قال مراقبو السوق إنه من المرجح أن تستمر الصين في اتباع نهج تدريجي لتحفيز اقتصادها حتى مع أن التحركات الأخيرة التي اتخذها صناع السياسات من غير المرجح أن تؤدي إلى إنعاش المعنويات دون مزيد من الإصلاحات في جانب العرض وإجراءات التيسير القوية.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الصين عن أكبر تخفيض لها على الإطلاق في سعر الفائدة على الرهن العقاري، وهي الخطوة التي تركت الأسواق تشعر بالإحباط.

وقال هاو تشونغ وان رئيس قسم الدخل الثابت الآسيوي في شركة برينسيبال أسيت مانجمنت (Principal Asset Management) إنه يتوقع نهجًا أكثر تدرجًا من صناع السياسات الصينيين، حسبما قال لمنتدى رويترز للأسواق العالمية.

وقال وان الذي تدير شركته أصولًا تزيد قيمتها عن 540 مليار دولار: “إن صانعي السياسات يركزون على معالجة القضايا الهيكلية متوسطة الأجل في الديون والعقارات وأجزاء أخرى من الاقتصاد حيث يوجد فائض في الرفع المالي”.

وأضاف أنهم يريدون في الوقت نفسه ضمان “عدم تدهور الاقتصاد” من خلال استخدام تدابير محددة لدعم الطبيعة الدورية للاقتصاد الصيني، وبالتالي “لا نتوقع اتخاذ تدابير دعم كبيرة”.

وقالت أليشا غارسيا هيريرو كبيرة الاقتصاديين عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ناتيكسيس (Natixis) إن تخفيض بنك الشعب الصيني لنسبة القروض الرئيسية (LPR) هذا الأسبوع “قليل جدًا ومتأخر جدًا”.

وقالت هيريرو إن بنك الشعب الصيني يخاطر بالتباطؤ في هذا النهج، حيث أن البيانات التي تظهر انخفاض التضخم الرئيسي في الصين بنسبة 0.8% في يناير / كانون الثاني تدعو إلى اتخاذ إجراءات أسرع بكثير.

وسلط تشي لو كبير استراتيجيي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة بي إن بي باريبا أسيت مانجمنت (BNP Paribas Asset Management) الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على فجوة أكبر بين الفائدة والنمو والحفاظ على أسعار الفائدة الحقيقية أقل بكثير من نمو الناتج الحقيقي للحفاظ على النمو الاقتصادي وخفض الديون.

وقال لو: “يجب أن يستمر التيسير النقدي، مع ضخ المزيد من السيولة الصافية”، مضيفًا أنه إذا استمرت إجراءات بنك الشعب الصيني المخيبة للآمال، فقد يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي عالقًا عند حوالي 4% إلى 5%، مما قد يضر بشكل أكبر بتوقعات أرباح الشركات وأسعار أصولها.

بينما قالت هيريرو إنه مع ارتفاع معدلات التخلف عن السداد – حتى خارج سوق العقارات – “من المهم خفض المعدل الحقيقي لاقتصاد يكافح من أجل النمو بقدر الإمكان”.

وحذرت من أنه مع وجود معدلات أعلى من التوازن، فإن الصين قد تخاطر بإنهاء العام بفجوة إنتاج سلبية.

اقرأ أيضًا بوينغ وإيرباص تواجهان تحديًا جديدًا يهدد هيمنتها

المصدر: رويترز