هناك نقاش محتدم في وول ستريت حول الوضع الرسمي لسوق الأسهم. في يونيو / حزيران 2022، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) القياسي منخفضًا بنسبة 20% عن أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو ما يمثل بداية سوق هابطة فنية. تم الاتفاق على هذا القدر، واستمر السوق في الانزلاق حتى أكتوبر / تشرين الأول 2022.

لكن المؤشر ارتد مرة أخرى هذا العام، وارتفع مؤخرًا بأكثر من 20% من أدنى مستوى له في أكتوبر / تشرين الأول. سارع بنك أوف أميركا (Bank of America) إلى الإعلان عن بداية سوق صاعدة جديدة، لكن المتخصصين الآخرين في السوق يؤكدون أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) يحتاج إلى الوصول إلى مستوى جديد قياسي قبل أن يكتسب هذا الوضع الرسمي.

لكن لا ينبغي أن يقلق المستثمرون المبتدئون، لأنه بطريقة أو بأخرى، يظهر التاريخ أن سوق الأسهم تعود دائمًا إلى مستويات عالية جديدة مع إعطاء الوقت الكافي. مع ذلك، لا تزال العديد من الأسهم تتداول بخصومات كبيرة إلى أفضل مستوياتها على الإطلاق، وقد تكون هذه فرصة للشراء قبل أن يبدأ السوق الصاعد التالي (متى كان ذلك ممكنًا).

إن شركة التكنولوجيا العقارية ريدفين (Redfin)  هي واحدة من هذه الأسهم. لقد انخفض بنسبة 88% عن أعلى مستوى له في عام 2021 بسبب مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ سوق الإسكان. ولكن عندما يرتفع سوق الأسهم في نهاية المطاف إلى مستويات قياسية جديدة، فمن المحتمل أن يتزامن ذلك مع تحسن الاقتصاد، بما في ذلك سوق الإسكان المحسن.

إن القول بأن أعمال ريدفين (Redfin) عانت مؤخرًا سيكون بمثابة وصف مختصر لما حدث. في عام 2022، شرع الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة في الحملة الأكثر عدوانية لرفع أسعار الفائدة في تاريخه من أجل ترويض أعلى معدل للتضخم في 40 عامًا. وقد أدى ذلك إلى كبح جماح سوق الإسكان، الذي كان قويًا طوال عامي 2020 و2021 بفضل معدلات الرهن العقاري المنخفضة شبه القياسية وموجات التحفيز الحكومي المرتبطة بالوباء.

تم إجبار ريدفين (Redfin) على إغلاق قسم ريدفين ناو آي باينغ (RedfinNow iBuying) الخاص بها في أواخر عام 2022 بسبب البيئة المتغيرة. وقد شمل ذلك قيام الشركة بشراء المنازل مباشرة من البائعين الراغبين بقصد التقليب من أجل الربح. ولكن مع تباطؤ أسعار العقارات، خاطرت الشركة بخسارة مبالغ كبيرة من مخزونها من الممتلكات. شكّل الشراء المباشر أكثر من 50% من إجمالي إيرادات ريدفين (Redfin)، لذا لن يكون سد هذه الفجوة أمرًا سهلاً.

عادت ريدفين (Redfin) للتركيز على قطاعات الخدمات والوساطة العقارية الناجحة للغاية. في الربع الثاني، كان لديها 1.792 وكيلاً رئيسياً يغطون 98% من السوق الجغرافي للولايات المتحدة، ولكن هذا أقل من 2640 وكيلاً في نفس الربع من العام الماضي. قلصت الشركة قوتها العاملة في محاولة لخفض التكاليف، مما أدى إلى خسارة صغيرة في حصتها في السوق. مثلت ريدفين (Redfin) نسبة 0.75% من جميع المنازل المباعة في جميع أنحاء أمريكا في الربع الثاني، بانخفاض من 0.83% في الفترة نفسها من العام الماضي.

تتوقع ريدفين (Redfin) أن تتعافى حصتها السوقية في النصف الثاني من عام 2023 لأنها تشهد زيادة طفيفة في حصتها من حركة المرور عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم أدوات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) لتقديم تجربة بحث أكثر كفاءة للمشترين. يحتوي ريدفين (Redfin) الآن على مكون إضافي لبرنامج تشات جي بي تي (ChatGPT)، والذي يعمل كمساعد افتراضي لتعزيز قوائم خصائص المستخدمين ضمن معايير محددة قاموا بتعيينها. من المفترض أن يساعد ذلك المستخدمين على تجنب قضاء ساعات طويلة في التمرير على مواقع الويب العقارية.

حققت ريدفين (Redfin) أرباحًا بقيمة 275.6 مليون دولار أمريكي خلال الربع الثاني، والتي انخفضت بنسبة 21% على أساس سنوي، لكنها كانت في نطاق توجيهاتها السابقة. استبعدت الشركة الآن أرقام آي باينغ (iBuying) من مقارنات السنة السابقة، حيث أنه إذا تم تضمينها، لكان الانخفاض في إجمالي الإيرادات وصل إلى 54%.

ولكن حيث تفوقت ريدفين (Redfin) على التوقعات كان في المحصلة. أخبرت الشركة المستثمرين أنها قد تخسر ما بين 35 مليون دولار و44 مليون دولار في الربع الثاني، لكنها انتهت بخسارة 27.4 مليون دولار فقط. كانت تلك الخسارة أقل بنسبة 65% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، وهو دليل على تخفيضات ريدفين (Redfin) في التكاليف والإدارة الدقيقة للمصاريف.

لقد خيبت الشركة آمال المستثمرين بتوجيهاتها المستقبلية، على الرغم من ذلك، وانخفض سهمها بنسبة 24% بعد صدور تقرير الربع الثاني نتيجة لذلك. كانت تخطط لتحقيق نقطة التعادل على أساس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في عام 2023، لكن الانخفاض في سوق الإسكان كان أكثر وضوحًا مما توقعته الشركة. وتتوقع الآن تحقيق هذا الإنجاز في وقت ما خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، مما يعني أن الأمر قد يستغرق حتى الربع الثاني من عام 2024 للوصول إلى هناك.

أما السبب الذي اعتبر خيبة أمل كبيرة فهو أن الرصيد النقدي لشركة ريدفين (Redfin) يتضاءل. تمتلك الشركة حوالي 220 مليون دولار فقط من النقد والمكافئات والاستثمارات قصيرة الأجل في ميزانيتها العامة، مما يعني أن هناك خطرًا قد تضطر إلى زيادة رأس المال إذا مددت جدولها الزمني لكسر التعادل مرة أخرى. سيؤدي ذلك إلى إضعاف المستثمرين الحاليين، مما قد يؤدي إلى انخفاض سعر سهم ريدفين (Redfin).

وضعت ريدفين (Redfin) أعمالها لتحقيق توازن صحي بين النمو والربحية بمجرد انتعاش سوق الإسكان. قد لا يحدث ذلك حتى العام المقبل، وهو الوقت الذي يتوقع فيه بعض الخبراء أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

لكن الانتظار حتى ذلك الحين لشراء أسهم ريدفين (Redfin) قد يؤدي إلى دفع المستثمرين سعرًا أعلى بكثير من السعر الذي يتم تداوله فيه اليوم. تقدر قيمة الشركة بـ 1.2 مليار دولار حتى كتابة هذه السطور، ويتوقع محللو وول ستريت أنها ستحقق إيرادات بقيمة 1.14 مليار دولار لعام 2023 بأكمله. وهذا يعني أن السهم يتم تداوله بنسبة سعر إلى مبيعات عند حوالي 1، وهو تقييم منخفض للغاية بالنظر إلى أنه تم تداوله عند نسبة وصلت إلى 7.7 في الماضي.

أود أن أزعم أنه بغض النظر عن التحديات قصيرة المدى، فإن ريدفين (Redfin) ستخرج من هذه الفترة كشركة أفضل بكثير. إن لديها فرصة حقيقية لتحقيق أرباح في العام المقبل، خاصة مع عدم وجود آي باينغ (iBuying). تعتبر السمسرة والخدمات مثل الرهون العقارية خفيفة رأس المال، لذلك عندما يتعافى سوق الإسكان وتنمو عائدات ريدفين (Redfin)، من المفترض أن تتسارع ربحيتها.

مع انخفاض سهم ريدفين (Redfin) بشكل حاد من أعلى مستوياته على الإطلاق، أعتقد أن مقابل المخاطرة والمكافأة منطقي في ظل بيئة اقتصادية قد تكون أكثر ملاءمة لقطاع العقارات في العام المقبل.

اقرأ أيضًا ارتفاع سهم لوسيد رغم النتائج الضعيفة

المصدر: ذا موتلي فول