• يزداد معدل السياحة الداخلية هذا الصيف في تايوان خاصة إلى المناطق التي تدعم الاستجمام في الهواء الطلق.
• العديد من التايوانيين “يحمون أنفسهم” من خلال تجنب الأماكن الأكثر ازدحامًا في العادة، ويستمر هذا التوجه في الضغط على مشغلي السياحة.

قبل عطلة نهاية الأسبوع الأولى في يوليو / تموز، قام هوانغ مينج – فينغ المقيم في تايبيه بالقيادة بطول تايوان من الشمال إلى الجنوب حتى يتمكن أطفاله من التجول في الرمال في منتجع كينتنغ على شاطئ ليتل باي وهو شاطئ سباحة يتمتع بمياه دافئة.

اختارت العائلة المكونة من سبعة مسافرين كينتنغ كوجهة لأنهم لا يستطيعون قضاء إجازات خارجية بدون قضاء فترة الحجر الصحي لمدة أربع ليال عند عودتهم. تبدو البلدة الواقعة على شاطئ البحر بعيدة عن تايبيه وتفتقر إلى الحشود الحضرية. وقال هوانغ أيضًا أنه يعتقد أن كينتنغ توفر حماية ضد معدلات الإصابة اليومية بكوڤيد 19 التي ارتفعت إلى عشرات الآلاف منذ منتصف مايو / أيار الماضي.

يمثل هذا النوع من الرحلات الشبيهة برحلة هوانغ المحلية توجهًا عامًا عند التايوانيين هذه الأيام، فالجزيرة التي أوقفت وفود السياحة الدولية في مارس / آذار 2020 وواجهت عددًا قياسيًا من حالات كوڤيد 19، الناس من جميع أنحائها يأخذون عطلات الصيف بعيدًا عن منازلهم لكنهم أصبحوا يفعلون ذلك بطريقة محسوبة تدعم الاستجمام في الهواء الطلق بدلاً من الأماكن المزدحمة. التوجه الجديد يمثل أخبارًا سيئة لشركات السياحة التي تكافح من أجل البقاء.

قال هوانغ البالغ من العمر 42 عامًا، موضحًا لم لم تمانع مجموعته المكونة من عائلتين الجلوس تحت مظلة: “فقط لا تذهب إلى أمكن تتواجد فيها حشود من الناس”.

ارتفع عدد المسافرين الذين يزورون مناطق الجذب السياحي المحلية الرئيسية من أكثر من 3 ملايين في يونيو / حزيران 2021 – أثناء ذروة عمليات الإغلاق الإلزامية في تايوان – إلى أكثر من 19 مليونًا في أكتوبر / تشرين الأول مع ارتفاع معدلات التطعيم وسماح المسؤولون بإعادة فتح الشركات، وفقًا لأرقام مكتب السياحة.

استقرت الأرقام الشهرية ما بين 19 مليون و21 مليون من نوفمبر / تشرين الثاني حتى أبريل / نيسان. ولكن بعودة تفشي كوڤيد 19 إلى في أبريل / نيسان، لم يتم الإفراج عن بيانات شهري مايو / أيار أو يونيو / حزيران.

قال دارسون تشيو نائب مدير توقعات الاقتصاد الكلي في معهد تايوان للأبحاث الاقتصادية أن إلغاء الإغلاقات وقواعد التباعد الاجتماعي هذا العام أعاد إحياء السياحة الداخلية حيث وجدت العائلات وقتًا خلال الصيف.

وأضاف تشيو أن معدل التطعيم المتزايد باستمرار في تايوان يرفع مستوى راحة المسافرين. يقول مركز جونز هوبكنز لأبحاث فيروس كورونا إن أكثر من 80% من سكان الجزيرة تم تطعيمهم بالكامل.

ويقول تشيو: “معدل الإصابة بالفيروس الجديد مرتفع، لكن احتمال الإصابة بمرض خطير منخفض، ومع عدم فرض الحكومة إغلاقًا، لم يتأثر استعداد السياح المحليين للسفر بشكل كبير”.

انخفضت الإصابات في تايوان من أوميكرون بعد أسابيع من وصولها إلى معدلات أكثر من 80 ألفًا في اليوم في بداية يونيو / حزيران.

عاد المحور التجاري لكينتنغ الآن ينبض بالحياة في المساء. يتجول السياح في ممرات مزدوجة على جانبي طريق كينتنغ الرئيسي، ويتنافسون مع الحافلات السياحية أثناء قيامهم بتناول كرات الحليب المقلية والذرة بنكهة الأعشاب البحرية.

عندما وصلت الحالات إلى ذروتها منذ أكثر من عام بقليل في مايو / أيار 2021، أغلق مركز قيادة الأوبئة المركزية دور السينما والمكتبات وأماكن الترفيه والمطاعم، مع تحديد عدد الأشخاص في الأحداث الخاصة بأربعة أشخاص. تم رفع القيود تدريجياً في أغسطس / آب وسبتمبر / أيلول. قال المسؤولون هذا العام أنهم سيتجنبون فرض الإغلاق، حيث تم تطعيم 83% من الأشخاص مرتين على الأقل.

يعمل في تايوان حوالي 9500 مرشد سياحي و2800 وكالة سفر و3400 فندق، وقد نجح الكثيرون في التغلب على الوباء من خلال الإعانات الحكومية.

يعود السائحون بالتدريج إلى كينتغ بينما “يحمون أنفسهم” بالابتعاد عن الأماكن الداخلية المزدحمة، كما قالت هسيونغ سو مي مديرة متجر ملابس الشاطئ تروبيكال فيش على طول طريق كينتيغ بينما كان ثلاثة أشخاص فقط يتسوقون في متجرها ذو الغرفة الواحدة. قال هسيونغ أن المتجر الذي يعمل منذ حوالي 30 عامًا شهد أسوأ تراجع له العام الماضي.

يقول ليو يي لينغ من قسم تخطيط الفعاليات بمنتزه هواشان 1914 في وسط تايبيه أن بائعو الحرف اليدوية والمقاهي فقدوا أعمالهم على الرغم من أن تدفق الناس في الساحات الخارجية ظل ثابتًا خلال تفشي أوميكرون. تقدم ساحات المنتزه التي تبلغ مساحتها 19.800 متر مربع عروضاً سحرية ومعارض ثقافية مؤقتة تُدار من الأكشاك.

قال ليو أن الفعاليات الكبيرة تم استئنافها في يونيو / حزيران بعد توقف مؤقت، وأنها جلبت المزيد من الزوار. تم إغلاق الحديقة لمدة 73 يومًا في عام 2021 تنفيذاً لأوامر الحكومة. ولكن أكثر من مليوني شخص حضروا الفعاليات العام الماضي على الرغم من استمرار الإغلاق لفترة طويلة.

قال ليو: “في متنزه هواشان ونظرًا لوجود الكثير من المساحات الخارجية، أصبح عدد الزائرين الآن مرتفعًا كما كان دائمًا. وطالما لم تمطر، فإن الأحداث في الهواء الطلق تكون نشطة فعلًا.”

إلى الشمال مباشرة من العاصمة، تسير حشود من المسافرين النهاريين على الكورنيش الساحلي في دانشوي. ولكن في جميع أنحاء تايبيه الكبرى، لا يذهب إلى العديد من الحانات ومطاعم البيتزا الشهيرة عادةً سوى عددًا قليلاً من العملاء – أو حتى قد لا تجلب أيًا منهم على الإطلاق – باستثناء الأماكن المفتوحة للجلوس في الهواء الطلق.

سمحت أيضًا الولايات المتحدة بالسفر أثناء تفشي أوميكرون في أوائل عام 2022، ويقول تيري سيلك مؤسس شبكة خبراء السياحة في الولايات المتحدة أن أولئك الذين ينوون القيام برحلات ذهبوا للأماكن المفتوحة للعب الغولف أو ركوب الدراجات أو المشي والتنزه. وقال أن بعض المواقع التي يمكن فيها الاستجمام في الهواء الطلق قد “امتلأت بأعداد كبيرة من الزوار بسبب الخيارات الأخرى المحدودة”.

يقول البائعون في كينتنغ أن العمل مستقر ولكنه مازال أقل من مستويات ما قبل الجائحة. المساحات على جانب الطريق والتي كانت تدعم في السابق بائعي لفائف الدجاج وصناديق الموسيقى ذات شكل الضفادع بقيت فارغة، وقدرت إحدى بائعات الأطعمة أن حوالي 100 من زملائها استقالوا أثناء الوباء.

زار 17.000 شخص ساوث باي في كينتنغ في أبريل / نيسان عندما بدأ التفشي الحاد لأوميكرون مقارنة بحوالي 42.800 في مارس / آذار و20.500 في الشهر السابق، وفقًا لبيانات مكتب السياحة. بدأت أعداد الزوار في التراجع في أبريل / نيسان في منتزهي تاروكو ويوشان الوطنيين في تايوان أيضًا.

يقول المشغل المشارك لفندق جين هاي ذو الست غرف – وهو واحد من بين عشرات الفنادق التي تشبه المنازل الريفية – تشن شين تشنغ أنه لم يكن لدي الفندق أي حجوزات قبل عطلة نهاية الأسبوع في 2 – 3 يوليو / تموز والتي تزامنت مع بدء العطلات المدرسية الصيفية للأطفال والعطلات العائلية وأن الغرف عادة ما تظل ممتلئة طوال الصيف.

يشتبه تشن في أن السياح المحتملين سيبقون في منازلهم فقط. قال تشين وهو جالس بمفرده على أريكة في بهو منزله بجوار مكتب الاستقبال الخالي من الموظفين: “لا نتلقى الحجوزات التي نراها عادة”.

اقرأ أيضاً الهند تستعد لتقديم أهداف مناخية جديدة إلى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست