ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهرين يوم الخميس، مع انتعاش السفر العالمي وتحسن الطلب على وقود الطائرات.

وكان المستثمرون يشعرون بالقلق من وجود فائض في المعروض النفطي في جميع أنحاء العالم مع اقتراب فصل الصيف، ولكن تحسن السفر أدى إلى تراجع تلك المخاوف إلى الخلفية.

كما تسببت التوترات الجيوسياسية المتزايدة في ارتفاع الأسعار. يواصل فصيل الحوثي في ​​اليمن مهاجمة السفن وتعريض بعض إمدادات الوقود للخطر. وتتصاعد التوترات بين الاحتلال إسرائيلي ولبنان.

وجرى تداول خام برنت – المعيار الدولي – مستقرًا يوم الجمعة عند 86.41 دولارا للبرميل، لتصبح الأسعار عند أعلى مستوياتها منذ أواخر أبريل / نيسان. بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط – وهو المعيار الأمريكي – بنسبة 0.5% إلى 81.36 دولارًا للبرميل.

كان الطلب على النفط قويًا بشكل نسبي في الآونة الأخيرة. لقد وصل الطلب العالمي على الطائرات إلى أعلى مستوياته بعد الوباء هذا الشهر. بينما ظل نمو إمدادات النفط متواضعًا نسبيًا في الأشهر الأخيرة، حيث قام المشغلون الأمريكيون بتخفيض عدد الحفارات التي يستخدمونها.

ومع ذلك، فإن أساسيات العرض والطلب قد لا تدعم الزيادات المستمرة في الأسعار. ويبدو أن المستثمرين في أسهم النفط متشككون في إمكانية استمرار الارتفاع. لقد تراجعت أسهم شركات النفط بشكل كبير عن أسعار النفط. انخفض سهم صندوق إنرجي سيليكت سيكتور سبايدر (Energy Select Sector SPDR) بنسبة 1% في الشهر الماضي. وارتفع سهم إكسون موبيل (Exxon Mobil) بأقل من 1%.

يقول المحللون والاستراتيجيون إن المخاوف بشأن زيادة العرض من المرجح أن تستمر. قالت أوبك وحلفاؤها – فيما يعرف بمجموعة أوبك بلاس – إنهم سيبدأون زيادة الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر / تشرين الأول، طالما أن سوق النفط مستقرة نسبيًا. وإذا عادت هذه الإمدادات، فقد تنخفض الأسعار. وحتى المحللون المتفائلون يعتقدون أن الطريق أكثر صعوبة، بسبب منظمة أوبك وبعض ديناميكيات العرض والطلب الأخرى.

لقد أشار محللو غولدمان زاكس (Goldman Sachs) هذا الأسبوع إلى أن الطلب في الصين كان ضعيفًا نسبيًا، وأن الإنتاج في أماكن مثل كندا يفوق التوقعات. وقال غولدمان زاكس (Goldman Sachs) – الذي كان أكثر تفاؤلًا بشأن النفط من معظم البنوك الأخرى – إن سعر النفط وصل بالفعل إلى ذروته المتوقعة في الصيف.

وأشار جياكومو روميو محلل جيفريز (Jefferies) إلى أن الزيادة الأخيرة في الأسعار كانت مدفوعة بعوامل تتجاوز العرض والطلب.

وكتب: “كان الكثير من تحركات الأسعار الأخيرة مدفوعًا بالتغطية على المكشوف، وليس بتغير جوهري في الأساسيات”.

تتوقع جيفريز (Jefferies) أن يبلغ متوسط ​​أسعار برنت 83.60 دولارًا في عام 2024، قبل أن ينخفض ​​إلى 80 دولارًا في عام 2025.

ويرى آخرون المزيد من الارتفاع المحتمل في المستقبل، على الرغم من أن المكاسب من المرجح أن تكون متواضعة. تعتقد ناتاشا كانيفا الخبيرة الاستراتيجية في جي بي مورغان (JPMorgan) أن خام برنت يمكن أن يستمر في التداول حول هذه المستويات بل ويرتفع بحلول أواخر الصيف. ويتوقع بنك جي بي مورغان (JPMorgan) أن يبلغ متوسط ​​سعر النفط 84 دولارًا في الربع الثالث، وأن يرتفع إلى 90 دولارًا في أغسطس / آب وسبتمبر / أيلول. تعتقد كانيفا أن التغطية على المكشوف لا تفسر الارتفاع بأكمله.

وكتبت: “بينما كان جزء من الارتفاع مدفوعًا بتغطية البائعين على المكشوف لمراكزهم، تشير مؤشرات سوق النفط الرئيسية إلى أن انتعاش النفط الخام يعكس قوة السوق المادية الأساسية”.

إن أكبر عامل قد يدفع أسعار النفط في المستقبل هو العدوان على غزة. وإذا انتشر الصراع، فمن الممكن أن ترتفع أسعار النفط بشكل أكبر. وبالفعل، اشتدت الاشتباكات بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان. وإذا انجذبت إيران إلى المزيد من ذلك، فإن المزيد من إمدادات النفط ستكون في خطر.

كتبت هيليما كروفت محللة آر بي سي كابيتال ماركتس (RBC Capital Markets): “إن التهديد الحقيقي لإمدادات الطاقة الإقليمية سيكون إذا استهدفت إيران البنية التحتية الحيوية لتدويل تكلفة الصراع، أو إذا استهدف الاحتلال الإسرائيلي منشآت الطاقة الإيرانية لإغلاق أجهزة الصراف الآلي لمحور المقاومة”.

اقرأ أيضًا: البتكوين تتعثر بعد قيام ألمانيا بتصفية ما يعادل 150 مليون دولار من العملات المشفرة

المصدر: بارونز