كانت بورصة نيويورك أول بورصة أمريكية كبرى، وقد تم تأسيسها رسميًا في عام 1792. ولكن يمكن للبلاد تتبع تاريخ سوقها المالي حتى القرن السابع عشر. على مدى قرون، أثبت الاستثمار في الأسهم أنه وسيلة فعالة لتوليد ثروة طويلة الأجل.
لقد عزز العقدان الماضيان هذا السجل الحافل، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى الحجم الهائل لشركات التكنولوجيا التي ظهرت على الساحة، والتي تخدم عددًا أكبر من العملاء وتنمو بسرعة أكبر من الشركات التي سبقتها.
وللتأكد من ذلك، يحتاج المستثمرون فقط إلى إلقاء نظرة على مؤشر ناسداك 100. لقد نمت قيمة المؤشر الذي يركز على قطاع التكنولوجيا بنحو 12 ضعفًا على مدار العشرين عامًا الماضية، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) القياسي.
هناك سهمين يعززان نتائجهما المالية بسرعة كافية لتوليد عائد يقدر بخمسة أضعاف الرقم الحالي خلال العقد المقبل. هذا يعني أن كل منهم لديه القدرة على تحويل استثمار بقيمة 200,000 دولار إلى مليون دولار. لكن المستثمرين لا يحتاجون إلى هذا القدر الكبير من المال للبدء في هذه الأسهم، يمكنهم اعتماد محفظة نمو بأي حجم.
كراود سترايك (CrowdStrike Holdings Inc)
أصبح الأمن السيبراني أحد أهم الصناعات في العالم. تستخدم المزيد من الشركات التكنولوجيا السحابية للوصول إلى عملائها عبر الإنترنت، وتحويل عملياتها إلى المجال الرقمي، مما يجعلها أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية. تثق آلاف الشركات في كراود سترايك (CrowdStrike) للتخفيف من هذه التهديدات، وإليك السبب.
تتخصص الشركة في حماية نقاط النهاية لأن البيانات تُظهر أن هذا هو بالضبط المكان الذي تنشأ فيه العديد من الخروقات الأمنية. قد يكون لدى مؤسسة كبيرة مئات الآلاف من الموظفين يستخدم كل منهم أجهزة كمبيوتر أو أجهزة محمولة، وهي بمثابة نقاط وصول سهلة للمخترقين. يمكن للقراصنة استهداف رسائل البريد الإلكتروني للموظفين وأنظمة المراسلة الداخلية وحتى بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة بهم.
إن تأمين أجهزة المستخدمين هو التركيز الأساسي لكراود سترايك (CrowdStrike)، ولكنها تقدم حلولًا عبر مجموعة الأمن السيبراني بأكملها، من السحابة إلى عمليات تكنولوجيا المعلومات إلى المراقبة.
تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي لأتمتة الحماية لمستخدميها. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تتم تغذيتها بـ 2 تريليون حدث يوميًا من العالم الحقيقي، فإن تقنيتها تزداد ذكاءً ودقة بمرور الوقت. إن الشركة تمثل عجلة الموازنة الابتكارية التي تدور بشكل أسرع مع انضمام المزيد من العملاء إلى نظام كراود سترايك (CrowdStrike)، وحتى الآن، هناك 23,019 شركة تعتمد عليها.
استنادًا إلى إيرادات كراود سترايك (CrowdStrike) البالغة 2.2 مليار دولار للسنة المالية 2023 (التي انتهت في 31 يناير / كانون الثاني) والقيمة السوقية للشركة البالغة 32 مليار دولار، يتم تداول أسهمها بمعدل سعر إلى مبيعات يبلغ 14.2. وبافتراض أن هذه النسبة ستظل ثابتة خلال السنوات العشر القادمة، سيتعين على كراود سترايك (CrowdStrike) (أو أي شركة أخرى) زيادة إيراداتها بنسبة 17.5% كل عام من الآن وحتى ذلك الحين حتى يرتفع سهمها بخمسة أضعاف.
في الوقت الحالي، تتجاوز كراود سترايك (CrowdStrike) هذه السرعة بقوة. لقد حققت الشركة إيرادات بلغت 52.7 مليون دولار فقط في السنة المالية 2017، مما يعني أنها نمت بمعدل سنوي مركب قدره 86.8 % منذ ذلك الحين. من المؤكد أنه مع زيادة حجم الشركة، يتباطأ نموها بشكل طبيعي لأنه من الصعب تحقيق النمو من خلال أرقام أساسية أكبر. إن نمو عائدات كراود سترايك (CrowdStrike) قد يتباطأ بشكل كبير، ولكن سيكون لدى السهم قدرة على تحويل 200,000 دولار إلى مليون دولار خلال العقد المقبل.
دولينغو (Duolingo Inc)
لقد لمست التكنولوجيا كل صناعة تقريبًا على وجه الأرض، ولكن لها تأثير أكبر على بعضها أكثر من غيرها. إن التعليم هو أحد المجالات التي تغيرت حقًا بفضل الرقمنة، ويقود دولينغو (Duolingo) المهمة في قطاع واحد على وجه الخصوص.
إن تعلم لغة ثانية هو حلم لكثير من الناس. يرغب البعض في تعلم لغة عالمية (مثل اللغة الإنجليزية) لأنها يمكن أن تؤدي إلى فرص عمل أفضل والبعض الآخر يرغب في تعلم لغة أجنبية قبل السفر إلى الخارج. ولكن من لديه الوقت لقضاء عام (أو أكثر) في أخذ الدروس في الفصول الدراسي؟ ومع ذلك، ماذا لو كانت هذه الدروس دائمًا في جيبك، وكانت التجربة أقرب إلى اللعب؟
لقد قامت دولينغو (Duolingo) ببناء منصة تعليم لغة محببة مصممة للهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، ويستخدمها الآن 60.7 مليون شخص كل شهر. إنه مجاني، ولكنه يولد إيرادات عن طريق بيع الاشتراكات للجزء الصغير (ولكن سريع النمو) من قاعدة مستخدميه المستعدين للدفع للولوج إلى ميزات إضافية. في نهاية عام 2022، كان 4.2 مليون شخص يدفعون اشتراكات دولينغو (Duolingo)، وهو رقم ارتفع بنسبة 67% على أساس سنوي.
لكن فرص تسييل دولينغو (Duolingo) قد تكون مهيأة لتحقيق نمو كبير بفضل التقديم الأخير لاشتراك ماكس (Max) الجديد، والذي يستغل قوة الذكاء الاصطناعي. لقد دخل دولينغو (Duolingo) في شراكة مع أوبن ايه آي (OpenAI) – مبتكرة روبوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT) عبر الإنترنت – لتقديم ميزتين جديدتين: شرح الإجابات، التي توفر ملاحظات مخصصة للمستخدمين استنادًا إلى أخطائهم، وميزة رول بلاي (Roleplay) التي تعمل كشريك متحدث لمساعدة المستخدمين على تطوير مهارات التخاطب.
حققت دولينغو (Duolingo) إيرادات سنوية بلغت 70.7 مليون دولار في عام 2019، وبحلول عام 2022، نمت إيراداتها إلى 369.5 مليون دولار بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 73.5%.
تذكر أنه يتعين عليها فقط زيادة إيراداتها بمعدل سنوي قدره 17.5% للسنوات العشر القادمة لزيادة أسهمها بمقدار خمسة أضعاف، على افتراض أن نسبة السعر إلى المبيعات تظل ثابتة. لذلك، لا يزال بإمكان الشركة الوصول إلى هناك حتى لو تباطأ نموها بشكل كبير مع زيادة حجم قاعدتها.
ومع وجود ما يقدر بنحو ملياري شخص يتعلمون اللغات حول العالم، فإن هذه الشركة تستحوذ على حصة صغيرة فقط من سوق كبير أمامها.
0 تعليق