تعاني ألبيمارل (Albemarle) من مشكلة في الليثيوم. لقد انخفض سعر المعدن – وهو مكون رئيسي للسيارات الكهربائية – مع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية. انخفضت أسعار الليثيوم بأكثر من 80% منذ أن بلغت ذروتها في عام 2022. وتصادف أن شركة ألبيمارل (Albemarle) الأمريكية هي أكبر منتج لهذه المادة في العالم.

لكن الآن، تظهر أسعار الليثيوم علامات استقرار. إذا استمر هذا الأمر، فقد يحصل سهم ألبيمارل (Albemarle) المتضرر على دفعة جيدة قريبًا.

عندما كانت طفرة السيارات الكهربائية بكامل قوتها في عام 2022، كان يتم تداول الليثيوم بحوالي 60 ألف دولار للطن المتري. ولكن عندما أدرك المستثمرون أن النمو سيكون أبطأ مما توقعته شركات السيارات، بدأت الأسعار في الانخفاض. وبحلول ديسمبر / كانون الأول، انخفضت الأسعار إلى 9000 دولار فقط للطن المتري. (الطن المتري أكبر قليلًا من الطن الأمريكي). ومما زاد المشكلة أن عمال مناجم الليثيوم – الذين راهنوا على أن الطلب سيزداد – قاموا ببناء مناجم جديدة بدأت الآن في التزايد، مضيفين المزيد من العرض في وقت كان الطلب فيه غير المؤكد. لذلك لا عجب أن سهم ألبيمارل (Albemarle) انخفض بنسبة 67% منذ أن بلغ ذروته في أواخر عام 2022.

قد تبدأ الأمور في التحسن. فقد ارتفعت أسعار الليثيوم بنسبة 15% هذا العام، لتتجاوز 11,000 دولار للمرة الأولى منذ ديسمبر / كانون الأول 2023. ويمكن أن تستمر في الارتفاع مع قيام ألبيمارل (Albemarle) ومنتجين آخرين بوضع حد للتوسعات الإضافية. وفي إحدى الخطوات الملحوظة، قامت شركة ألبيمارل (Albemarle) بتأخير الزيادات الحجمية المخطط لها لمصنعها في ريتشبورغ بولاية كارولينا الجنوبية. وفي الوقت نفسه، فإن أي تحسن في اقتصاد الصين يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على الليثيوم.

بشكل عام، يتوقع أليكسي يفريموف محلل كي بنك كابيتال ماركتس (KeyBanc Capital Markets) أن يصل سعر الليثيوم إلى حوالي 21,000 دولار بحلول عام 2026. وإذا ازداد العجز – وهو ما قد يحدث في عام 2026 – فقد ترتفع الأسعار بشكل أكبر.

كتب ستيف بيرن المحلل في بنك أوف أمريكا سيكيورتيز (BofA Securities): “نعتقد أن أسعار الليثيوم قد وصلت إلى القاع”. قام بيرن مؤخرًا بترقية توصيته المحايدة لسهم ألبيمارل (Albemarle) إلى التوصية بالشراء. إن متوسط ​​السعر المستهدف في وول ستريت للسهم هو 144 دولارًا، ارتفاعًا من 114 دولارًا يتم التداول عندها الآن، ويتوقع المضاربون على الارتفاع أن يصل إلى 190 دولارًا، وفقًا لفاكت ست (FactSet).

تنتج شركة ألبيمارل (Albemarle) مئات الآلاف من الأطنان من المعدن كل عام في دول مثل أستراليا وتشيلي والولايات المتحدة. ويستخدم صانعو المواد الكيميائية ومصنعو المركبات الكهربائية هذا الليثيوم في تصنيع الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية وبطاريات المركبات الكهربائية. ومع ذلك، فإن الإغماء في أسعار الليثيوم أضر بأعمال ألبيمارل (Albemarle). ويتوقع المحللون أن تنخفض المبيعات بنسبة 39% إلى 5.9 مليار دولار هذا العام، بينما تنخفض الأرباح بنسبة 80% إلى 4.45 دولار للسهم.

ومع الارتفاع الأخير في أسعار الليثيوم، يتطلع المحللون بلطف أكبر إلى أرباح العام المقبل. ومن المتوقع أن تصل مبيعات ألبيمارل (Albemarle) إلى 6.93 مليار دولار في عام 2025. ومع ارتفاع أسعار البيع وثبات تكاليف الإنتاج، يمكن أن تتضاعف الأرباح تقريبًا، إلى أكثر من 8 دولارات للسهم الواحد. أي قفزة أخرى في سعر الليثيوم لن تؤدي إلا إلى تسريع المكاسب.

البيانات الرئيسية

بطبيعة الحال، يتعين على ألبيمارل (Albemarle) أن يتغلب على الوعكة الحالية التي تعاني منها السيارات الكهربائية. لا يزال الطلب على المركبات الكهربائية في نمو، لكن وتيرة هذا النمو هي التي تحتاج إلى إعادة ضبط. وفي عام 2022، زادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 58%، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، لكن ذلك تباطأ إلى 31% فقط في العام الماضي. تحاول الأسواق معرفة مدى تباطؤ النمو الذي يرجع إلى الضعف الأوسع في الإنفاق الاستهلاكي مقابل المشكلات الخاصة بالصناعة، ولكن من المحتمل أن تكون بعض المشكلة على الأقل من وظائف الاقتصاد العالمي.

يوجد أقل من 100 مليون سيارة كهربائية على الطريق اليوم، وفقًا لشركة فيستا غلوبال (Vista Global)، مقابل أكثر من مليار مركبة إجمالية، مما يعني أن هناك الكثير من الفرص أمام السيارات الكهربائية. ومن المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة تزيد قليلًا عن 16% سنويًا اعتبارًا من نهاية هذا العام وحتى عام 2030، وفقًا لمزود الصناديق المتداولة غلوبال إكس (GlobalX). وهذا ما تتوقعه ألبيمارل (Albemarle) أيضًا.

يجب أن ينمو الطلب على صناعة الليثيوم بنفس المعدل تقريبًا، إلى 3.3 مليون طن متري بحلول عام 2030. ولهذا السبب يتوقع المحللون أن تتجاوز مبيعات ألبيمارل (Albemarle) مبلغ 10 مليارات دولار بحلول عام 2028. وفي حين أن التقديرات المتفق عليها لا تتجاوز ذلك العام، فإن توقعات يفريموف تفعل ذلك، حيث يقول: “إطار عملي يقول أن هذا السوق سوف ينمو”. وبافتراض نفس معدل النمو حتى عام 2030، فإن المبيعات ستصل إلى أكثر من 14 مليار دولار، في حين ستصل الأرباح إلى حوالي 28 دولارا للسهم.

هذا النوع من النمو لم ينعكس بعد في السهم. وتبلغ القيمة المؤسسية للشركة – أي القيمة السوقية بالإضافة إلى صافي الدين – نحو 13.4 ضعف الأرباح المتوقعة للاثني عشر شهرًا المقبلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، أي أقل بكثير من متوسط ​​الخمس سنوات الذي يتجاوز 18 مرة.

اقرأ أيضًا: أهم خمس مهارات أساسية تحتاجها لبناء شركة ناجحة

المصدر: بارونز