من المغري الاعتقاد بأن الارتفاع الحارق الذي أرسل الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الأسبوع الماضي كان يعتمد بالكامل على الضجيج حول الذكاء الاصطناعي.

ربما يكون سبب هذا الارتفاع هو الأرباح الهائلة التي حققتها شركة إنفيديا (Nvidia) يوم الأربعاء، لكنها انتشرت إلى ما هو أبعد من عملاق الذكاء الاصطناعي. سجلت ثلاثة قطاعات مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع الماضي، وهي التكنولوجيا والرعاية الصحية والصناعة. المالية والمواد تبعد أقل من 5% عن ذروتها. كما سجلت شركة كوستكو (Costco) للبيع بالجملة – التي تبيع رقائق الذرة أكثر من الرقائق الدقيقة – رقما قياسيا أيضا.

تم تداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) عند مستوى 5,100 يوم الجمعة، مرتفعًا بنسبة 2% خلال الأسبوع و7% على مدار العام.

وقال لاري تنتاريلي كبير الاستراتيجيين الفنيين في تقرير بلو تشيب ديلي تريند ريبورت (Blue Chip Daily Trend Report): “كان القلق الأكبر هو أن سبعة أسهم فقط هي التي حققت مستويات عالية جديدة. لم يؤكد أي من الداخلين في السوق ذلك بالفعل”.

والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن هذا الارتفاع في سوق الأسهم استمر على الرغم من حقيقة أن مبرره الأصلي قد انهار. معظم المكاسب التي حققتها السوق بنسبة 25% منذ أواخر أكتوبر / تشرين الأول كانت مبنية على فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بدءًا من مارس / آذار أو مايو / أيار على أبعد تقدير. تشير التعليقات الأخيرة من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى جانب علامات التضخم المستمر إلى أن التخفيض الأول قد يأتي في يونيو / حزيران أو حتى في وقت لاحق. تلاشت الآمال في ما يصل إلى سبعة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.

كتب ماركو كولانوفيتش الخبير الاستراتيجي في بنك جيه بي مورغان (J.P. Morgan) الأسبوع الماضي: “على الرغم من أن معظم هذه التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة قد تم تسعيرها الآن فإن سوق الأسهم لم تصحح على الإطلاق”. وأضاف: “إننا نجد التطورات الحالية في الأسواق غريبة”، محيرًا بشأن كيفية قيام “التطبيقات المختلفة بعيدة الاحتمال للذكاء الاصطناعي” برفع الاقتصاد الأوسع.

ربما لن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز الاقتصاد الأكبر على المدى القريب لكن المؤشرات الاقتصادية الأخرى صمدت بشكل جيد مع الذكاء الاصطناعي أو بدونه. فمبيعات المنازل على سبيل المثال تنتعش على الرغم من المعدلات المرتفعة باستمرار وأرباح الشركات صامدة أيضًا. من بين الشركات التي أعلنت عن أرباح في هذا الربع، تجاوزت 78% منها تقديرات أرباح المحللين، وفقًا لفندتسترات (Fundtstrat) وهو معدل أفضل من المتوسط ​​التاريخي.

كانت شركة إنفيديا (Nvidia) الشركة الرائدة في مجال تصنيع الرقائق لتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي القصة الأكبر لهذا الأسبوع. ارتفع السهم بنسبة 16% يوم الخميس بعد أن أعلنت الشركة أن إيراداتها زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف في الربع الرابع وتوقعت أن يجلب الربع الأول من عام 2024 المزيد من نفس الشيء. ويوم الجمعة تجاوزت قيمتها السوقية 2 تريليون دولار.

ورفعت النتائج أسهم شركات التكنولوجيا الأخرى التي تستفيد من صعود الذكاء الاصطناعي. ولكنها قد تكون مفيدة أيضًا للسوق الأوسع من خلال جذب مستثمرين جدد كانوا يجلسون على الهامش في انتظار مبرر جديد للشراء. قال تنتاريللي: “يرى المستثمر العادي أن السوق آخذ في الارتفاع، ويقول في نفسه: “أنا بحاجة إلى استثمار المال في العمل”.

هناك أدلة على أن المستثمرين الأفراد أصبحوا أكثر تفاؤلًا. وجد الاستطلاع الفصلي الذي أجراه تشارلز شواب للمتداولين النشطين والذي صدر يوم الخميس أعلى معنويات صعودية منذ إطلاقه في عام 2021 وهو انعكاس عن القراءة الهبوطية في الربع الرابع.

وفي حين أن الروح الحيوانية قد تدفع السوق إلى الأعلى الآن، فإن اتجاه أسعار الفائدة سيحدد ما إذا كان الارتفاع سيستمر أم لا. “هل سيرتفع السوق أم سيتوسع؟” كتب سام ستوفال كبير استراتيجيي الاستثمار في سي إف أر ايه (CFRA): “نعتقد أن الأمر سيتسع – في نهاية المطاف، ولكن ليس قبل أن يشعر المستثمرون بالاطمئنان إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يؤجل التخفيض الأول لسعر الفائدة إلى ما بعد الربع الثاني”.

اقرأ أيضًا أصحاب سايبر ترك يهاجمون شركة تسلا بسبب مشاكل صدأ الفولاذ المقاوم للصدأ

المصدر: بارونز