من المقرر أن تبدأ أمازون (Amazon.com) وألفابت (Alphabet) ومايكروسوفت (Microsoft) وميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) بتقديم تقارير أرباح الربع الأول الخاصة بها خلال هذا الأسبوع، وقد تؤدي النتائج إلى تأرجح المؤشرات الأمريكية الرئيسية.

لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تؤثر فيها الشركات على السوق كله. ارتفعت كل من أمازون (Amazon) وألفابت (Alphabet) ومايكروسوفت (Microsoft) وميتا (Meta) بنسب تتراوح بين 18% و70% هذا العام، كما تبلغ قيمتها السوقية المجمعة، حوالي 5.1 تريليون دولار، وهو ما يعادل 15% تقريبًا من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500).

هذه الأسهم لها تأثير كبير على اتجاه ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500)، والذي ارتفع بنسبة 8% تقريبًا هذا العام. بشكل عام، قادت شركات التكنولوجيا الكبيرة الكثير من مكاسب المؤشر: فقد ارتفع الصندوق المتداول إنفيسكو ستاندرد آند بورز 500 إكوال ويت (Invesco S&P 500 Equal Weight Exchange-Traded Fund RSP) – الذي يزن كل سهم في المؤشر بالتساوي – 2.6% فقط حتى الآن هذا العام، على سبيل المقارنة.

كتبت كارول شليف كبير مسؤولي الاستثمار في بي إم أو فاميلي أوفيس (BMO Family Office): “لقد كان اهتمام المستثمرين منصبًا على أرباح البنوك الكبيرة والإقليمية على حد سواء حتى الآن وسيبدأ قريبًا في التحول نحو أرباح التكنولوجيا الكبيرة، حيث كانت هذه الأسهم مسؤولة إلى حد كبير عن مكاسب السوق كله حتى الآن هذا العام”.

يمكن لأرباح شركات التكنولوجيا أيضًا أن تحرك السوق كله بسبب النتائج المالية نفسها. يحرك الإعلان معظم مبيعات ألفابت (Alphabet) وميتا (Meta)، وغالبًا ما يوفر حجم مبيعات إعلاناتهم دليلًا على مستوى إنفاق المستهلكين على مستوى العالم. وينطبق الشيء نفسه على أمازون (Amazon)، التي تحرك مبيعاتها بشكل كبير التجارة الإلكترونية. وفي الوقت نفسه، يقوم عملاء مايكروسوفت (Microsoft) التجاريون أحيانًا بتقليل أو زيادة ميزانياتهم التكنولوجية مع انخفاض أو ارتفاع الطلب الخاص بهم.

قد يولي المستثمرون اهتمامًا خاصًا لهذه الديناميكيات المرتبطة بالطلب، حيث تستعد الشركات لإبطاء الطلب في مواجهة أسعار الفائدة المرتفعة، والتي تهدف إلى تقليل التضخم عن طريق خفض الطلب الاقتصادي.

سيتمكن المشاركون في السوق من معرفة نتائج ألفابت (Alphabet) يوم الثلاثاء، عندما تقدم تقاريرها. يقدر المحللون ربحية السهم وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا بـ 1.08 دولارًا أمريكيًا على مبيعات تبلغ 68.87 مليار دولار أمريكي. ويتوقعون أن تصل مبيعات الإعلانات إلى 53.64 مليار دولار عن هذه الفترة. من المتوقع أن ينمو إجمالي المبيعات بشكل متواضع على أساس سنوي بينما يُنظر إلى ربحية السهم على أنها تنخفض ​​بسبب هامش الربح التشغيلي الصغير، حتى مع عمليات التسريح الأخيرة للعمال. بالنسبة لمستثمري ألفابت (Alphabet)، فإن التركيز الرئيسي يكون على الهوامش وانضباط التكلفة.

تتداول أسهم ألفابت (Alphabet) حاليًا بسعر مرتفع، وهو ما يزيد قليلاً عن 19 ضعفًا لتقديرات ربحية السهم الآجلة، بزيادة من أقل من 17 مرة فقط في بداية العام، لذا فإن التقييم الحالي يعكس التفاؤل بشأن نمو الأرباح المستقبلية، ويترك السهم عرضة لضعف الأداء.

كتب مارك ماهاني المحلل في إيفر كور (Evercore) أن هذه مبيعات الإعلانات قد تكون أقل من التقديرات، نظرًا لأن “عمليات التحقق خلال الربع مختلطة مع البحث، حيث شهد الإنفاق على حلول بايد سيرش (Paid Search) التابعة لمنصة سكاي (Skai) تباطؤًا طفيفًا في الربع الأول، مدفوعًا بشكل أساسي بتباطؤ ملحوظ في مارس / آذار”.

ينتظر مستثمرو مايكروسوفت (Microsoft) أيضًا إعلان الأرباح يوم الثلاثاء. يقدر المحللون أن المبيعات ستنمو بشكل طفيف إلى 51.11 مليار دولار، ولكن مع انخفاض هامش التشغيل، لتصبح ربحية السهم 2.24 دولار، بزيادة بنسين فقط عن نفس الربع من العام الماضي. هذا السهم مرتفع السهم أيضًا، حيث يزيد قليلاً عن 27 ضعف الأرباح مقارنة بما يزيد قليلاً عن 23 مرة في بداية العام.

يريد السوق أن يرى عملاء مايكروسوفت (Microsoft) يُظهرون مستويات جيدة من الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، مما قد يشير إلى طلب قوي في الاقتصاد.

ستكون ميتا (Meta) أيضًا في دائرة الضوء عندما تصدر تقريرًا يوم الأربعاء. يتوقع المحللون انخفاض سنوي في المبيعات إلى 27.62 مليار دولار. وحتى مع تخفيض عدد الموظفين، من المتوقع أن ينخفض ​​الهامش التشغيلي للشركة، لتبلغ ربحية السهم 2.68 دولار، وهو ما يعادل انخفاض بنسبة 26%.

يرغب مستثمرو ميتا (Meta) في رؤية انضباط في التكلفة والتأكد من أن المبيعات لم تتراجع أكثر من المتوقع. يأمل المستثمرون في تحقيق أرباح كبيرة ولكن إذا لم تحقق الأرباح، فقد يكون سهم ميتا (Meta) عرضة لانخفاض حاد. يتم تداول أسهم ميتا (Meta) حاليًا بأرباح تبلغ 20 ضعفًا تقريبًا، بزيادة من أقل من 15 مرة في بداية عام 2023.

أما فيما يتعلق بقلق السوق بشأن الإعلانات والإنفاق الاستهلاكي، كتب براد إريكسون المحلل في آر بي سي (RBC): “نميل إلى التحلي بمزيد من الحذر في تقارير ميتا (Meta) الأسبوع المقبل. لقد أظهرت الفحوصات الأخيرة التي أجريناها بعض التناقض / التراجع غير المتوقع منذ نهاية الربع، مما يجعلنا نغير نغمتنا على المدى القريب”.

تعلن أمازون (Amazon) أيضًا عن نتائجها يوم الخميس، يتوقع المحللون مبيعات بقيمة 124.55 مليار دولار أمريكي وما يقرب من 27 سنتًا من العائد المعدل للسهم. قد يحتاج هذا السهم أيضًا إلى تحقيق أرباح كبيرة، حيث يتم تداوله بأرباح تبلغ 57 ضعفًا مقابل أقل بقليل من 47 مرة في أوائل عام 2023. كما يريد السوق أن يرى مبيعات المتاجر عبر الإنترنت تلبي أو تتفوق على المبيعات المتوقعة، والتي تبلغ 50.69 مليار دولار.

إن هذا الأسبوع مهم لشركات التكنولوجيا الكبيرة، وقد يعني ذلك تحركًا كبيرًا في السوق كله.

اقرأ أيضًا في موسم إعلان الأرباح.. تحركات طفيفة في الأسواق

المصدر: بارونز