًا تم إطلاقه في إطار التحالف”.

فيما يتعلق بالتأثير على شركتي الطيران، قال المحلل في سيبورت ريسيرتش بارتنرز (Seaport Research Partners) دانييل ماكنزي إن الدعوى “لا تؤثر على قصة استرداد الإيرادات الأوسع لأي من شركتي الطيران على مدار العامين المقبلين”. وأضاف أنه إذا نجح في ذلك، فإنه سيقلل من ارتفاع الإيرادات، ولكن ليس الأدوات”.

وقال في سيناريو حققت فيه وزارة العدل نجاحًا جزئيًا، فمن المرجح أن سيصل سعر سهم بلو جيت إلى 28 دولارًا من 35 دولارًا في السنوات المقبلة، بانخفاض عن التقديرات السابقة، التي تتراوح من 30 دولارًا إلى 40 دولارًا. وأضاف أنه بالنسبة لسهم الخطوط الجوية الأمريكية، سيكون التأثير ضئيلًا.

قال ماكنزي: “عند قراءة ما بين السطور، تشعر وزارة العدل بالقلق بشأن فقدان منافس مستقل، وهو مبدأ معترف به لمكافحة الاحتكار ينطبق على شركة طيران تحافظ على صدق الآخرين من خلال احتواء زيادة أجرة الصناعة. وإعادة صياغة، وزارة العدل لا تريد أن تصبح جيت بلو منافس رهينة لشركة الطيران الأمريكية.”

اقرأ أيضاً إيرباص تتفوق على بوينغ في الصين في ظل منافسة من طائرة كوماك الجديدة.

المصدر: بارونز.