قامت أعلى وكالة للتخطيط الاقتصادي في الصين بتصعيد الخطاب الإيجابي حول الاقتصاد على هامش المؤتمر العشرين للحزب، مشددة أن النمو “انتعش بشكل كبير” في الربع الثالث وحافظ على تفوقه مقارنة ببقية العالم.
جاءت التعليقات في الوقت الذي كان من المتوقع أن تصدر فيه الصين بياناتها الاقتصادية للربع الثالث يوم الثلاثاء. لكن وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء (NBS)، فقد تم تأخير إصدار البيانات، التي كان من المتوقع أن تشمل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي.
تراجع النمو إلى 0.4% فقط في الربع الثاني في ظل عمليات الإغلاق واسعة النطاق.
لم يتم تقديم المزيد من المعلومات حول الجدول الزمني لإصدار البيانات. كما لم تنشر الصين بياناتها التجارية لشهر سبتمبر / أيلول كما كان متوقعًا يوم الجمعة، قبل يومين من بدء مؤتمر الحزب العشرين.
يتوقع معظم المحللين أن يكون معدل نمو اقتصاد الصين الفعلي أقل من هدفها للنمو لعام 2022 البالغ “حوالي 5.5%”، حيث يتوقع الكثيرين أن يكون توسع بنسبة 3.6%. تظهر التقديرات المجمعة من قبل مزود البيانات المالية الصيني ويند (Wind)، أن الاقتصاد قد نما بنسبة 3.7% في آخر ربع.
خفض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مؤخرًا توقعات النمو لعام 2022 للبلاد إلى 3.2% و2.8% على التوالي، وهو ما قد يكون أدنى معدلات نمو في الصين منذ أربعة عقود إذا تم استثناء المعدلات خلال أزمة فيروس كورونا الأولية في عام 2020.
قال تشاو تشين شين نائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أنه في حين كانت هناك تحديات خاصة بسبب البيئة الدولية المتقلبة والوباء والطقس القاسي خلال الفترة الأخيرة، فإن الاقتصاد الصيني بشكل عام يتعافى.
وقال في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: “مما نعرفه حتى الآن، انتعش الاقتصاد بشكل كبير في الربع الثالث، ومن وجهة نظر عالمية، لا يزال الأداء الاقتصادي للصين ممتازًا”.
وقال أن الوضع الاقتصادي في الصين يتناقض بشدة مع كثير من دول العالم، حيث أن معدل تضخم أسعار المستهلكين فيها هامشي فقط، كما أن سوق العمل والمدفوعات الدولية مستقرين.
قال تشاو أن الاقتصاد أظهر “مرونة قوية وإمكانيات هائلة”، في ظل وجود فرص أكثر مقارنةً بالتحديات، مستشهداً بـ 1.4 مليار مستهلك في البلاد – وهي أكبر مجموعة متوسطة الدخل في العالم – والسلسلة الصناعية الكاملة ودعم السياسات للبنية التحتية الرئيسية.
وأضاف تشاو: “الطلب على معدات الطاقة ومعدات البتروكيماويات وآلات التعدين وآلات البناء وأدوات آلات التحكم العددي بالكمبيوتر والروبوتات الصناعية وغيرها من المعدات الرئيسية في الصين، كلها تزداد بشكل كبير. كل هذا يوفر فرصًا نادرة لشركات التنقيب والإنتاج ذات الصلة.”
يوم الأحد، قدم الرئيس شي جين بينغ تقرير عمله إلى حوالي 2,000 مندوب في افتتاح المؤتمر العشرين للحزب، مؤكداً أن “التنمية هي الأولوية القصوى للحزب”. تم النظر إلى العنوان على أنه رسالة مفادها أن الاقتصاد لا يزال هو الشاغل الأول للحزب.
وقال شي أن هناك حاجة إلى “نمو معقول” لكي تصبح الصين مجتمعًا “مزدهرًا باعتدال” بحلول عام 2035، وهو العام الذي سيصل فيه الناتج المحلي الإجمالي إلى “بلد متوسط التقدم”.
في حين أن التنمية لا تزال على رأس الأولويات، فقد ركز على الأمن بشكل أكبر مما فعل في المؤتمر السابق قبل خمس سنوات، مما يؤكد الحاجة إلى الاعتماد على الذات من الناحية التكنولوجية – والذي من المرجح أن يثير القلق من أن الصين تخطط لمسار أكثر تطلعًا إلى الداخل.
يقول تشاو في هذا الصدد: “هناك بعض الأصوات في الداخل والخارج ممن يعتقدون أن اتخاذ التداول المحلي كدعامة أساسية يعني أن انفتاح الصين على العالم الخارجي سوف يتقلص بشكل كبير، بل وتقول هذه الأصوات أننا نريد بناء اقتصاد مكتفٍ ذاتيًا. إن هذا الفهم خاطئ”.
وأضاف: “تحاول بعض البلدان فصل سلاسل التوريد وبناء ساحات صغيرة بجدران عالية. نحن نعتقد أن الانفتاح والتعاون سيظلان الاتجاه التاريخي”.
وقال تشاو أن بكين ستكثف جهودها لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، خاصة في قطاعي الصناعة المتقدمة والتكنولوجيا الفائقة.
أشار مسؤولون كبار آخرون في المؤتمر الصحفي يوم الاثنين إلى تركيز متزايد على الغذاء وأمن الطاقة، مؤكدين على الحاجة إلى زيادة الإنتاج المحلي وخلق احتياطيات أقوى، في ظل تزايد حالة عدم اليقين في الخارج ونقص الكهرباء في الداخل.
قال رين جينغ دونغ نائب مدير إدارة الطاقة الوطنية أن الصين ستستهدف زيادة إنتاج الطاقة السنوي إلى أكثر من 4.6 مليار طن من الفحم القياسي. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 12.7% في الإنتاج مقارنةً بعام 2020.
اقرأ أيضًا صندوق الثروة السعودي يعتمد على شركات الاستشارات العالمية في إدارة عملياته
0 تعليق