لطالما كان الذكاء الاصطناعي موجودًا منذ سنوات، ولكن الابتكارات الأخيرة في هذا المجال استحوذت على خيال الجمهور بالكامل. لقد تصدرت أخبار إطلاق الجيل التالي من روبوتات المحادثة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) وبارد (Bard) الذي طورته ألفابت (Alphabet) عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى بداية السوق الصاعد القادم في قطاع الذكاء الاصطناعي. لقد كان المستثمرون يراقبون هذا التحول التاريخي، وقد شعروا بأن هذا التحول يمثل توجه مستمر لتحقيق الأرباح.
يمكن أن تكون المرحلة التالية من تطوير الذكاء الاصطناعي مربحة بشكل خاص وبعيدة المدى. لقد أجرت آرك إنفستمنت مانجمنت (Ark Investment Management) بعض الحسابات والتقديرات التي ترجح أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تمثل فرصة لتحقيق إيرادات بقيمة 14 تريليون دولار بحلول عام 2030.
حتى أن بعض المليارديرات وصناديق التحوط الأكثر شهرة في وول ستريت قد اقتنصوا بعض الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، متوقعين الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي الحالية. لذا دعونا نلقي نظرة على اثنين من هذه الأسهم التي يقبل عليها المليارديرات بقوة.
ألفابت (Alphabet Inc)
صنع مدير صندوق التحوط والملياردير جورج سوروس اسمًا لنفسه من خلال المراهنات الذكية في وول ستريت. لقد كان يدير سابقًا صندوق كوانتم فاند (Quantum Fund)، الذي كان يولد عوائد تضرب السوق لعقود. علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى أنه جنى أكثر من مليار دولار في يوم واحد من خلال المراهنة على الجنيه الإسترليني.
إن شركة سوروس فاند مانجمنت (Soros Fund Management) ليست غريبة على ألفابت (Alphabet)، فقد استثمرت لأول مرة في أسهمها في عام 2017. ومع ذلك، ففي أواخر العام الماضي، رأى سوروس فرصة وبدأ يراهن بشدة على عملاق البحث ورائد الذكاء الاصطناعي، مضيفًا 743,160 سهمًا آخر من أسهم ألفابت (Alphabet) إلى مركزه، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 1.8 مليون سهم تبلغ قيمتها حاليًا أكثر من 192 مليون دولار وتمثل ما يقرب من 2.1% من محفظته.
كانت الإثارة المحيطة بتشات جي بي تي (ChatGPT) الذي طورته أوبن آي (OpenAI) قوية، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن ألفابت (Alphabet) متخلفة بالفعل في سباق الذكاء الاصطناعي، لكن بالبحث بشكل أعمق نجد بعض الأشياء الرائعة. لقد أطلقت ألفابت (Alphabet) لوغاريتمات باثاوايز لانغويدج موديل (Pathway’s Language Model PaLM) في أوائل عام 2022، وهي تولد ما يصل إلى 540 مليار معلمة. من ناحية أخرى، اللوغاريتمات التي تشغل دوائر نموذج جي بي تي 3.5 (GPT-3.5) (المؤسس لتشات جي بي تي (ChatGPT)) تصل إلى 175 مليار.
للتوضيح، من المحتمل أن يستثمر سوروس في ألفابت (Alphabet) من أجل أعمال البحث المهيمنة للشركة، والتي تسيطر على 93% من السوق العالمية وأعمالها الإعلانية الرقمية الرائدة في الصناعة مع استحواذها حوالي 30% من سوق الإعلانات العالمية عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، إن خبرة ألفابت (Alphabet) في الذكاء الاصطناعي تمثل ميزة إضافية رائعة.
نيفيديا (NVIDIA Corporation)
صنع كين جريفين المؤسس والرئيس التنفيذي لصندوق التحوط سيتادل إنفستمنت غروب (Citadel Investment Group)، اسمًا لنفسه من خلال عمليات البيع على المكشوف التي قام بها قبل انهيار السوق يوم الاثنين الأسود عام 1987، ليكتب اسمه في تاريخ الاستثمار. إن هذا ليس كل شيء، فقد أصبح سيتادل (Citadel) أنجح صندوق تحوط على الإطلاق في العام الماضي، حيث حقق مكاسب بلغت 16 مليار دولار.
قامت شركة سيتادل أدفيسورز (Citadel Advisors) برهان كبير على نيفيديا (Nvidia) في أواخر العام الماضي، حيث قامت بشراء 1,588,987 سهمًا، بزيادة تزيد عن 500% عن حصتها. وبذلك يصل إجمالي ما تملكه إلى أكثر من 1.9 مليون سهم، تبلغ قيمتها حاليًا أكثر من 511 مليون دولار.
على الرغم من أن نيفيديا (Nvidia) ليست شركة ذكاء اصطناعي بالكامل، إلا أنها توفر التكنولوجيا الأساسية التي تسمح لنماذج الذكاء الاصطناعي بالتطور. تستخدم وحدات معالجة الرسومات (GPU) في نيفيديا (Nvidia) القدرة الحصانية الحاسوبية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها. تستخدم الرقائق المعالجة المتوازية – أي القدرة على إجراء العديد من العمليات الحسابية المعقدة في وقت واحد – وقد تم تحسينها لتعمل بشكل أكثر كفاءة، حتى تتمكن من التعامل مع مجموعات البيانات الضخمة اللازمة لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها لاحقًا.
من ناحية أخرى، أصبحت وحدات معالجة الرسومات التي تطورها نيفيديا (Nvidia) هي الحل الأمثل للاعبين الجادين في كل مكان وأصبحت رقائقها عنصر أساسي في أكبر وأشهر المنصات السحابية مثل أمازون ويب سيرفيسيس (Amazon Web Services AWS) ومايكروسوفت أزور (Microsoft Azure) وغوغل كلاود (Google Cloud). يمنح هذا الشركة أساسًا قويًا لتحقيق الأرباح، حتى مع استمرار التبني المستمر للذكاء الاصطناعي.
0 تعليق