تقوم شركات الأدوية الكبرى بإنتاج الأدوية التي تحافظ على صحة عدد لا يحصى من الناس حول العالم، لكن ذلك لم يساعد أسعار أسهمها المتعثرة هذا العام. ولم تكن شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) – ومقرها المملكة المتحدة – استثناءً، لكن الشيء الجديد هو أن أسهمها يمكن أن تحصل على دفعة للأمام في عام 2024.

واجهت إيصالات الإيداع الأمريكية للشركة عامًا صعبًا في عام 2023، حيث انخفضت بنسبة 0.7% إلى 67.35 دولارًا مؤخرًا. إن جزء من سبب الانخفاض يعود إلى مشكلة تتعلق بالصناعة، فقد كسب الصندوق المتداول سبايدر ستاندرد آند بورز فارماسيوتيكالز (SPDR S&P Pharmaceuticals) نسبة 2.4% فقط. ومثل منافستها شركة فايزر (Pfizer)، شهدت شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) تباطؤًا في مبيعات لقاحها ضد فيروس كورونا، وفي أكتوبر / تشرين الأول، أصدرت بيانات تجريبية مخيبة للآمال لعلاج سرطان الرئة داتوبوتاماب ديروكستكان (datopotamab deruxtecan)، الذي تم طورته مع الشركة الشريكة لها داييتشي سانكيو (Daiichi Sankyo). تعني هذه الانتكاسة أن أسترازينيكا (AstraZeneca) كانت واحدة من الأسهم القليلة التي لم تحقق أي تقدم خلال الارتفاع الكبير في شهر نوفمبر / تشرين الثاني، مما أدى إلى أن يكون أداءها أقل من أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بنحو سبع نقاط مئوية.

إذن، هل يكون أداء الشركة أفضل في العام الجديد؟ تتوقع تقديرات الإجماع أن تحقق الشركة نمو في الأرباح بنسبة 14% و15% تقريبًا في عامي 2024 و2025 على التوالي. سيكون هذا النمو مدفوعًا بمجموعة متنوعة من الأدوية الرائجة مثل دواء مرض السكري فاركسيغا (Farxiga) وعلاج سرطان المبيض لاينبارزا (Lynparza)، والتي من المفترض أن يحقق كلًا منها مبيعات تزيد عن 3 مليارات دولار. لدى أسترازينيكا (AstraZeneca) أيضًا نتائج منتظرة لعدد من التجارب السريرية يمكن أن توفر محفزات للسهم. تبدو الأسهم أيضًا بأسعار معقولة مع اقتراب العام الجديد.

تقول لوي غو محلل الأبحاث في شركة جانوس هندرسون إنفستورز (Janus Henderson Investors): “تتمتع شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) بواحدة من أفضل إنتاجيات البحث والتطوير في شركات الأدوية ذات رأس المال الكبير، [و] بعض من أفضل قراءات البيانات للأصول الرئيسية … وهذا قد يذكر المستثمرين بقوة محرك البحث والتطوير الخاص بها”. تمتلك جانوس هندرسون (Janus Henderson Investors) أسهم أسترازينيكا (AstraZeneca) في العديد من صناديقها.

تعد علاجات الأورام أكبر نشاط لشركة أسترازينيكا (AstraZeneca)، حيث كانت تمثل ثلث مبيعاتها العام الماضي، وفي مقدمتها علاج سرطان الرئة تاغريسو (Tagrisso). وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الشركة عن استحواذها على شركة غريسيل بيوتكنولوجيز (Gracell Biotechnologies) الصينية المتخصصة في علاج السرطان.

من ناحية أخرى، طورت الشركة أيضًا أدوية رئيسية في مجالات مثل صحة القلب والأوعية الدموية والمناعة، في حين تمثل “الأمراض النادرة” ما يقرب من 16% من إيراداتها الرئيسية في عام 2022، حيث يرى بعض المحللين إمكانية وجود المزيد من المنتجات المتخصصة التي تعزز هامش الربح. وتميل هذه الأدوية المحدودة المزعومة إلى أن تكون أكثر ربحية، نظرا لأسعارها المرتفعة ومحدوديتها، وتتقدم شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) أكثر في هذا المجال، كما يتضح من شرائها لبعض علاجات الأمراض النادرة التي تنتجها شركة فايزر (Pfizer) في سبتمبر / أيلول. ومن المتوقع أن يرتفع نمو صافي الدخل بنسبة 9% إلى 14% سنويًا حتى نهاية العقد، وهو ما يفوق بشكل كبير نظيراتها.

ومع ذلك، فإن المنتجات الجديدة هي التي يمكن أن تضيف دفعة حقيقية إلى أسهم أسترازينيكا (AstraZeneca). من المنتظر أن تصدر نتائج تجريبية خاصة بعقار العلاج المناعي إمفينيز (Imfinzi) – وهو بالفعل أحد أكثر الأدوية مبيعًا لشركة أسترازينيكا (AstraZeneca) – وأثره تطبيقات السرطان الجديدة، سواء بمفرده أو بالاشتراك مع أدوية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تشير غو إلى عقار باكسدروستات (Baxdrostat)، الذي يتم تطويره لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج وأمراض الكلى المزمنة، ومن المقرر أن يتم تحديثه بشكل واعد في عام 2024.

وتشير غو إلى أنه حتى عقار داتوبوتاماب ديروكستكان (datopotamab deruxtecan) – وهو دواء سرطان الرئة الذي كان السبب وراء تراجع الأسهم في أكتوبر / تشرين الأول – فقد ثبت أنه يقلل من خطر تطور المرض أو الوفاة بنسبة 37% في بعض سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة مقارنة بالعلاج الكيميائي. وتتوقع غو الحصول على المزيد من البيانات عن الدواء – الذي يُستخدم بمفرده ومع علاجات أخرى – في العام المقبل.

إن غو ليست وحدها من ترى الإمكانات الكامنة في المنتجات الجديدة، حيث سلط ستيف سكالا المحلل في شركة تي دي كوين (TD Cowen) الضوء على إنهيرتو (Enhertu) وكالكوينس (Calquence) وسافنلو (Saphnelo)، وهي أدوية تعالج العديد من أنواع السرطان ومرض الذئبة، وبايفورتس (Beyfortus) دواء الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، حيث أن مبيعاتها المحتملة مجتمعة تزيد على “15 مليار دولار لشركة أسترازينيكا (AstraZeneca) في عام 2030”.

من ناحية أخرى، يمكن أن تدخل أسترازينيكا (AstraZeneca) سوق السمنة – وهو أحد أهم المجالات في تطوير الأدوية اليوم – من خلال اتفاقية الترخيص الحصرية التي تبلغ قيمتها ما يصل إلى 2 مليار دولار مع شركة إيكوجين (Eccogene) الصينية لعقار إي سي سي 5004 (ECC5004)، والذي يمر حاليًا بمرحلة التطوير المبكرة. في حين أن أدوية جي إل بي 1 (GLP-1) القابلة للحقن مثل أوزيمبك (Ozempic) الذي طورته نوفو نورديسك (Novo Nordisk) قد احتلت عناوين الأخبار، فإن شكل حبوب إي سي سي 5004 (ECC5004) من شأنه أن يجعل الإدارة أسهل بكثير.

ولكن بطبيعة الحال، لا ينجح تطوير الأدوية دائمًا. لقد انخفضت التقديرات النهائية لشركات الأدوية الكبرى إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة، مما أضر بسمعتها باعتبارها من الشركات ذات الدخل المستقر نسبيًا. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024، فمن المرجح أن يتم التلويح بالتهديدات بشأن أسعار الأدوية.

ومع ذلك، فإن خط أنابيب أسترازينيكا (AstraZeneca) المتنوع يمنحها الكثير من الفرص في عام 2024، ويمكن للأدوية الجديدة المبتكرة أن تحظى بقدر أكبر من القوة التسعيرية وتميل إلى تحقيق هوامش أعلى.

تبدو هذه الفرص جديرة بالاهتمام، خاصة في ظل التقييمات الحالية لشركة أسترازينيكا (AstraZeneca). يتم تداول الأسهم مقابل 16.1 مرة فقط من الأرباح الآجلة، أي أقل بكثير من متوسط ​​الخمس سنوات البالغ 19.5 مرة ومتوسط ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) عند 19.6 مرة. كما أنها أرخص من شركات الأدوية المنافسة نوفو نورديسك (Novo Nordisk) وإيلي لیلی (Eli Lilly). وبينما قد تبدو شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) أغلى قليلًا من نظيراتها مثل ميرك (Merck) وأمجين (Amgen)، فإن نمو أرباحها المتوقعة للسهم الواحد حتى نهاية العقد يفوق أيضًا متوسط ​​الصناعة.

اقرأ أيضًا مديرو الأموال في الصين يسارعون إلى إنشاء صناديق تتبع مؤشر ايه 50 الجديد

المصدر: بارونز