مع ظهور أزمة العمالة في عصر كوفيد، كثير من الشركات عانت في ظل ندرة العمال وارتفاع الأجور. ولكن بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى التغلب على النقص، هناك استراتيجيات للعثور على الشركات الأقل تأثراً – أو حتى – في بعض الحالات – قد تستفيد، حيث يتصارع العالم مع أزمة القوى العاملة التي من غير المرجح أن تحل في وقت قريب.

ظهرت التكنولوجيا – خاصة الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي والأدوات الأخرى المصممة لزيادة الأتمتة أو إنتاجية العمال – كقوة حاسمة للشركات التي تواجه نقصًا في العمالة. لدى المستثمرين خياران هنا: الشركات التي تعمل على هذه التقنية، أو الشركات التي تستخدمها.

من المتوقع أن تزيد المبيعات العالمية السنوية للروبوتات الصناعية وأتمتة المصانع بأكثر من الضعف بحلول عام 2027، لتصل إلى أكثر من 100 مليار دولار وفقًا لبراد نيومان مدير استراتيجية السوق في ألجر (Alger). تهيمن ايه بي بي (ABB) السويسرية وفانوك (Fanuc) وياسكاوا إلكتريك (Yaskawa Electric) اليابانيتان وكوكا (Kuka) الألمانية على السوق.

يقول نيومان أن ألجر (Alger) تحول التركيز من الشركات التي تصنع هذه الأدوات إلى تلك “التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات للحصول على ميزة تنافسية. سيتعين على الجميع القيام بذلك، ولكن من الواضح أن بعض الشركات تتبى هذا النهج بشكل أسرع من غيرها، ونعتقد أن هذه الشركات ستكسب حصة”.

تستخدم يونايتد بارسل سيرفيس (United Parcel Service UPS) المزيد من الماسحات الضوئية الآلية والروبوتات لمعالجة الحزم وفرزها. أما أمازون (Amazon.com) فلطالما اعتمدت على الروبوتات في مستودعاتها لنقل البضائع بكفاءة. تستخدم شركة إدارة النفايات كاسيللا وايست سيستمز (Casella Waste Systems) الأمريكية الروبوتات لتحميل الشاحنات وفرز القمامة والمواد القابلة لإعادة التدوير.

وبالمثل، يعد الذكاء الاصطناعي أداة شائعة لإنتاجية العاملين أو أتمتة الوظائف المعقدة. لعبت هذه التقنية دورًا في تطوير لقاح موديرنا (Moderna) المضاد لفيروس كوفيد 19، وتستخدم بشكل متزايد لتسريع اكتشاف الأدوية. دخلت شركة ماك كورميك (McCormick) لصناعة التوابل والبهارات في شراكة مع آي بي إم (IBM) في أداة الذكاء الاصطناعي لتطوير نكهات ومنتجات جديدة. تستخدم ألاسكا إير غروب (Alaska Air Group) الذكاء الاصطناعي لتخطيط الرحلات وتحسين المسار. وتستخدم سكة حديد نورفولك ساذرن (Norfolk Southern) الرؤية الآلية والذكاء الاصطناعي للصيانة التنبؤية لتقليل وقت تعطل القطارات والطواقم.

يشير نيومان أيضًا إلى سلاسل المطاعم التي كانت تقوم برقمنة كل شيء بدءًا من الطلب وحتى تعيين واجبات المطبخ وإدارة نوبات الموظفين في محاولة لاستبدال العمالة النادرة أو تقليل التكاليف. من هذه السلاسل شيبوتل مكسيكان غريل (Chipotle Mexican Grill) وينغستوب (Wingstop) وشيك شاك (Shake Shack).

المستفيد المحتمل من النقص في العمالة الماهرة هو شركة كورن فيري (Korn Ferry) للتوظيف والبحث التنفيذي. تبلغ قيمة كورن فيري (Korn Ferry) – التي تقدم أيضًا خدمات استشارية – حوالي 3.4 مليار دولار. من الشركات المماثلة روبرت هاف إنترناشيونال (Robert Half International) ومان باور غروب (ManpowerGroup).

يقول روبرت ستيمبسون مدير الاستثمار في أوك أسوسيتس (Oak Associates) ومدير صندوق ريفر أوك ديسكفري (River Oak Discovery) أن خدمات التوظيف والبحث في كورن فيري (Korn Ferry) ستصبح أكثر طلبًا في المستقبل حيث تعاني الأسواق من نقص العمالة، وستزيد الأجور المرتفعة من عمولات الشركة. كما يقول أن الاتجاهات الأخرى مثل التنقل بين الوظائف والتوريد الخارجي لوظائف الموارد البشرية، قد يعزز الشركة أيضًا.

قدمت النتائج الأخيرة نظرة مسبقة عن التوقعات بهذا النمو. فقد بلغت عائدات رسوم كورن فيري (Korn Ferry) رقماً قياسياً قدره 2.6 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة 36% عن مستوى ما قبل الجائحة. ومع ذلك، فقد ضعفت الأسهم – التي تم تداولها مؤخرًا بأقل من الأسعار التي حققتها لأول مرة في عام 2018 – حيث كان المستثمرون قلقين بشأن الركود المحتمل. انخفض سعر سهم كورن فيري (Korn Ferry) بنسبة 18.5% حتى الآن إلى 62 دولارًا أمريكيًا، ويبدو أن أسهم كورن فيري (Korn Ferry) – التي يبلغ عائدها السنوي حوالي 1% – رخيصة: يذهب السهم لأرباح متوقعة بـ 10.5 ضعف خلال العام المقبل، كما أن لديه عائد تدفق نقدي حر بنسبة 10%.

اقرأ أيضًا الهدف التالي للأسهم الخاصة؟ أغاني شاكيرا وسبرينغستين وبينك فلويد

المصدر: بارونز