ارتفع سعر النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق هذا الأسبوع، وبذلك كسر حاجز 11.000 دولار للطن للمرة الأولى على الإطلاق.

وكانت اللحظة التاريخية تتويجًا لارتفاع دام أشهرًا مدفوعًا بالمضاربةالمالية، حيث توقع المضاربين أن يؤدي نقص العرض إلى ارتفاع الأسعار.

ارتفعت العقود الآجلة للنحاس – التي تسمح للمستثمرين الذين لا يستخدمون المعدن مطلقًا للمراهنة على سعر السلعة – بنسبة 31% في العام الماضي و25% منذ بداية العام حتى الآن، مما أدى إلى تجاوزها عالم تجار السلع الأساسية.

ويُنظر إلى معدن النحاس – الذي يعد الآن أحد أفضل السلع أداءً لهذا العام – كمؤشر رئيسي للاقتصاد العالمي بفضل استخدامه كمادة خام في المنتجات الأساسية مثل بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وخطوط الكهرباء.

ولكن هل يشير هذا الارتفاع إلى زيادة الثقة، وبالتالي ارتفاع مستويات الاستثمار والتصنيع؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا؟

ما وراء ارتفاع النحاس الأخير؟

الإجماع بين المعلقين على سوق النحاس هو أنه في حين أن الارتفاع الأخير في الأسعار يحتوي على قدر معين من “الإشارة” – تغييرات حقيقية في أساسيات السوق – إلا أن هناك أيضًا قدرًا لا بأس به من “ضجيج” المضاربة.

بدءًا من الإشارة، لا يزال تجار النحاس يشعرون بالقلق بشأن التداعيات طويلة المدى لإغلاق منجم النحاس كوبري بنما في أمريكا الجنوبية.

وكان المنجم، الذي بدأ إنتاج المعدن الأحمر في عام 2019، يمثل أكثر من واحد بالمئة من إنتاج النحاس في العالم قبل إغلاقه وسط احتجاجات على بصمته البيئية.

وفي الآونة الأخيرة، تفاقمت هذه المخاوف بشأن العرض بسبب ارتفاع الطلب من الصين، التي تعد إلى حد كبير أكبر مستهلك للمعدن – بفضل الاقتصاد وقطاع التصنيع الذي يبدو أنه في طريقه إلى التعافي بعد بضع سنوات من تباطئ النمو.

ومع ذلك، لا يمكن لأي من هذه الأساسيات المتغيرة أن يفسر الارتفاع السريع للمعدن الأحمر. وبدلًا من ذلك، فإن هذا “الضجيج” ينبع من سببين رئيسيين.

فأولًا، يميل سعر النحاس إلى الارتباط بشكل وثيق إلى حد ما بالسندات الأمريكية، وبما أن العائد من ديون الولايات المتحدة ظل أعلى مما توقعه كثيرون، فقد ارتفعت أسعار النحاس لتعكس ذلك.

في الوقت نفسه، تشهد بعض الجيوب “ضغطًا” حادًا حيث يتم الضغط على البائعين على المكشوف لإعادة شراء مراكزهم بأكثر مما كانوا عليه عندما اعتمدوا مراكز على المكشوف.

ووفقًا لمورغان ستانلي (Morgan Stanley)، فإن هذا يحدث حاليًا في نيويورك.

اهتمام طويل المدى

جاء هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار النحاس عقب ارتفاع طويل المدى في الاهتمام بالنحاس، وذلك بفضل أهميته في البنية التحتية والتقنيات الحيوية لانتقال الطاقة.

بين بداية عام 2016 ومارس/آذار 2020، مال سعر النحاس إلى التحرك بين 2 دولار و3 دولار للرطل. ومنذ ذلك الحين، ومع تزايد إلحاح الانتقال إلى حياد الكربون، ارتفع سعر النحاس جنبًا إلى جنب مع الطلب على السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، وما إلى ذلك.

وما لم يحدث انكماش كبير آخر ــ أو صدمة ضخمة للاقتصاد الصيني ــ فليس هناك ما يشير إلى أن خط الطلب الأساسي سوف يتغير.

اقرأ أيضًا: وان أوردر تدفع خطط التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي

المصدر: أويل برايس