إن الاستثمار في تسلا (Tesla) مغامرة، فأنت لا تعرف أبدًا ما الذي سيحدث. في بعض الأحيان، على سبيل المثال، ينشر إيلون ماسك – وهو أغنى شخص على وجه الأرض والرئيس التنفيذي لشركة تسلا (Tesla) – مقطع فيديو لنفسه في سيارة تسلا (Tesla) ذاتية القيادة وهو ذاهب إلى منزل مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms)، ربما لتحديه في المباراة القتالية المنتظرة.

نشر ماسك يوم الجمعة مقطع فيديو لنفسه ولآخرين في سيارة تسلا (Tesla) باستخدام الإصدار التجريبي من برنامج تسلا (Tesla) للقيادة الذاتية الكاملة (FSD). يتضمن الإصدار التجريبي التنقل في شوارع المدينة. لديه القدرة على القيام بمعظم مهام القيادة لأي منتج مساعد للسائق من تسلا (Tesla).

لم يتم تحرير أو تسريع مقطع الفيديو، على عكس العديد من مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب (YouTube) وإكس (X) (تويتر (Twitter) سابقًا)، مما يمنح المشاهدين فكرة أفضل عن قدرات النسخة ذاتية القيادة.

أثناء القيادة، أشار ماسك إلى أن مهندسي تسلا (Tesla) لم يبرمجوا ما يجب فعله بمطبات السرعة أو إشارات التوقف أو الدوارات. تعاملت السيارة مع كل الأشياء بشكل جيد بمفردها. قامت تسلا (Tesla) بتدريب النظام بالفيديو وتعلمت السيارة بنفسها. إنه مثال على استخدام تسلا (Tesla) للذكاء الاصطناعي لبناء منتجاتها ذاتية القيادة.

استغرقت الرحلة حوالي 40 دقيقة، وأخذت ماسك والركاب والمشاهدين على إكس (X) في جولة حول مدينة بالو ألتو كاليفورنيا.

قال ماسك مازحًا: “ربما نقابل زوكربيرغ ونتمكن من القيام بالقتال… لنشعل الأمر أكثر”. فكر ماسك وزوكربيرغ في القتال من أجل الأعمال الخيرية. يبدو أن أصل القتال يرجع إلى اعتراض ماسك على خطة ميتا (Meta) لإنشاء ثريدز (Threads)، المنافس لإكس (X). ولكن لا يبدو أن هذا القتال سيتم.

كان أداء السيارة جيدًا. ولكن كان على ماسك أن يتولى زمام الأمور عند إشارة توقف حيث بدأت السيارة تتقدم بشكل مستقيم على المنطقة الخضراء أمامها بدلًا من الانعطاف نحو اليسار. وهذا يعني بالطبع أن النظام لا يزال بحاجة إلى إشراف السائق بنسبة 100% طوال الوقت. ومع ذلك، فإن القيادة مثيرة للإعجاب. لقد كان أيضًا يومًا جميلًا ومشمسًا في بالو ألتو. يمكن أن يؤثر الطقس والضوء أيضًا على أنظمة القيادة الذاتية.

بعد استمرار القيادة لفترة، بحث ماسك في غوغل (Google) عن عنوان زوكربيرغ. قال ماسك ساخرًا: “مجرد استفسار مهذب عما إذا كنت ترغب في المشاركة في قتال بالأيدي… إذا لم يكن الأمر غير مريح، فربما ترغب في القتال. لا أعتقد أن هذا يمكن اعتباره تجسسًا إذا بحثنا عنه في غوغل (Google)”.

ومع ذلك، يبدو أن غوغل (Google) لا تملك العنوان الصحيح لزوكربيرغ في بالو ألتو. لأن الاثنان لم يلتقيا.

لم يتم إصدار النسخة التجريبية من برنامج القيادة الذاتية الكاملة على نطاق واسع للجمهور حتى الآن. يحتاج سائقو تسلا (Tesla) إلى الدفع أولاً مقابل البرنامج، وهو مبلغ يدفع لمرة واحدة قيمته 15,000 دولار أو سعر اشتراك يصل إلى 199 دولارًا شهريًا. ثم يمكنهم طلب النسخة التجريبية. يحصل السائقون عليه بناءً على درجة السلامة لقيادتهم.

تقدم تسلا (Tesla) العديد من منتجات مساعدة السائق بمستويات متزايدة من الوظائف. يثبت السائق الآلي في سيارات تسلا (Tesla) بشكل افتراضي، بينما يكلف السائق الآلي المحسن 6000 دولار. يمكن أن تبلغ تكلفة برنامج القيادة الذاتية الكاملة أيضًا 99 دولارًا شهريًا إذا كان سائق تسلا (Tesla) قد دفع بالفعل مقابل السائق الآلي المحسن.

يعتقد ماسك أن السيارات ذاتية القيادة ستكون تطور ضخم بالنسبة للشركة. قال ماسك في الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة تسلا (Tesla) في شهر مايو / أيار: “إن القدرة على إجراء تحديث للبرنامج وتحويل عدة ملايين من السيارات فجأة من القيادة اليدوية إلى القيادة الذاتية، أعتقد أنها ستكون أكبر زيادة في قيمة الأصول في التاريخ”. يذكر أنه قال أشياء مماثلة عدة مرات من قبل.

يمكن استخدام السيارات ذاتية القيادة كسيارة أجرة آلية أو فقط لتسهيل تنقلات الأشخاص ورحلاتهم البرية. والأهم من ذلك بالنسبة لشركة تسلا (Tesla)، أن هؤلاء الملايين من سائقي تسلا (Tesla) سيدفعون آلاف الدولارات مقدمًا أو كاشتراك شهري في تسلا (Tesla) للوصول إلى هذه الخاصية.

هناك الكثير من المنتقدين الذين لا يعتقدون أن شركة تسلا (Tesla) يجب أن تختبر الأنظمة على الطرق. ولكن المزيد من الأنظمة – مثل النسخة التجريبية من برنامج القيادة الذاتية الكاملة – سيتم اختبارها. يستهدف منتج ألترا كروز (Ultra Cruise) من جنرال موتورز (General Motors GM) قدرات مماثلة.

عندما يُسمح للسائقين فعليًا بالتوقف عن الاهتمام، ستكون هذه وظيفة تطوير البرمجيات والتفاوض بين شركات السيارات والجهات التنظيمية.

مع دخول تداول يوم الاثنين، يكون سهم تسلا (Tesla) قد ارتفع بحوالي 94% حتى الآن هذا العام، في أداء أفضل من أداء مكاسب مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite) التي بلغت 30%. انخفض سهم تسلا (Tesla) أيضًا بنسبة 17% تقريبًا خلال الـ 12 شهرًا الماضية. 

اقرأ أيضًا وزيرة التجارة الأمريكية تسعى لتعزيز التجارة والسياحة في محادثاتها مع الصين

المصدر: بارونز