منها التزلج بطائرات الهليكوبتر على الثلوج البكر في القارة القطبية الجنوبية مقابل 2.2 مليون دولار، ورحلات سفاري للدب القطبي في منطقة “محظورة” في سفالبارد النرويجية مقابل 300 ألف دولار، وتعقب فهود الثلج في جبال الهيمالايا مع مستكشفين مشهورين مقابل 100 ألف دولار.
تشير تجارب السفر باهظة الثمن مثل تلك إلى اتجاه “الفخامة الهادئة” الذي بدأ في عالم الموضة، حيث تم تفضيل الملابس الكلاسيكية على الملابس الصارخة للعلامات التجارية.
والآن، تتسرب الثروة الخفية إلى صناعة السفر، حيث يتخلى 1% بشكل متزايد عن الوجهات الجذابة التي يمكن رؤيتها ومشاهدتها مثل كابري، لقضاء عطلات أكثر سرية.
قالت جاكلين سيينا إنديا مؤسسة شركة السفر الفاخرة سيينا تشارلز (Sienna Charles) إنها تعتبر نفسها من تلاميذ الفخامة الهادئة منذ فترة طويلة.
وفي حين أن آخرين قد يفضلون شوارع باريس أو شواطئ موناكو، فإنها تهرب إلى مدينة هوشي منه الفيتنامية مرة واحدة في السنة.
قالت إنديا إن عملائها يركزون أكثر من أي وقت مضى على أسرهم ورفاهيتهم وصحتهم العقلية “لأن العالم أصبح أكثر إرهاقًا بكثير”. ونتيجة لذلك، فإنهم يبحثون عن التواصل أكثر من بحثهم عن الأضواء عندما يسافرون.
لكن الجانب الآخر المهم من حركة الرفاهية الهادئة يتعلق بالأمن. وقالت إنديا إنه نظرًا لأن منازل المشاهير أصبحت هدفًا للصوص في الآونة الأخيرة، فإن الأحداث البارزة مثل سوبر بول أصبحت أقل جاذبية.
وأضافت أنه نتيجة لذلك، يبحث العملاء عن وجهات نائية، غالبًا في أي لحظة.
تقول إنديا: “لقد حجزنا للتو لعائلة مليارديرة على جزيرة في فيلا في البرازيل. البرازيل ليست المكان الذي يتبادر إلى الذهن على الفور… ولكن بالنسبة لي، فهي مكان لا يزال يحمل الأصالة والروح. إنها تتمتع بطعام رائع وثقافة سبا وتعافي مذهلة.
شركة أخرى قائمة على هذا التوجه هي رومان آند إريكا (Roman & Erica)، وهي شركة لأسلوب الحياة الفاخر يديرها الزوجان رومان تشيبروكا وإريكا جاكويتز. قارنت جاكويتز – وهي مواطنة من مدينة نيويورك – الفخامة الهادئة بأناقة الكشمير البسيطة، وقارنتها مع اتجاه العقد الأول من القرن العشرين المتمثل في “ارتداء شانيل على صدرك”.
تدير جاكويتز احتياجات نمط الحياة لـ 30 عائلة منهم السياسيين والمديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا والمديرين التنفيذيين لصناديق التحوط، حسبما قالت. وقالت إن السفر الفاخر الهادئ بالنسبة لهم يتعلق بالخصوصية.
لكن الوباء أدى إلى تسريع رغبة المسافرين الأثرياء في الحصول على تجارب ذات معنى – والتي يمكن أن تتراوح بين طلبات التوصيات بشأن مكان القيام بنزهة صباحية هادئة إلى تنظيم مباراة تنس مع روجر فيدرر، على حد قولها.
يأتي عمل تقديم الطعام إلى فاحشي الثراء مصحوبًا بتحدي جديد هو الإتاحة.
وفقًا لتقرير هينلي آند بارتنرز (Henley & Partners) لعام 2023، هناك 28,420 مليونيرًا في جميع أنحاء العالم، وهم أولئك الذين يمتلكون أصولًا قابلة للاستثمار لا تقل عن 100 مليون دولار. وهذا يزيد بنسبة 12% تقريبًا عن تقديرات عام 2022 وضعف الكمية التي كانت موجودة في عام 2003.
تقول جاكويتز إن عملائها لا يختارون أبدًا الرحلات البحرية التقليدية، لأنهم يفضلون استئجار اليخوت الخاصة. في الواقع، قالت إن سوق الرحلات المستأجرة المزدهرة منعتها مؤخرًا من تأمين حجز في اللحظة الأخيرة.
وقالت: “أنت الآن تتنافس مع 10 أشخاص آخرين يسافرون مع الأصدقاء والعائلة. هناك الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم تحمل تكاليف هذه الأنواع من التجارب”.
وقالت إن هذا يدفع المسافرين الأثرياء إلى البحث عن أماكن جديدة للعزلة.
وعندما سئلت عن الحدود القادمة؟ قالت جاكويتز أنه الفضاء.
وقالت إنه بالنسبة لأحد العملاء، حصلت شركة رومان آند إريكا (Roman & Erica) على مكان في أول مهمة خاصة لرواد الفضاء مقابل 50 مليون دولار. أصبح السفر إلى الفضاء مرغوبًا للغاية بعد أن أسس تشيبروكا كيانًا منفصلًا هو سبيس في آي بي (SpaceVIP) لتلبية الطلب.
تخطط سبيس برسبيكتيف (Space Perspective) لبدء رحلات مدتها ست ساعات إلى حافة الفضاء على متن كبسولتها الكروية العام المقبل. وحتى الآن، فإن 50% من الحجوزات مخصصة لكبسولات كاملة لثمانية أشخاص، وفقًا للشركة التي يقع مقرها في فلوريدا، والسعر هو مليون دولار.
0 تعليق