اختارت مايكروسوفت (Microsoft) وقتًا صعبًا لشراء شركة الألعاب أكتيڤيشن بليزارد (Activision Blizzard) في ظل زيادة التدقيق حول عمليات الإندماج لكن عدم اليقين التنظيمي قد يمنح المستثمرين فرصة لبعض الصعود السهل في أسهم شركة الألعاب.
أعلنت مايكروسوفت (Microsoft) عن صفقتها النقدية بالكامل بقيمة 69 مليار دولار لشركة أكتيڤيشن بليزارد (Activision Blizzard) في يناير / كانون الثاني، في الأوقات العادية لن يكون هناك الكثير من القلق بشأن عملية الاستحواذ الجارية. على الرغم من أن أكتيڤيشن بليزارد (Activision Blizzard) هي من بين أكبر ناشري ألعاب الفيديو حيث يتصدر اسم لعبة كول اوف ديوتي (Call of Duty) بشكل منتظم مخططات المبيعات، فإن إيراداتها البالغة 8.8 مليار دولار في عام 2021 تشكل جزءًا بسيطًا من سوق الألعاب العالمي المقدّر بـ 192.7 مليار دولار، وفقًا لشركة أبحاث السوق نيوزو (Newzoo). في الماضي، ربما كان ذلك أقل من أن يجذب انتباه لجنة التجارة الفيدرالية، التي كانت تركز تقليديًا على كيفية تأثير الصفقات على تسعير المستهلك.
يراهن الكثيرون في وول ستريت على أن إدارة بايدن مختلفة. يتم تداول سهم أكتيڤيشن بليزارد (Activision Blizzard) عند 77.86 دولارًا أمريكيًا للسهم، السعر أقل بمقدار 17.14 دولارًا أمريكيًا من سعر الصفقة 95 دولارًا أمريكيًا، ولكنه أعلى بمقدار 12.47 دولارًا أمريكيًا من سعر تداول السهم قبل الصفقة. يعتقد كريس بولتز مدير محفظة في كيلنر كابيتال Kellner Capital، أن السعر الحالي يعني أن هناك فرصة بنسبة 50-50 لإتمام الصفقة.
قبل سبعة أشهر من الإعلان عن الصفقة، تولت لينا خان – الناقدة الحادة لشركات التكنولوجيا الكبيرة – منصب رئيس لجنة التجارة الفيدرالية. لطالما طالبت خان لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل لدراسة التأثير على العمالة والمساهمين الآخرين قبل الموافقة على الصفقات.
كشفت أكتيڤيشن في مارس / آذار أنها ومايكروسوفت Microsoft تلقيتا طلبًا ثانيًا للمعلومات، والذي يتطلب من الشركات تسليم المستندات والإجابة على أسئلة النشاط.
يبدو أن مخاوف الاحتكار مبالغ فيها. فإذا كانت العمالة مصدر قلق في وقت ما، فقد لا تكون كذلك الآن. عارض عمال الاتصالات الأمريكيون الصفقة في البداية. لكن مجموعة من العاملين في رايڤين سوفت وير (Raven Software) المملوكة لأكتيفيشن صوتت لصالح أول نقابة أمريكية للشركة تحت اتحاد العمال الأمريكيين (CWA). الآن وبعد التوصل إلى اتفاقية حيادية العمل مع مايكروسوفت فيما يتعلق بأكتيڤيشن والتي ستبدأ بعد 60 يومًا من إبرام الصفقة، قال رئيس اتحاد العمال الأمريكيين (CWA) كريس شيلتون أن النقابة تدعم الصفقة.
يقول بولتز: “كسبهم لتأييد اتحاد العمال (CWA) هو بالتأكيد أمر جيد”.
أما ما يمكن أن يكون مصدر قلق آخر فهو أن مايكروسوفت قد تبقي ألعاب أكتيڤيشن بعيدة عن الأجهزة المنافسة وخاصة جهاز سوني (Sony) بلاي ستايشن 5. وعن ذلك الشأن، قالت مايكروسوفت أنها ستبقي أكتيڤيشن على أجهزة سوني وسيكون إصدار ألعاب (Call of Duty) القادمة على وحدات تحكم سوني. وقالت ريما علايلي نائبة المستشار العام لمجموعة قوانين المنافسة التابعة لمايكروسوفت في بيان إلى بارونز: “نعتقد أن الصفقة ستفيد اللاعبين والمطورين والصناعة”.
إن قطع المنافسة لن يفعل الكثير في مساعدة مايكروسوفت على تحقيق أهدافها. ولتعظيم أرباح أكتيڤيشن، سترغب مايكروسوفت في الوصول إلى اللاعبين على أنظمة سوني. تحاول مايكروسوفت أيضًا تعزيز خدمة الاشتراك في إكس بوكس غيم (Xbox Game Pass)، وستساعدها إضافة كول اوف ديوتي (Call of Duty) وورلد أوف ووركرافت (World of Warcraft) في تبرير تكلفتها وربما جلب مستخدمين جدد إلى نظام إكس بوكس (Xbox). ويشير ذلك إلى إمكانية فوز مايكروسوفت في المحكمة، إذا وصل الأمر لذلك.
يقول مايكل باتشر من ويدبوش للأوراق المالية (Wedbush): “لا أعتقد أن لجنة التجارة الفيدرالية لديها فرصة”. وأضاف: “مايكروسوفت تعرف ذلك”. وإذا كان باتشر على حق، فسيتم تداول سهم أكتيڤيشن عند 95 دولارًا عند إبرام الصفقة، بزيادة 22% عن سعر إغلاق يوم الخميس.
هذا لا يعني أنه لا توجد مخاطر. في حين يعتقد روي بيرين من ويستشستر كابيتال مانجمنت (Westchester Capital Management)، الذي شارك في إدارة صندوق الدمج ميرفيكس (MERFX)، والذي تبلغ أصوله 4.3 مليار دولار، أن هناك احتمالًا أكبر لإتمام الصفقة مما يوحي به السعر، ولكنه متردد في نصح المستثمرين بالرهان على ذلك. يقول بيرين: “إذا كنت تحب المقامرة، فإن السوق أفضل من رمي العملة، ولكن من الصعب جدًا التوصية لمستثمر تجزئة بإجراء استثمار واحد متوازن فقط”.
إذا لم يكن هناك شيء آخر، يجب أن يشعر المستثمرون بالراحة في امتلاك الأسهم إذا فشلت الصفقة. يتوقع المحللون أن تنخفض الحجوزات الإجمالية، وهي مقياس للمبيعات، بنسبة 5.5% إلى 7.9 مليار دولار في عام 2022 بعد تأجيل أكتيڤيشن لإصدار ألعابها الرئيسية قبل أن تعود إلى النمو، وترتفع بنسبة 20% إلى 9.5 مليار دولار في عام 2023. وستنخفض الأرباح بنسبة 22% إلى 2.91 دولار للسهم في عام 2022، قبل تحقيق زيادة بنسبة 34% إلى 3.90 دولارًا أمريكيًا في عام 2023.
تم تسعير السهم بشكل معقول حيث يتم تداوله بـ 19.8 ضعف أرباح 2023 المتوقعة، مقارنة بمتوسط خمس سنوات يبلغ 21.7 ضعف، على الرغم من أنه يتفوق على المنافسين مثل إلكترونك آرتس (Electronic Arts) وتايك تو (Take-Two Interactive Software)، اللذين يتم تداولهما بمعدل 15.4 و17 مرة، على التوالى. إذا فشلت الصفقة وانخفض مضاعف أكتيڤيشن إلى 16.2 – أي بأن تكون في منتصف الطريق بين أقرانها – فسيكون سعر السهم 63.18 دولارًا، بانخفاض 19% عن الآن.
ولكن حتى الصفقة الفاشلة يمكن أن تكون فرصة. وأشار مايك هيكي المحلل في شركة بينشمارك (Benchmark) في شهر مايو / أيار إلى أن العرض أعطى أكتيڤيشن وقتًا لإعادة بناء ثقافتها بعد موجة من الدعاوى القضائية وتسوية بشأن اتهامات بالتحرش الجنسي والتمييز بين الجنسين. وقالت أكتيڤيشن في بيان لها أنها “ملتزمة دائمًا بتوفير مكان عمل آمن ومضياف”.
كتب هيكي أن العودة إلى ابتكار أفضل الألعاب يمكن أن يرفع السهم نحو هدفه المالي لعام 2023 وهو 100 دولار.
تقول مايكروسوفت أنها واثقة من أن الصفقة ستنتهي في السنة المالية المنتهية في يونيو / حزيران 2023. وقد أعطى الغالبية العظمى من بين 27 محللاً مدرجًا من قبل شركة فاكت ست (FactSet) للبيانات المالية 95 دولارًا كسعر مستهدف لسهم أكتيڤيشن. حتى بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway) راهنت على أن الصفقة ستبرم بزيادة حصتها في الشركة إلى 9.5% من أسهم أكتيڤيشن.
اقرأ أيضاً قوة الطلب تدفع السعودية لرفع أسعار النفط لمستوى قريب من القياسي
0 تعليق