طرحت تركيا أول سيارة كهربائية منتجة محليًا في حفل أقيم يوم السبت، حيث يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تسليط الضوء على النجاحات الاقتصادية قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.

وقال أردوغان بعد قيادة السيارة الأولى التي خرجت من خط الإنتاج: “السيارة التركية توغ (Togg) ستصل إلى كل طرق أوروبا بكل موديلاتها”. وأضاف: “سيقولون أن الأتراك المجانين قادمون”. قال أردوغان أن تركيا وقعت صفقة مع واحدة من أبرز الشركات في العالم لبناء مصنع لبطاريات الليثيوم أيون بالقرب من موقع إنتاج توغ (Togg) في مدينة بورصة، ولكنه لم يذكر اسم الشركة.

من المقرر أن يطرح أول طراز من توغ (Togg) – وهي السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات من الفئة سي (C) – في نهاية الربع الثالث من عام 2023. وتهدف مجموعة المشاريع المشتركة للسيارات التركية – وهي مجموعة من الشركات المحلية التي تقف وراء مشروع “السيارة المحلية” – إلى بدء إنتاج نماذج أخرى في السنوات التالية. وتتمثل الخطة في تصدير السيارة الكهربائية التركية إلى أوروبا ثم إلى بقية العالم بعد 15 – 18 شهرًا من المبيعات المحلية فقط.

قال جوركان كاراكاس الرئيس التنفيذي للمشروع المشترك: “تبلغ الطاقة الإنتاجية التي بنيناها في الوقت الحالي 100.000 مركبة سنويًا”. وأضاف أن الهدف الأولي هو إنتاج ما بين 17.000 و18.000 سيارة سي – إس يو في (C-SUV) في عام 2023 وزيادة الإنتاج تدريجياً. لم يتم تحديد سعر توغ (Togg) بعد، ولكن من المتوقع أن يتحدد في فبراير / شباط، عندما تبدأ المبيعات الأولية.

يريد الحزب الحاكم استعراض المشاريع الكبرى قبل الانتخابات المقررة في يونيو / حزيران 2023، رغم المشاكل الاقتصادية المتفاقمة في البلاد في ظل ارتفاع التضخم المدفوع بالتخفيضات غير التقليدية لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي.

دعمت الدولة المشروع بتخفيضات ضريبية وأراضي مجانية وتكاليف اقتراض منخفضة وضمان شراء حكومي لـ 30 ألف سيارة سنويًا حتى نهاية عام 2035.

ارتفعت أسعار السيارات بشكل كبير هذا العام بسبب التضخم. وقد انخفضت مبيعات السيارات في تركيا بنسبة 8.2% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا للاتحاد الصناعي جمعية موزعي السيارات (ODD). كان التراجع مدفوعا بانخفاض الليرة بنسبة 28% مقابل الدولار حتى الآن هذا العام، مما يجعلها ثاني أسوأ العملات أداء في الأسواق الناشئة.

لكن تراجع الليرة ساعد في تعزيز الصادرات. تعد تركيا مركزًا مهمًا لإنتاج السيارات ومصدرًا رئيسيًا لأوروبا. تمتلك عديد من شركات صناعة السيارات الكبرى مصانع في البلاد. من هذه الشركات فورد موتور (Ford Motor Co) وتويوتا موتور (Toyota Motor Corp) ومرسيدس بينز (Mercedes-Benz AG). في سبتمبر / أيلول، ارتفع إنتاج تركيا من السيارات بنسبة 20.5%، حيث ارتفعت صادرات السيارات بنسبة 11.3% سنويًا بالدولار.

مشروع سياسي

إن السيارة توغ (Togg) ليست أول سيارة منتجة محليًا في تركيا. ففي عام 1961، أنتج المهندسون الأتراك أربع سيارات تدعى ديفريم (Devrim). ظهرت هذه السيارات لأول مرة – مثل توغ (Togg) – في يوم الجمهورية في حفل ترأسه الرئيس. لكن هذه السيارة لم تتجاوز مرحلة النموذج الأولي.

تم تطوير السيارة الكهربائية الجديدة منذ عام 2018. تمتلك كل من أنادولو غروبو (Anadolu Grubu) وبي إم سي (BMC) وتوركسيل (Turkcell) وفيستيل إلكترونيك (Vestel Elektronik) 23% من المشروع المشترك، والباقي مملوك من قبل تحالف تجاري. أولى السيارات التي ستغادر خط الإنتاج ستكون سيارات الدفع الرباعي الصغيرة، وتتبعها أربع طرازات أخرى في المستقبل.

قالت الشركة أن توغ (Togg) – التي صممتها بينينفارينا (Pininfarina SpA) الإيطالية – سيتم بناء 65% منها من أجزاء محلية الصنع بحلول عام 2025، مقارنة بـ 51% في البداية. قالت الشركة أنها تخطط لإنتاج مليون سيارة بحلول عام 2030، وأن المشروع سيساهم بمبلغ 50 مليار دولار في الاقتصاد التركي على مدار الخمسة عشر عامًا القادمة.

لكن أحزاب المعارضة انتقدت ما يزعمون بأنه الطبيعة السياسية الصريحة للمشروع. ورفض زعماء مثل كمال كيليجدار أوغلو عضو حزب الشعب الجمهوري وميرال أكسينر عضو حزب الخير الليبرالي حضور الحفل.

قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فايق أوزتراك: “لقد أصبح مشروع توغ (Togg) عرضًا سياسيًا”.

اقرأ أيضًا للسيطرة على التضخم.. نيجيريا تعيد تصميم أوراقها النقدية

المصدر: بلومبيرغ