قبل عامين فقط، في قصة غلاف عن الحالة المالية، افتتحت القصة مع راعي بقر وهو يغني أغنية ثنائية عن دودة ثلاثية الأبعاد في تايمز سكوير مرتديًا ملابس متطابقة. كان الغلاف يروج حينها للاهتمام برمز معين غير قابل للاستبدال. إذا كنت لا تعرف ما هي هذه الرموز، فهي رموز فريدة من نوعها وقابلة للتداول، وهي رموز نادرة رقمية مخصصة للتداول، في الأساس. إذا كنت تتساءل لماذا يشتري شخص ما مثل هذا الشيء، فذلك بسبب أ) ارتفاع أسعار البعض منهم في ذلك الوقت، و ب) الأشخاص الذين يروجون لها استخدموا وجوه القرود الكرتونية وما إلى ذلك لجعلهم أكثر أناقة. وإذا كنت تعتقد أن هذا يبدو أكثر جنونًا من العملات المشفرة، فقد فهمت هذه النقطة.

أنا متأكد تمامًا من أن راعي البقر لا يزال موجودًا، فهو لاعب أساسي في وسط مانهاتن. لكن لا أستطيع أن أتذكر الإشارة الأخيرة إلى الرموز غير القابلة للاستبدال.

ولا تزال العملات المشفرة متداولة بطبيعة الحال، ولكن قيمتها الإجمالية انخفضت من 3 تريليون دولار إلى ما يزيد قليلا عن تريليون دولار، أي تقريبًا من المعروض النقدي في المملكة المتحدة إلى المعروض النقدي في كندا. لم يعد تحرك أسهم الميم كما كان من قبل. من المؤكد أن متداولي الإنترنت سيأخذون أسهم النمو المكسورة مثل كارفانا (Carvana) أحيانًا في رحلة. لكنهم اعتادوا أن يتمتعوا بروح الدعابة، حيث كانوا يديرون أسهم الشركة الخطأ التي تحمل اسم زوم (Zoom)، على سبيل المثال، أو يستثمرون في شركة وهمية مرتبطة بسلسلة تأجير الفيديو بلوك باستر (Blockbuster).

لقد ساهمت أسعار الفائدة المرتفعة في إزالة قدر كبير من كل هذا الجنون. قبل عامين، كان الاحتياطي الفيدرالي يستهدف سعر فائدة أساسي يتراوح بين 0% إلى 0.25%. الآن وصل هذا السعر إلى 5.25% إلى 5.5%. وفجأة، أصبح تحويل الودائع المدرة للفائدة إلى مضاربة تكلف أموالًا حقيقية. وفي الوقت نفسه، ظلت أسعار الاستثمارات العادية مقبولة كما كانت منذ سنوات، مع استثناء محتمل لعدد قليل من الأسهم الأمريكية.

يدفع صندوق مؤشر السندات الأمريكية البسيط مثل الصندوق المتداول فانغارد توتال بوند ماركت (Vanguard Total Bond Market)، أو نقطة أكثر من القراءة الأخيرة للتضخم على أساس سنوي. ترك صناع السياسة في الأسبوع الماضي أسعار الفائدة دون تغيير، لكنهم أبقوا الباب مفتوحًا أمام احتمال رفع آخر، وأشاروا إلى أنهم يتوقعون أن تظل أسعار الفائدة أعلى من مستويات ما قبل الوباء لسنوات أطول. تشير كاثي جونز الخبيرة الاستراتيجية للدخل الثابت لدى تشارلز شواب (Charles Schwab) إلى أن عوائد سندات الخزانة ستميل إلى الوصول إلى الذروة قبل آخر رفع لسعر الفائدة في الدورة. وترى الآن أن الوقت مناسب لتأمين عوائد السندات قبل أن تنخفض.

يقدم روبرت تيب كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة بي جي آي إم فيكسيد إنكوم (PGIM Fixed Income) نصائح لمشتري السندات التكتيكية، ويقول إن منتصف منحنى العائد يبدو أنه قد أخذ في الاعتبار توقعات انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل بشكل كامل أكثر من بقية المنحنى. وإذا لم تنخفض أسعار الفائدة، فقد تخضع هذه السندات إلى “عمليات تجديد”. وهذا هو المكان الذي تنخفض فيه الأسعار بلطف مع تقدم عمر السندات لتتناسب مع العوائد المرتفعة المتوفرة الآن على الإصدارات الأقصر. وللحد من احتمالية التراكم، يوصي تيب باتباع نهج ثابت يركز على السندات الأقصر من عامين والأطول من 10 سنوات.

لكن المستثمرين الأقل تكتيكا الذين يشترون ببساطة سلة واسعة من السندات عالية الجودة من المرجح أن يكونوا سعداء بما فيه الكفاية بنتائجهم، كما يقول تيب. والذي يقول: “العائد هو القدر”، مما يعني أن العائدات الأولية هي مؤشر جيد جدًا للنتائج المستقبلية. ويقول إن العديد من المستثمرين لديهم القليل جدا من السندات الآن، إما لأنهم تخلصوا منها عندما كانت العائدات منخفضة للغاية، ولم يعودوا إليها، أو ببساطة لأن الأسهم تفوقت بشكل حاد على السندات في الآونة الأخيرة.

تقول غابرييلا سانتوس الخبيرة  الاستراتيجية في السوق العالمية في جي بي مورغان أسيت مانجمنت (J.P. Morgan Asset Management)، إن هذا هو الوقت المناسب لمستثمري الأسهم الأمريكية لتحويل الأموال إلى الأسواق الخارجية. الأسعار جذابة. لقد تم تداول مؤشر آي شيرز مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال (iShares MSCI) في منطقة اليورو مؤخراً بمعدل 12 ضعف الأرباح المتوقعة لهذا العام، ومؤشر آي شيرز مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال (iShares MSCI) في اليابان بمعدل 16 ضغف، مقابل 20 مرة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) للأسهم الأمريكية. تقول سانتوس إن الدولار الأمريكي، بعد 14 عامًا من القوة، يمكن أن يتخلى عن مكانته أمام اليورو والين، مما يزيد من العائدات الخارجية. وكان هناك أيضاً تحول في سلوك الشركات في الخارج. تقول سانتوس: “اكتشفت أوروبا واليابان الخلطة السرية لعمليات إعادة الشراء باعتبارها شيئًا لا يؤدي إلى تحسين ربحية السهم ميكانيكيًا فحسب، بل أيضا شيء يكافئه المساهمون في نهاية المطاف”.

وحتى الأسهم الأمريكية يمكن أن تستمر في التألق. في الأسبوع الماضي، توقعت بنك أوف أميركا ريسيرش (BofA Research) تحقيق مكاسب إضافية بنسبة 4% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بحلول نهاية العام. إن العائدات المرتفعة ليست بالضرورة عائقًا؛ وتشير الشركة إلى أنه في الفترة من منتصف الثمانينيات إلى عام 2008، كانت أسعار الفائدة الحقيقية أعلى بما يزيد عن نقطة واحدة مما هي عليه الآن، وكانت عائدات الأسهم تبلغ 15% سنويًا. كما أن الشركات، على عكس السندات، يمكنها دائمًا إجراء تغييرات. أعلنت ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) هذا العام عن تخفيضات في التكاليف وإعادة شراء الأسهم، وارتفعت توقعات أرباح السهم من حوالي 8 دولارات إلى أكثر من 13 دولارًا.

ما يجعل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) باهظ الثمن نسبيًا، بطبيعة الحال، إنها التقييمات المنتفخة لسبع شركات تكنولوجيا ذات أوزان مؤشر كبيرة. إن بنك أوف أميركا ريسيرش (BofA Research) متفائل بشكل خاص بشأن النسخة ذات الوزن المتساوي للمؤشر، مثل تلك التي تدعم الصندوق المتداول إنفيسكو ستاندرد آند بورز  500 إيكوال ويت (Invesco S&P 500 Equal Weight). وقد تم تداولها مؤخرًا بأقل من 16 ضعف الأرباح المتوقعة لهذا العام.

أعلن بنك أوف أميركا ريسيرش (BofA Research) إن فجوة التقييم بين المؤشر المتساوي الوزن والأسهم السبعة الأولى في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) العادي هي الأكبر منذ فقاعة أسهم الدوت كوم في أواخر التسعينيات. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الربع الثاني قد سجل أدنى مستوياته في دورة الأرباح الحالية، ويميل جزء التعافي من الدورة – الذي قد نكون فيه الآن – إلى تفضيل ميل القيمة لمؤشر الوزن المتساوي.

يوجد في مكان ما مزيج من الأصول التي يمكن أن تؤدي أداءً جيدًا على مدار العقد المقبل حتى بدون حالة أسهم الميم أو الترويج للرموز غير القابلة للاستبدال. على الرغم من ذلك، إذا كنت تريد التحوط، فأنا متأكد من أن إنشاء محفظة مؤشر متساوية الوزن مقابل رسوم معقولة سيكون حل جيد.

اقرأ أيضًا باحثون يابانيون يطورون آلية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود نظيف

المصدر: بارونز