سجل اليورو انخفاضًا لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى التكافؤ مقابل الدولار يوم الخميس بعد أن رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، وأظهرت البيانات الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي الذي يعد أكبر اقتصاد في العالم قد انتعش أكثر من المتوقع في الربع الثالث.

رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع بمقدار 75 نقطة أساس إلى 1.5% – وهو أعلى سعر منذ عام 2009 – في محاولة لمنع تحول ارتفاع الأسعار السريع من أن يصبح هيكليًا، في ظل مزيد من الزيادات شبه المؤكدة، والتي تلغي أثر التحفيزات التي أقرت خلال عقد.

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أنه في حين أن الغزو الروسي لأوكرانيا وغيره من عوامل عدم اليقين العالمية تعني أن اقتصاد منطقة اليورو يواجه عددًا من المخاطر، إلا أن مخاطر التضخم تنحرف إلى الأعلى.

سجل اليورو أعلى مستوى في شهر واحد عند 1.0094 دولار مقابل الدولار في وقت سابق من اليوم، ولكنه تراجع إلى ما دون التكافؤ مع الدولار بعد قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة. استعادت العملة الموحدة بعض خسائرها مقابل الدولار القوي، وانخفضت بنسبة 0.69% إلى 1.0011 عند الساعة 9:50 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:50 بتوقيت غرينتش).

قال جو مانيمبو كبير محللي السوق في كونفيرا (Convera): “الدولار ينتعش في ضوء البيانات التي فاقت التوقعات وفي ظل تأكيد البنك المركزي الأوروبي للنظرة القاتمة لاقتصاد منطقة اليورو. إن هذا تذكير بأنه لم يتغير شيء جوهري فيما يتعلق باليورو، وقد فرضت المحركات الأساسية السلبية ضغوطًا متجددة على العملة الموحدة”.

أظهرت تقديرات حكومية متقدمة للناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ارتفع بمعدل سنوي بنسبة 2.6% في الربع الأخير، بعد انخفاضين فصليين متتاليين في الإنتاج أثارا مخاوف من أن الاقتصاد في حالة ركود.

وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا انتعاش نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 2.4%.

مع ذلك، كانت هناك مخاوف من أن البيانات تبالغ في مدى صحة الاقتصاد، حيث أدت الزيادات القوية في معدل الفائدة المفروض من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى كبح جماح الإنفاق الاستهلاكي.

قال دوغلاس بورتر كبير الاقتصاديين في بي إم أو كابيتال ماركتس (BMO Capital Markets): “على الرغم من الرقم الرئيسي اللامع، فإن النظرة الخفية تظهر صورة أكثر قتامة بكثير للاقتصاد الأمريكي، فمن الواضح أنها تفقد قوتها. ومع التأثير الكامل لارتفاع أسعار الفائدة في الماضي والمستقبل من جانب الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أن الاقتصاد أصبح مهيئًا لتراجع متواضع بحلول النصف الأول من العام المقبل”.

من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في 1 و2 نوفمبر / تشرين الثاني بمقدار 75 نقطة أساس إلى 1.5%، وهو أعلى مستوى في 13 عامًا.

قال ألفين تان رئيس إستراتيجية آسيا للعملات في آر بي سي كابيتال ماركتس (RBC Capital Markets): “أعتقد أن تحقيق الأرباح في ظل هذا المستوى ليس استثنائيًا. فمنذ يوم الاثنين، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنحو 2.2%، لذلك شهدنا تحركًا كبيرًا في الدولار خلال اليومين الماضيين”.

انخفض الدولار في الأيام الأخيرة، حيث أبدى المستثمرون علامات تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يفكر في إبطاء وتيرة التشدد في أسعار الفائدة في ديسمبر / كانون الأول. وقال محللون أن الانعكاس يوم الخميس كان انتعاشًا طبيعيًا بعد انخفاض حاد.

انخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.24% مقابل الدولار إلى 1.1599 دولار، بعد ارتفاع استمر يومين على خلفية تعيين ريشي سوناك رئيسًا للوزراء.

تراجع الين الياباني بنسبة 0.04% إلى 146.320 للدولار. وكان التداول في العملة اليابانية متقلبًا بعد تدخلات مشكوك بها من قبل الحكومة لدعم العملة المتعثرة يومي الجمعة والاثنين.

أما يوم الأربعاء، فقد أعلن بنك كندا عن رفع سعر الفائدة بمقدار أقل من المتوقع وهو 50 نقطة أساس. جعلت هذه الخطوة المستثمرين أكثر يقظة للإشارات التي تدل على أن الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي قد يخفف من تشدده. ارتفع الدولار الكندي في أحدث تداول بنسبة 0.05% عند 1.3546 للدولار الأمريكي.

اقرأ أيضًا ماسك يخطط لإتمام صفقة تويتر الجمعة

المصدر: رويترز