انخفض الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات لليوم الثاني على التوالي يوم الثلاثاء، حيث أدى انحسار المخاوف بشأن الأزمة المصرفية إلى إحياء شهية المستثمرين للعملات ذات المخاطر العالية.

تراجعت مخاوف المستثمرين بعد الإعلان عن اتفاقية فيرست سيتزينز (First Citizens BancShares Inc) لشراء جميع ودائع وقروض بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank)، وحقيقة أنه لم تظهر أي تصدعات أخرى في قطاع الخدمات المصرفية العالمية في الجلسات الأخيرة.

انخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس العملة مقابل ستة عملات منافسة – بنسبة 0.31% خلال اليوم عند 102.43 يوم الخميس، مقتربًا من أدنى مستوى له في سبعة أسابيع بالقرب من 101.91.

ارتفع الدولار الأسترالي – الذي يُنظر إليه على أنه وكيل سائل للرغبة في المخاطرة – بنسبة 0.77% إلى 0.67025 دولار، حيث حصل على ارتفاع من بيانات مبيعات التجزئة التي جاءت أفضل من المتوقع.

وقال مايكل براون المحلل الاستراتيجي في تريدير إكس (TraderX) في لندن: “هناك بالتأكيد ميل إيجابي للتداول اليوم”.

وقال براون: “أعتقد أننا في وضع “عدم وجود أخبار هو خبر جيد فيما يتعلق بالانهيار المصرفي، مما يساعد على تهدئة الأعصاب”.

ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في خمسة أيام مقابل الدولار، حيث ارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو يوم الثلاثاء.

وجد الدولار دعمًا ضئيلًا من البيانات التي أُعلنت يوم الثلاثاء، والتي أظهرت اتساع العجز التجاري الأمريكي في السلع بشكل طفيف في فبراير / شباط مع انخفاض الصادرات، مما شكّل عبئًا على النمو الاقتصادي في الربع الأول.

ارتفع الين الياباني على الرغم من كونه تقليديًا أيضًا ملاذًا آمنًا، حيث أشار المحللون إلى انتعاش في التدفقات قبل نهاية السنة المالية اليابانية يوم الجمعة.

انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له عند 130.415 ين، بعدما ارتفعت العملة اليابانية بنسبة 0.60% من مستوى 130.795 ين للدولار. لقد أدى ذلك إلى خسارة الدولار معظم مكاسبه، حيث تراجع بنسبة 0.64% مقابل الين في الجلسة السابقة، والتي تتبع ارتفاعًا كبيرًا في عوائد السندات الحكومية الأمريكية.

وقال محللون أن الشركات اليابانية من المرجح أن تبيع سندات أجنبية لتعزيز ميزانياتها العامة.

قال بارت واكباياشي مدير أحد فروع ستيت ستريت (State Street) في طوكيو أنه في نهاية العام المالي الياباني يكون “هناك بعض التدفقات من أموال اليابانيين المعادة إلى الوطن”. مضيفًا: “إذا كان الأمر كذلك، فغالبًا ما ستكون هذه التدفقات لمرة واحدة، وبعد ذلك سنعود إلى الأساسيات، والتي تتبع بشكل أساسي العوائد”.

حذر مايكل براون من أن عمليات البيع المكثفة الأخيرة للدولار ربما تكون مبالغًا فيها – فقد انخفض الدولار أكثر من 3% من أعلى مستوياته في مارس / آذار مقابل سلة من العملات.

وقال براون: “يبدو أن السوق قد تحرك بعيدًا جدًا وبسرعة كبيرة في إعادة التسعير المتشائم لتوقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لا سيما عندما يصر صناع السياسة على أن التخفيضات (في أسعار الفائدة) لن تحدث هذا العام”.

وقال: “إذا خمدت الأزمة المصرفية – كما يبدو – فمن المفترض أن يشجع ذلك الاحتياطي الفيدرالي على الاحتفاظ بموقفه المتشدد، مما يعزز الدولار”.

في الأسبوع الماضي، رفعت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعًا، لكنها اتخذت موقفًا حذرًا بشأن التوقعات بسبب اضطراب القطاع المصرفي. مع ذلك، أبقى جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الباب مفتوحًا لمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة إذا لزم الأمر.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% خلال اليوم، حيث كان يحوم حول أعلى مستوى له في شهرين، حيث قال بنك إنجلترا أن بريطانيا لا تعاني من ضغوط مرتبطة بزوال بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) وكريدي سويس (Credit Suisse).

أما فيما يتعلق بالعملات المشفرة، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 0.81% لتصل إلى 27,362 دولارًا، لتتعافى من تراجع بنسبة 3% في الجلسة السابقة، والتي تأثرت بالمشكلات التي حدثت في باينانس (Binance) أكبر منصة تداول للعملات المشفرة في العالم.

تم رفع دعوى على باينانس (Binance) ومؤسسها من قبل لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية. كما عانت البورصة من خلل فني يوم الاثنين أجبرها على تعليق بعض العمليات مؤقتًا.

اقرأ أيضًا 3 صناديق متداولة ذات استراتيجيات قيمة يمكن الاستثمار فيها هذا العام

المصدر: رويترز