تأسست أول شركة بقيمة مليار دولار في عام 1901. وعلى مدى الـ 117 عامًا التالية، كانت الصناعات التي حققت أكبر قيمة في سوق الأوراق المالية هي الصلب وصناعة السيارات والمنتجات الصناعية والتكنولوجيا.

وبالوصول إلى عام 2018 عندما أصبحت شركة التكنولوجيا العملاقة أبل (Apple Inc) أول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى 1 تريليون دولار. وفي السنوات التي تلت ذلك، انضمت مايكروسوفت (Microsoft Corp) وأمازون (Amazon.com Inc) وألفابت (Alphabet Inc) إلى أبل (Apple) إلى نادي التريليون دولار.

وبالنظر للتاريخ، فقد نكون على بعد أكثر من قرن من أول شركة قد تصل إلى الكوادريليون دولار (ألف تريليون) في العالم! بالإضافة إلى ذلك، يكاد يكون من المستحيل معرفة الصناعات غير المكتشفة التي يمكن أن تؤدي إلى خلق هذه القيمة.

في الوقت الحالي، دعونا نركز على شركتين قويتين في قطاع أشباه الموصلات يمكنهما الانضمام إلى نادي التريليون دولار – وإذا وصلوا إلى ذلك، فيمكنهم تحقيق مكاسب هائلة للمستثمرين الذين يشترونها اليوم.

نيفيديا (Nvidia Corp)

إن سهم نيفيديا (Nvidia) واحد من أفضل الأسهم أداءً في عام 2023، مع مكاسب سنوية بنسبة 88%. تشتهر الشركة بإنتاج بعض من أكثر شرائح الرسوميات تقدمًا في العالم، والتي تستخدم في تطبيقات الألعاب ومراكز البيانات، كما تكتسب الشركة شهرة أيضًا كرائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي أيضًا.

لطالما كانت نيفيديا (Nvidia) رائدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2016، قامت بتسليم واحد من أوائل أجهزة الكمبيوتر الخارقة للذكاء الاصطناعي في العالم لشركة أوبن آي (OpenAI)، التي طورت روبوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT) عبر الإنترنت. واليوم، تواصل أوبن آي (OpenAI) استخدام الآلاف من شرائح الرسومات المتقدمة من نيفيديا (Nvidia) في تدريب نماذجها اللغوية الكبيرة.

تعتقد كاثي وود الرئيسة التنفيذية لآرك إنفستمنت مانجمنت (Ark Investment Management) أن مثل هذه النماذج التوليدية للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون فرصة لتحقيق إيرادات بقيمة 14 تريليون دولار بحلول عام 2030، مع إمكانية إضافة 200 تريليون دولار في الناتج إلى الاقتصاد العالمي بحلول ذلك الوقت. في هذه المرحلة، تعد نيفيديا (Nvidia) واحدة من الموردين الوحيدين للأدوات التي يحتاجها مطورو الذكاء الاصطناعي للوصول إلى هذه القيمة.

يعتقد جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة نيفيديا (Nvidia) أن أجهزة الحوسبة محدودة ماديًا في قدرتها على تقليص الحجم باستمرار مع تقديم المزيد من الأداء. ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للبرنامج استخراج أداء أكثر 1000 مرة من الأجهزة الموجودة. الآن، ستمنح نيفيديا (Nvidia) جميع الشركات إمكانية الوصول إلى البنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع أغراضهم الخاصة، حيث إنها تجعل نظامها دي جي إكس (DGX) الفائق متاحًا عبر الإنترنت من خلال مزودي الخدمات السحابية مثل مايكروسوفت أزور (Microsoft Azure).

كل هذا يدفع المستثمرين إلى إعادة التفكير في إمكانات نيفيديا (Nvidia) على المدى الطويل، لأنها بالتأكيد لم تعد منتجًا بسيطًا لأشباه الموصلات. إنها تقوم ببناء البرنامج المناسب، مما يجعلها شركة حوسبة شاملة للمنصات. تعتبر منصة درايف (Drive) الخاصة بها مثالًا رائعًا، فهي توفر لمصنعي السيارات جميع الأجهزة والبرامج اللازمة لتنفيذ إمكانات القيادة الذاتية المستقلة بالكامل في سياراتهم الجديدة. ووفقًا لشركة أللايد ماركت ريسيرتش (Allied Market Research)، يمكن أن يمثل هذا وحده فرصة بقيمة 2.1 تريليون دولار بحلول عام 2030.

بعد الانطلاق المذهل لسهم نيفيديا (Nvidia) هذا العام، بلغت قيمة الشركة الآن 684 مليار دولار، وهي في طريقها للوصول إلى تريليون دولار. وبالنظر إلى الفرص الكبيرة في الذكاء الاصطناعي وحده، فمن الممكن تمامًا أن تصل نيفيديا (Nvidia) إلى هناك بحلول نهاية العقد.

أدفانسد مايكرو ديفيزيس (Advanced Micro Devices, Inc AMD)

تأتي أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) بعد نيفيديا (Nvidia) من حيث التقييم. تبلغ قيمة الشركة حاليًا 155 مليار دولار فقط، لذا سيتعين على أسهمها أن تحقق مكاسب بنسبة 545%، لكي تصل القيمة السوقية للشركة إلى تريليون دولار. تنتج أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) بعضًا من أشباه الموصلات الأكثر رواجًا على مستوى العالم، من المعالجات إلى شرائح الرسومات، ويتم استخدامها في الإلكترونيات الاستهلاكية الشهيرة ومراكز البيانات على حد سواء.

لكن طريق أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) إلى نادي التريليون دولار قد تم تمهيده من خلال استحواذها على زايلينيكس (Xilinx Inc) بقيمة 49 مليار دولار العام الماضي. إن زايلينيكس (Xilinx) هي الشركة الرائدة عالميًا في التكنولوجيا التكيفية، وتعتقد أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) أن الشركات المندمجة ستقود الحوسبة عالية الأداء لعقود قادمة. تُباع رقائق الكمبيوتر النموذجية في حالة صلبة، لذلك يجب استبدال الوحدة بأكملها بنموذج أحدث للترقية. من ناحية أخرى، يمكن إعادة تكوين الأجهزة التكيفية حتى بعد عملية التصنيع، واعتمادًا على عبء العمل، يمكن ضبط مخرجاتها في بيئة حية.

في حين أن التقدم في أجهزة الحوسبة قد يكون تدريجيًا وليس متسارعًا في المستقبل، يمكن أن تساعد التكنولوجيا التكيفية الشركات في الوصول إلى زيادة الأداء بسرعة أكبر خارج دورة الترقية النموذجية. تذكر ما ذكرته عن برامج الذكاء الاصطناعي التي تجعل الأجهزة أكثر كفاءة بشكل كبير؛ حسنًا، قد توفر الأجهزة التكيفية تعزيزًا أكبر للأداء. وقد يكون هذا هو المفتاح لتطوير نماذج أكثر تقدمًا.

نظرًا لأن أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) لديها جبل أكثر انحدارًا من نيفيديا (Nvidia) لتسلقه للوصول إلى تقييم بقيمة 1 تريليون دولار، فلنستكشف ما يتطلبه الأمر للوصول إلى هناك من وجهة نظر رياضية. نمت عائدات أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) بمعدل سنوي مركب 34.6% على مدى السنوات الخمس الماضية، من 5.3 مليار دولار في 2017 إلى 23.6 مليار دولار في 2022. لذلك، يتم تداول أسهمها بمعدل السعر إلى المبيعات 6.5.

وبافتراض أن نسبة السعر إلى السعر تظل ثابتة، سيتعين على أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) تحقيق 152 مليار دولار من الإيرادات السنوية للوصول إلى سقف سوقي يبلغ تريليون دولار. وإذا حافظت على معدل نمو إيراداتها السنوي البالغ 34.6% في المتوسط، فقد تصل مبيعاتها إلى 152 مليار دولار في غضون السنوات السبع المقبلة.

ولكن حتى لو تباطأ هذا معدل، يمكن أن تشارك أدفانسد مايكرو ديفيزيس (AMD) في فرصة الذكاء الاصطناعي مع نيفيديا (Nvidia)، وبالتالي هناك فرصة جيدة لها للانضمام في النهاية إلى أبل (Apple) ومايكروسوفت (Microsoft) وأمازون (Amazon) وألفابت (Alphabet) إلى نادي التريليون دولار على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا ماهو مقدار البروتين الذي يحتاجه رافعو الأثقال كبار السن؟

المصدر: ذا موتلي فول