كل شيء ليس على ما يرام في شركة تسلا (Tesla)، ويؤكد ذلك رقم التسليم المروع للشركة في الربع الأول.

سلمت تسلا (Tesla) ما يقل قليلًا عن 387,000 وحدة في الربع الأول، بانخفاض حوالي 9% على أساس سنوي. وقد تجاوز الرقم أدنى تقديرات الشارع بحوالي 20 ألف مركبة، واستخدم المحللون كلمات وعبارات مثل “مخيبة للآمال بشكل صادم” و”كارثة تامة” و”ضعيفة” و”مفاجئة” لوصف تقرير الثلاثاء.

لكن السبب وراء هذه الخسارة هو ما يبدو صادمًا حقًا. “لقد أنتجت تسلا (Tesla) عدد 46 ألف سيارة أكثر مما باعتها، مما يشير إلى أنه قد تكون هناك أيضًا مشكلة خطيرة في الطلب”، كما كتب إيمانويل روزنر المحلل في دويتشه بنك (Deutsche Bank).

لا ينبغي أن تكون مفاجأة كاملة. وفي يناير / كانون الثاني، أقرت شركة تسلا (Tesla) بأنها عالقة “بين موجتي نمو رئيسيتين”. بدأت الموجة الأولى بتوسيع منصة الطراز 3 (Model 3) والطراز واي (Model Y)، في حين يجب أن تبدأ الموجة الثانية عند إطلاق الطراز 2 (Model 2) الأقل سعرًا، ربما في عام 2025.

ومع ذلك، فإن الاعتراف بالمشكلة ليس مثل إصلاحها. ولن يكون من السهل تحقيق النمو لشركة تسلا (Tesla) مرة أخرى – بمعدلات نمو يعتبرها المستثمرون مقبولة.

تبدأ المشكلة مع الرئيس التنفيذي إيلون ماسك. لقد “تفاقمت” المشكلات في جهوده لبناء شركة ذكاء اصطناعي خارج تسلا (Tesla)، مع قضية التعويضات التي أنشأها قرار محكمة ديلاوير الذي أبطل حزمة راتبه، والتحرك المحتمل للتأسيس في تكساس، كما كتب ويدبوش (Wedbush) دان آيفز. يود آيفز أن يرى ماسك أكثر تركيزًا على أعمال تسلا (Tesla).

إن أول شيء يمكن أن يفعله ماسك هو تسريع عملية تطوير برنامج الطراز 2 (Model 2). وعندما تصل، فإنها ستدخل السوق العالمية بمركبات كهربائية تعمل بالبطاريات بالكامل يقل سعرها عن 30 ألف دولار من إنتاج شركات بي واي دي (BYD) الصينية، وشاومي (Xiaomi)، وغيرها. يقول غاري بلاك المؤسس المشارك للصندوق المتداول فيوتشر فاند أكتيف (Future Fund Active) والمستثمر في شركة تسلا (Tesla): “يجب عليك شراء السيارة التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار بسرعة”. إن تقرير يوم الجمعة الذي يقول أن شركة تسلا (Tesla) قد أسقطت البرنامج – وهو ما نفاه ماسك بشدة – لا يغير ذلك.

وحتى الإطلاق المتسارع سيستغرق بعض الوقت. ولسد هذه الفجوة، يرغب بلاك في أن تبدأ شركة تسلا (Tesla) في الإعلان للمساعدة في تعزيز المبيعات. لقد انتهى منذ فترة طويلة مستخدمو السيارات الكهربائية الأوائل وأصبح بيع المركبات الكهربائية لمشتري السيارات أكثر صعوبة. وربما يكون أرخص من المزيد من التخفيضات في الأسعار. يقول بلاك: “يحتاج ماسك إلى استراتيجية شبيهة باستراتيجية أبل (Apple) لإقناع السائقين لماذا يجب عليهم استخدام السيارات الكهربائية”.

قد يمثل تباطؤ النمو مشكلة بالنسبة للسهم الذي يتم تداوله بما يقرب من 60 ضعف أرباح 2024 المقدرة. إذا لم تتغير الأمور قريبًا، فإن السهم – الذي انخفض بالفعل بنسبة 33% هذا العام – قد ينخفض ​​أكثر.

ربما لن يحدث ذلك. لقد أنهى سهم تسلا (Tesla) انخفاضًا بنسبة 4.9% عند 166.53 دولارًا يوم الثلاثاء – وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بنسبة 0.7% – وتم تداول الأسهم عند مستوى منخفض بلغ 163.43 دولارًا. تقول كاتي ستوكتون مؤسسة فاير لاند ستراتيجيز (Fairlead Strategies) إن ذلك أدى إلى عودة الدعم عند 164 دولارًا. تحت ذلك، قد يجد السهم دعمًا عند 148 دولارًا، ثم عند 100 دولار، بالقرب من المكان الذي أوصت بارونز عنده بشراء السهم في أوائل عام 2023. على الرغم من استمرار الدعم، ربما بسبب مدى سرعة انخفاض السهم. وتضيف ستوكتون: “أعتقد أن ظروف ذروة البيع ستمنع حدوث انخفاض بهذا الحجم”.

لكن هناك من لهم رأي آخر. ينظر جون روكي المدير الإداري الأول ورئيس الإستراتيجية الفنية في 22 في ريسيرش (22V Research) – الذي توقع انخفاض أواخر عام 2022 والذي انتهى فوق 100 دولار بقليل – إلى هذا المستوى مرة أخرى.

يحب ماسك القول إن قيمة شركته يمكن أن تكون أكثر من قيمة شركتي أبل (Apple) وأرامكو السعودية مجتمعتين. ولكي يتحقق ذلك، يجب أن تكون تسلا (Tesla) مبتكرًا حقيقيًا ومُحدثًا تغييرًا جذريًا. لكنها الآن تشبه شركة تويوتا موتور (Toyota Motor). لا يوجد شيء خاطئ في شركة تويوتا (Toyota)، بالطبع، ولكنها ليست أسهمًا يضع المستثمرون عليها مضاعفًا.

إذا لم يتوصل ماسك إلى شيء ما – وبسرعة – فقد ينتهي بنا الأمر إلى العودة إلى 100 دولار للهم في وقت أقرب مما يعتقد أي شخص.

اقرأ أيضًا ماليزيا تبرز كمنطقة هامة لشركات أشباه الموصلات

المصدر: بارونز