في حين أن البيئة الاستثمارية العالمية قد تبدو في حالة سيئة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والعقوبات المتعلقة بروسيا واضطرابات فيروس كوفيد 19 وأي عوامل قد تخيف المستثمرين، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لموضوع حياد الكربون الذي يهيمن على مبيعات الأسهم هذا العام. ورغم أن سلاسل التوريد الممتدة وارتفاع التكاليف تشكلان مصدر قلق، ولكن حرب أوكرانيا ستساعد في استمرار تدفقات رأس المال.

أحد الأدلة على سيطرة الصفقات الخضراء، هي شركة كونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي (Contemporary Amperex Technology CATL) صانعة بطاريات السيارات الكهربائية. فقد أقبل العشرات من المستثمرين الأسبوع الماضي على الطرح العام الخاص بالشركة والمقدر بـ 45 مليار يوان (6.7 مليار دولار) في بورصة شينتشين للأوراق المالية، مع طلبات شراء معادلة لضعف عدد الأسهم المعروضة. تعد هذه الصفقة الأكبر في سوق رأس المال في الصين هذا العام وثاني أكبر صفقة في العالم بعد صفقة خضراء أخرى هي الطرح العام الأولي الخاص بشركة إل جي إنرجي سليوشنز (LG Energy Solutions) الكورية الجنوبية، والذي بلغت قيمته 10.7 مليار دولار أسترالي وهي الشركة المنافسة لشركة كونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي (CATL).

في أبريل / نيسان الماضي، باعت هيئة كهرباء ومياه دبي أسهم بقيمة 6 مليارات دولار لاستكشاف فرص استخدام تقنيات التخزين المبتكرة في مصادر الطاقة المتجددة، وحاولت الحكومة الفرنسية أيضاً طمأنة المستثمرين في شركة كهرباء فرنسا (Electricite de France) والتي تعاني من الانقطاعات النووية بزيادة رأسمالها بمقدار 3.2 مليار يورو كدعم.

وبينما انخفضت قيمة الاكتتابات الأولية بنسبة 71% حتى شهر مايو / أيار، فقد كانت الصفقات الخضراء نقطة مضيئة نادرة. فالصفقات الخضراء مثلت حوالي ثلثي الـ 50 مليار دولار التي تم جمعها في أكبر 10 صفقات أسهم عالمية، بحسب لتقديرات بريكنغ ڤيوز (Breakingviews) باستخدام بيانات ديالوجيك (Dealogic).

ورغم أن بعض الحكومات قد عادت حاليًا إلى استخدام الوقود الأحفوري لتخفيف الضغط الناجم عن صدمات إمدادات النفط والغاز الأخيرة، فإن أحدث الاستثمارات تشير إلى أنه على المدى الطويل سيكون هناك دافع لتسريع الانتقال إلى طاقة أنظف لأسباب تتعلق بالاكتفاء الذاتي. وأصدرت بكين مؤخرًا سلسلة من السياسات التي تروّج لمصادر الطاقة المتجددة وقدمت المزيد من الإعانات الاستهلاكية للسيارات الكهربائية رغم ارتفاع واردات السلع الروسية للصين.

يهدد ارتفاع تكاليف المواد الخام بتقويض الأرباح وجعل الاستثمارات الجديدة أكثر تكلفة، ولكن ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة اختراق السوق يمكن أن يعوضهما. قد يؤدي الخمول في باقي أسواق المال أيضًا إلى جذب بعض الشركات الجديدة. بحسب رفينتيف انخفض تقييم شركة كونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي (CATL) إلى 59 ضعفًا بالنسبة للأرباح المتوقعة لعام 2022 مقارنة بـ 80 مرة قبل ستة أشهر. من المفترض أن يساعد ذلك الصفقات الخضراء في تجاوز الأسواق التي تومض باللون الأحمر.

يذكر أن شركة كونتمبوراري أمبيركس تكنولوجي الصينية (CATL) صرحت في 23 يونيو / حزيران بأنها جمعت 45 مليار يوان (6.7 مليار دولار) من 22 مستثمرا في اكتتاب خاص.

في المجمل، قدم 42 مستثمرًا عطاءات لشراء 132.5 مليون سهم معروض. ويمثل سعر الإصدار النهائي عند 410 يوان، علاوة بنسبة 21% على سعر الأرضية البالغ 339.67 يوان.

اقرأ أيضاً أسهم هونغ كونغ نحو أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر

المصدر: رويترز