احتل التمويل مركز الصدارة في محادثات قمة المناخ كوب 27 (COP27) يوم الأربعاء، حيث نشر خبراء الأمم المتحدة قائمة بمشاريع بقيمة 120 مليار دولار يمكن للمستثمرين دعمها لمساعدة الدول الفقيرة على خفض الانبعاثات وتكيف آثار الاحتباس الحراري.
كان مشروع تحويل المياه بين ليسوتو وبوتسوانا بقيمة 3 مليارات دولار وخطة 10 ملايين دولار لتحسين نظام المياه العامة في موريشيوس من بين عشرات المشاريع المدرجة منها 19 في إفريقيا.
قال محمود محيي الدين – وهو أحد الخبراء المعينين من قبل الأمم المتحدة والمعروفين باسم أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ – في بيان ملحق بالتقرير: “يمكننا الآن أن نظهر أن هناك مجموعة كبيرة من الفرص القابلة للاستثمار موجودة عبر الاقتصادات التي تحتاج إلى التمويل أكثر من غيرها”.
وفي محاولة للإجابة على حجة ممولي القطاع الخاص بأن الاستثمار أكثر في الأسواق الناشئة مخاطرة كبيرة، قام الخبراء – الذين يساعدون الحكومات المضيفة لمؤتمر الأطراف في التعامل مع الأعمال التجارية – بتجميع قائمة بالمشاريع التي يمكن تمويلها بسرعة أكبر.
بعد عام من الاجتماعات، تم إصدار القائمة الأولية من المشاريع حتى تتمكن البنوك وغيرها من تقييم المشاريع.
وقال محيي الدين: “نحن الآن بحاجة إلى تعاون إبداعي بين مطوري المشاريع والممولين من القطاع العام والخاص، لإطلاق إمكانات الاستثمار هذه وتحويل الأصول إلى تدفقات”.
ومع ذلك، أشار تقرير آخر صدر يوم الثلاثاء إلى أن البلدان النامية ستحتاج إلى تأمين تريليون دولار من التمويل الخارجي كل عام بحلول عام 2030 ودعم ذلك المبلغ بأموالها الخاصة من أجل تحقيق الهدف العالمي المتمثل في منع التغير السريع في المناخ.
على صعيد آخر، قامت بنوك التنمية الرائدة في العالم بإقراض البلدان الفقيرة 51 مليار دولار في عام 2021، مع مساهمة مستثمري القطاع الخاص بـ 13 مليار دولار فقط، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا من هذه البنوك.
من بين مجموعة من الصفقات المنفصلة التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء، قالت مصر إنها وقعت شراكات لبرنامج (نوفي) للاستثمار في قطاعات المياه والغذاء والطاقة لدعم تنفيذ مشروعات مناخية باستثمارات تبلغ 15 مليار دولار.
كما وقعت فرنسا وألمانيا اتفاقيات قرض لتقديم 300 مليون يورو (300.69 مليون دولار) في شكل تمويل ميسّر لجنوب إفريقيا لدعم تحولها عن الطاقة التي تعمل بالفحم.
كانت إيطاليا وبريطانيا والسويد من بين الجهات المانحة التي تعهدت بتقديم أكثر من 350 مليون دولار لتمويل الحلول الطبيعية لأزمة المناخ في دول مثل مصر وفيجي وكينيا وملاوي.
كما تعهدت مجموعة من أكثر من 85 شركة تأمين أفريقية بتوفير تغطية بقيمة 14 مليار دولار لمساعدة المجتمعات الأكثر ضعفاً في القارة على التعامل مع مخاطر الكوارث المناخية مثل الفيضانات والجفاف.
أعلن المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري عن وضع خطة لتعويض الكربون، وقد أطلق عليها اسم مُسرع انتقال الطاقة (Energy Transition Accelerator)، وتهدف إلى مساعدة البلدان النامية على جمع الأموال لتمويل انتقالها بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
تستخدم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل الأموال في بناء البنية التحتية مثل محطات الطاقة المتجددة. لطالما كان الحصول على هذه الأموال محورًا لمحادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، ولكن التقدم في هذا الملف كان بطيئًا.
قال نايغل توبينغ أحد الخبراء رفيعي المستوى في قمة المناخ السابقة كوب 26 (COP26): “على الرغم من وجود عديد من المشاريع المثيرة للاهتمام، إلا أنها ستحتاج إلى مساعدة فنية ومالية للوصول إلى وضع يمكنها من جذب النوع المناسب من التمويل”.
وقال: “نحن بحاجة إلى أن تشمر جميع الجهات الفاعلة في النظام عن سواعدهم لتحقيق ذلك. لن نقترب أبدًا من فتح نطاق التمويل الذي تحتاجه الاقتصادات النامية إذا استمر الجميع في التخلي عن المسؤولية”.
ألقى رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس كلمة أمام المندوبين يوم الأربعاء، لخص خلالها جهود البنك المتعلقة بالمناخ ومشاركته في شراكة تقدم بموجبها الدول الغربية 8.5 مليار دولار لجنوب إفريقيا من أجل تحويل الطاقة.
قال مصدر مطلع لرويترز أن تأخر وصول مالباس إلى قمة المناخ كوب 27 (COP27) عن الموعد المقرر يوم الأحد، يرجع إلى سوء الأحوال الجوية، حيث تعرضت رحلته القادمة من جنوب إفريقيا لعاصفة.
وردًا على سؤال بشأن تعليقاته السابقة التي يراها البعض كتقليل من أهمية تغير المناخ، رفض مالباس مرة أخرى الإدعاء بأنه منكر لتغير المناخ.
وقال مالباس ردًا على سؤال أحد المراسلين أثناء مغادرته الحدث: “أنت تعلم أنني لست كذلك. أنت تعلم أنني لست كذلك، لذا لا تنشر ذلك بشكل خاطئ”.
واجه مالباس انتقادات على مدى شهور من مجموعات وشخصيات من بينها رئيسة وكالة المناخ التابعة للأمم المتحدة السابقة كريستيانا فيغيريس بعد إجابته على سؤال في سبتمبر / أيلول في حدث خاص بنيويورك تايمز حول ما إذا كان يعتقد أن الانبعاثات التي يتسبب فيها الإنسان من حرق الوقود الأحفوري تزيد من الاحتباس الحراري. وقد أجاب حينها: “لا أعرف. أنا لست عالماً”.
عندما تصدرت التعليقات عناوين الصحف الدولية، قام بتوضيح تصريحاته في وقت لاحق في سبتمبر / أيلول، وقال أنه من الواضح أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تسبب تغير المناخ.
0 تعليق