قال إريك مولر الرئيس التنفيذي لبورصة يوركس (Eurex Clearing) لرويترز يوم الخميس أن الضمانات في مواجهة الخسائر المحتملة الملحقة بصفقات المشتقات في يوركس (Eurex) ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ نحو 130 مليار يورو (128 مليار دولار) في مواجهة الأسواق شديدة التقلب والتضخم المستعصي.

الارتفاع الأخير أعلى من 100 مليار يورو تقريبًا، والتي كانت مطلوبة أثناء فترة الوباء الذي تسبب في دمار الأسواق العالمية في أوائل عام 2020. وقال مولر لرويترز أن نماذج المخاطر في يوركس (Eurex) تشير إلى أن البيئة الحالية تعني أن هناك حاجة أكبر لتعزيز السيولة.

وأضاف أن ما يقرب من 40% من إجمالي المتطلبات يرجع إلى استخدام مقايضات أسعار الفائدة، مقارنة بجزء بسيط خلال أزمة كوفيد في عام 2020.

شدد مولر على أن الوقت الحالي ذو خلفية كلية مختلفة عن عام 2020، بالنظر إلى حدوث تحول في دورة الأسعار، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المستمرة ونجاح مبادرات المقاصة الأوروبية.

يذكر أن يوركس كليرينغ (Eurex Clearing) هي جزء من بورصة يوركس (Eurex) التابعة لدويتشه بورزة، وهي واحدة من أكبر بورصات ومقاصة العقود الآجلة والخيارات في أوروبا.

يقول المحللون أن الطلب المتزايد على الضمانات يمكن أن يكون علامة على زيادة قلق المستثمرين، نظرًا لارتفاع التضخم لعقود من الزمان والارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة من البنوك المركزية الرئيسية، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى أزمة طاقة في أوروبا.

قال مولر لرويترز: “في الدخل الثابت كمؤشر تقريبي حاسم جدًا، تضاعفت المتطلبات (للضمانات). لكن النظر إلى تقلب الأسعار في السنوات العشر الماضية، قد لا يكون مؤشرًا جيدًا لما يحدث في السنوات العشر القادمة”.

على سبيل المثال، قفز مؤشر آي سي إي بي أوف ايه موف (ICE BofA Move) – وهو مقياس للتقلب في سوق الدخل الثابت في الولايات المتحدة – الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له منذ مارس / آذار 2020، حيث تراجعت الأسواق البريطانية تحت ضغط البيع الحاد.

يقول سامويل ريلي الرئيس التنفيذي لشركة كليرستريم سكيوريتيز (Clearstream Securities) لرويتز: “إننا نشهد طلبًا أكبر على الضمانات، ولكنه ليس فقط طلبًا بسبب جودة الضمانات … ولكنه أيضًا يعطي القدرة على إعادة استخدام الضمانات، وأن تكون قادرًا على القيام بذلك بطريقة فعالة”.

وأشار إلى زيادة الحديث في القطاع عن “تحسين الضمانات” بشكل عام.

غالبًا ما تستخدم السندات الحكومية ذات التصنيف المرتفع مثل سندات الخزانة الأمريكية أو السندات الألمانية في الأسواق كضمان لجمع الأموال النقدية. وقد أدى ذلك في بعض الأحيان إلى ضغوط على الديون الألمانية المصنفة بدرجة ايه ايه ايه (AAA)، نظرًا لمدى ندرتها بعد سنوات من شراء سندات البنك المركزي الأوروبي.

وقال مولر: “بسبب المطالب على الضمانات وندرة الضمانات عالية الجودة، يتعين على الشركات التأكد من أنها تزيد من الفرص المتاحة لها بالضمانات التي حصلت عليها”.

لقد عانى العديد من صناديق المعاشات التقاعدية عند زيادة عائدات السندات الحكومية البريطانية الأسبوع الماضي، والتي أجبرت بنك إنجلترا على التدخل. واضطرت الصناديق إلى تكديس السيولة لتلبية مطالب الضمانات.

اقرأ أيضًا الهند تخطط لإطلاق روبية رقمية

المصدر: رويترز