ينمو استهلاك القهوة الصينية بسرعة، مما يحفز المنافسة الشديدة بين سلاسل القهوة المحلية والأجنبية التي افتتحت آلاف متاجر العلامات التجارية في الأشهر الأخيرة وتجاوزت عدد متاجر القهوة في الولايات المتحدة.

ويتوقع المحللون أن يكون تعطش الصين المتزايد للقهوة هو المحرك الرئيسي للطلب المستقبلي على حبوب البن مع توسع المقاهي خارج بكين وشانغهاي إلى عشرات المدن المتوسطة الحجم حيث يستعد المهنيون الشباب للمشروبات.

ويشكل الطلب المتزايد على القهوة في الصين فرصة للسلاسل الدولية مثل ستاربكس وتيم هورتونز التي تستثمر بكثافة في الصين، على الرغم من أنها تواجه تحديا حادا من العلامات التجارية المحلية سريعة التوسع.

وتظهر بيانات من المنظمة الدولية للقهوة أرسلت إلى رويترز أن استهلاك القهوة في الصين نما بنسبة 15% في موسم العام المنتهي في سبتمبر مقارنة بالدورة السابقة إلى 3.08 مليون كيس.

وقال جيسون يو، المدير الإداري لشركة كانتار وورلدبانيل لأبحاث السوق في الصين الكبرى، إن “المستهلك الصيني يتبنى بشكل متزايد أنماط الحياة الغربية ومن الواضح أن القهوة هي أحد المشروبات التي تمثل ذلك”.

ارتفع عدد مقاهي العلامات التجارية في الصين بنسبة مذهلة بلغت 58٪ في الأشهر الـ 12 الماضية ليصل إلى 49691 منفذًا، وفقًا لمجموعة أليغرا، وهي شركة تتعقب نمو سلاسل المقاهي.

وقال ماثيو باري، محلل المشروبات في يورومونيتور، إن هناك منافسة شديدة بين السلاسل المحلية والسلاسل الدولية. وقال إن كل شركة تحاول الحصول على أكبر حصة ممكنة من السوق المتنامية.

وتقدر مجموعة أليجرا أن شركة لوكين كوفي (Luckin Coffee) الصينية أضافت 5059 متجرًا في الأشهر الـ 12 الماضية، بينما افتتحت سلسلة صينية أخرى، وهي كوتين كوفي (Cotti Coffee)، 6004 منفذ في هذه الفترة.

وقال باري: “حجم الفرصة كبير بحيث يتعين على كل من (السلاسل المحلية والدولية) أن تكون عدوانية للغاية في مواجهة بعضها البعض، وأعتقد أن ذلك يجب أن يضمن سوقًا ديناميكية للغاية في السنوات القليلة المقبلة”.

افتتحت شركة ستاربكس، ومقرها الولايات المتحدة، 700 متجر في الصين في العام الماضي، وقالت إنها في طريقها لتشغيل حوالي 9000 متجر في البلاد بحلول عام 2025، بينما يخطط تيم هورتونز الكندي لافتتاح 3000 متجر في البلاد خلال أربع سنوات. .

قال الرئيس التنفيذي جيني غاو خلال مكالمة أرباح الربع الثالث للشركة إن الاستيلاء على الحصة السوقية هو أحد الأهداف الأساسية لشركة لوكين.

وقال جيسون يو إن افتتاح المتاجر يحدث الآن في المدن الصغيرة في الصين، والتي لا يزال عدد سكانها بالملايين.

وقال “هذا يعني في الأساس أنه في تلك الأماكن لا يزال هناك الكثير من المساحة البيضاء لنمو سلاسل المقاهي”.

وقال زيشي تشاو، وهو طالب في بكين يبلغ من العمر 20 عاما، إنه يشرب القهوة كل يوم.

قال: “لقد بدأت الشرب عندما ذهبت إلى الكلية”. وأضاف: “أنا لا أشرب الشاي كثيرًا بشكل عام، لكن أمي وأبي وجدتي جميعهم يشربون الشاي.”

وقال روكوان تشاو، وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما من بكين، إن شرب القهوة كان جزءا من نمط الحياة للشباب في الصين، الذين يرحبون بزيادة الكافيين.

مزارعون سعداء

يعد هذا التطور بمثابة أخبار جيدة لمنتجي القهوة الذين يستفيدون بالفعل من الأسعار المرتفعة بسبب سوء الأحوال الجوية في بعض مناطق الزراعة. يتم تداول العقود الآجلة للقهوة العربية بالقرب من أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر، في حين سجلت قهوة روبوستا أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا الأسبوع الماضي.

تستورد الصين القهوة في الغالب من أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

قالت مجموعة مصدري البن البرازيلية “سيكافيه” إن الشحنات إلى الصين ستتضاعف ثلاث مرات تقريبًا في عام 2023 لتتجاوز مليون كيس للمرة الأولى، مما يجعل الصين ثامن أكبر سوق لها.

وترى وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين ستستخدم 5 ملايين كيس من القهوة في الموسم الجديد (2023/24)، مما يجعلها سابع أكبر مستهلك في العالم.

ولا يزال استهلاك القهوة الصينية ضئيلا بالمقارنة مع كبار المستهلكين في الولايات المتحدة والبرازيل الذين يستخدمون أكثر من 20 مليون كيس سنويا. لكن الطلب المتزايد يشير إلى أن الصين تشهد تغيرا ثقافيا مماثلا لما حدث في الدول الآسيوية الأخرى المحبة للشاي بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية.

اقرأ أيضًا الصين تهدف إلى توسيع الطلب المحلي وضمان الانتعاش السريع

المصدر: رويترز