تعهدت شركة المرافق الألمانية إن بي فيه (EnBW) هذا الأسبوع بتخصيص مليار يورو (1.08 مليار دولار) لبناء خطوط أنابيب لنقل الهيدروجين النظيف كجزء من خطة لشبكة وطنية ستبدأ عملياتها التجارية بحلول عام 2032.

تراهن ألمانيا على الهيدروجين الأخضر، المنتج من خلال التحليل الكهربائي المدفوع بطاقة الرياح والطاقة الشمسية كبديل للوقود الأحفوري.

بالنسبة للبعض إنها مقامرة وبالنسبة للآخرين مثال رائد عالميًا.

فيما يلي الخطوط العريضة للتقدم حتى الآن:

لماذا تعد ألمانيا مركزية لخطط الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي؟

تقود ألمانيا تحول الاتحاد الأوروبي نحو طاقة أنظف لأنها أكبر اقتصاد ومصدر في الكتلة، مع الاعتماد على الصناعة في ثلث ناتجها الوطني الإجمالي.

يقول أنصار الوقود إنه سيمكن المنتجات الألمانية، مثل السيارات أو الصلب، من المنافسة بشكل أكثر فعالية مع تصاعد الضغوط من بعض المستهلكين والمستثمرين للسلع ذات البصمة الكربونية المنخفضة إلى حد كبير.

أصبحت عملية التحول في مجال الطاقة في ألمانيا ملحة بعد انتهاء إمداداتها من الغاز غير المكلف نسبيًا من روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا.

لقد أنتجت الأبحاث والتطوير في البلاد العديد من براءات الاختراع للهيدروجين على مدى العقد الماضي.

ما هي الاستخدامات الأوسع؟

شبكة النقل ليست سوى عنصر واحد في استراتيجية تمتد إلى 10 غيغاواط من القدرة الإنتاجية المحلية واستراتيجية استيراد ستعتمد على الإمدادات من أماكن أخرى في أوروبا والخارج.

ستطرح محطات توليد الطاقة الجديدة التي تعمل بالغاز والتي يمكنها التحول إلى الهيدروجين للمناقصة بحلول نهاية عام 2024 أو أوائل العام المقبل.

تخطط شركات صناعة الصلب والمواد الكيميائية لاستبدال الهيدروجين القائم على الفحم والغاز بالهيدروجين الأخضر، وتضيف شركات المرافق مرافق التحليل الكهربائي والاستيراد إلى محافظ استثماراتها.

من هم الأبطال؟

بعض أكبر اللاعبين هم شركات صناعة الصلب تيسنكروب (Thyssenkrupp) وزالتسغيتر (Salzgitter) وأرسيلور ميتال (ArcelorMittal) والتي تخطط لاستثمار مليارات اليورو في إزالة الكربون من إنتاج الصلب والمراهنة على توفر الهيدروجين.

المرافق العامة من العوامل المؤثرة

تخطط آر فيه إي (RWE) لـ 2 غيغاواط من التحليل الكهربائي و 3 غيغاواط من قدرة الغاز الجاهز للهيدروجين لتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2030. ومن إجمالي استثماراتها البالغة 55 مليار يورو بحلول ذلك التاريخ، هناك 25% تستثمر في مجال الهيدروجين والبطاريات وإنتاج الطاقة المرنة.

أبرمت يونيبر (Uniper) صفقة مع زالتسغيتر (Salzgitter) لتزويدها بالهيدروجين من كسارة الأمونيا في فيلهلمسهافن.

ما هي التكاليف بالنسبة للمستهلكين ودافعي الضرائب؟

تقدر التكلفة الإجمالية لشبكة الهيدروجين، بما في ذلك 9,666 كيلومترًا من خطوط الأنابيب، بنحو 19.7 مليار يورو.

وبإضافة ذلك وإضافة محطات التحليل الكهربائي والقدرة المتجددة لتغذية المحللات الكهربائية والتخزين، قدمت برايس ووتر هاوس كوبرز (PwC) إجماليًا يتراوح بين 65 و80 مليار يورو من التكاليف حتى عام 2030 في الحسابات المقدمة لرويترز.

سيتعين أن يأتي جزء كبير من الأموال من الميزانيات العمومية لشركات المرافق ومن رسوم استخدام الشبكة التي يتحملها المستهلكون ومن عائدات الضرائب حيث أثبت الممولون من القطاع الخاص حتى الآن ترددهم.

قال ديرك نيماير المدير والرئيس التنفيذي للهيدروجين النظيف والوقود البديل في برايس ووتر هاوس كوبرز (PwC) في ألمانيا: “إن القضية التجارية لمشاريع الهيدروجين الألمانية ليست سهلة. تطلب البنوك عملاء وعوائد آمنة، وإذا لم يكن هناك أي احتمال، فلا يمكن إجراء الاستثمارات”.

لماذا الاعتماد على الواردات؟

كانت ألمانيا، التي تفتقر إلى احتياطيات أحفورية، مستوردة للطاقة تقليديًا ولديها بالفعل شبكة من الشركاء.

بالنسبة للهيدروجين يمكنها الاستفادة من العلاقات التجارية القائمة مع بريطانيا والنرويج وهولندا وتبني تحالفات جديدة مع جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، فضلاً عن أستراليا وكندا وتشيلي.

أتاح ماكينزي بيانات لرويترز تظهر أن تكاليف إنتاج الهيدروجين في ألمانيا قد تصل إلى 10 دولارات للكيلوغرام في عام 2030، وهو أعلى من تكلفة 3-8 دولارات للكيلوغرام للواردات حيث يمكن للدول ذات الطاقة المتجددة الرخيصة وتكاليف العمالة المنخفضة أن تصنع الهيدروجين الأخضر بثمن بخس نسبيًا.

تظهر المؤشرات أن الهيدروجين الرمادي المصنوع من الغاز الذي تستخدمه ألمانيا حوالي 42 تيراواط ساعة كل عام، يكلف حوالي 3 دولارات للكيلوغرام.

ماذا تفعل الدول الأخرى؟

من المتوقع أن تزود بريطانيا والدنمرك والنرويج ألمانيا بالهيدروجين الأخضر أو ​​الأزرق. يتم إنتاج الأخير باستخدام الغاز الطبيعي في عملية يتم فيها التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الإنتاج.

لدى إيطاليا وإسبانيا وهولندا استراتيجيات متقنة لأسواقها وأسواق الدول المجاورة.

تستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات وكذلك الصين.

اقرأ أيضًا: كوريا الجنوبية قد تقود الطريق نحو نهضة نووية ناجحة

المصدر: رويترز