اختر صفحة

أبو ظبي الأول يقدم عرض يصل إلى 35 مليار دولار لشراء ستاندرد تشارترد

الصفحة الرئيسية » أسواق » أبو ظبي الأول يقدم عرض يصل إلى 35 مليار دولار لشراء ستاندرد تشارترد

يمضي بنك أبو ظبي الأول قدماً في عرض محتمل لبنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered Plc)، بعد تعليقه خطط لتقديم عرض سابق للاستحواذ على البنك، والتي تدعم طموحاته في أن يصبح قوة مالية عالمية.

تحت الاسم الرمزي سيلفر – فوكستروت (Silver-Foxtrot)، يعمل المسؤولون في بنك أبو ظبي في صمت على محاولة محتملة بمجرد انقضاء فترة التهدئة التي تفرضها قواعد الاستحواذ في المملكة المتحدة، وفقًا لأشخاص مطلعين رفضوا الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية المعلومات. استكمل بنك أبو ظبي الأول إجراءات العناية الواجبة بشأن البنك اللندني، كما قال الأشخاص. كما قالوا أن أي صفقة ستعتمد على ظروف السوق وأداء سعر سهم ستاندرد تشارترد (Standard Chartered).

وقالت المصادر أن بنك أبو ظبي الأول – الذي تبلغ قيمته حوالي ضعف قيمة ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) – يستكشف عرضًا نقديًا بالكامل في حدود 30 مليار دولار إلى 35 مليار دولار. وقالوا أن أي استحواذ سيمول من داعميه ومن بينهم صندوق أبو ظبي السيادي مبادلة للاستثمار.

بعد فترة من ارتفاع أسعار النفط الخام، تحرص أبو ظبي على استخدام مكاسبها النفطية غير المتوقعة لتعزيز القطاع المالي في المدينة، الذي تخلف عن العديد من القطاعات الرئيسية الأخرى مثل الطاقة والسياحة والخدمات اللوجستية. تمثل مثل هذه المحاولة خطوة أكثر تقدمًا من الخطوات التي اتخذتها دول الخليج الثرية الأخرى، والتي تمثلت في الاستحواذ على حصص أقلية في بنوك مثل باركليز (Barclays Plc) وكريدي سويس غروب (Credit Suisse Group AG).

أغلقت أسهم ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) في لندن مرتفعة 11% يوم الخميس بعد أن قفزت بما يصل إلى 12%. بينما أنهى بنك أبو ظبي الأول التداول بارتفاع طفيف في أبو ظبي.

عرض مغري

قال بنك أبو ظبي الأول الشهر الماضي أنه درس محاولة لشراء ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، لكنه لم يعد يفكر في العرض. إن القيمة السوقية الصغيرة نسبياً للبنك البريطاني – التي تقدر بحوالي 24 مليار دولار مقارنة بـ 43 مليار دولار أمريكي لبنك أبو ظبي الأول – وانكشاف البنك على بعض الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم يجعل عرض البنك الإماراتي عرضًا مغريًا. كما يضيف انخفاض الجنيه الإسترليني إلى جاذبية البنك الذي يتداول بسعر 0.56 مرة فقط من قيمته الدفترية.

يعمل كين مويليس المصرفي المخضرم في وول ستريت عن كثب مع المديرين التنفيذيين لبنك أبو ظبي الأول وأعضاء بارزين في الأسرة الحاكمة في أبو ظبي وبعض الصناديق السيادية للإمارة في صفقة محتملة، على حد قول المصادر. كما تقدم شركة سيتي غروب (Citigroup Inc) الاستشارات لبنك أبو ظبي بشأن الخطط، بحسب المصادر.

ومع ذلك، فإن إتمام الصفقة سيكون معقدًا وطموحًا نظرًا للعقبات والاختلافات في حجم البنكين. قال الأشخاص أن الموافقات التنظيمية والامتثال يُنظر إليها على أنها أكبر العقبات أمام عملية الاستحواذ الناجحة. من هذه الموافقات، موافقة وزارة الخزانة الأمريكية ليستطيع بنك أبو ظبي الأول تفعيل رخصة مقاصة بالدولار من ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، كما قال أحد الأشخاص.

في إطار سيناريو واحد قيد الدراسة، يمكن شطب ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) من البورصات في هونغ كونغ ولندن، وقد يتم نقل مقر البنك المندمج إلى أبو ظبي من العاصمة البريطانية لندن، وفقًا للمصادر. وقالوا أن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تواجه معارضة قوية في السوق المحلية لبنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered).

يؤكد عرض بنك أبو ظبي الأول المحتمل لشراء ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) على جاذبية البنك البريطاني، بالنظر إلى بصمته الواسعة في الأسواق الناشئة وتحسينه للكفاءات وحجم عائد رأس المال الداعم. إن العرض المحتمل من 30 إلى 35 مليار دولار يعني ضمناً قيمة دفترية تزيد عن 0.85 × 2023 (علاوة بنسبة 40%)، ونتوقع أن تكون هناك حاجة إلى نطاق أعلى للحصول على موافقة المساهمين. سيحتاج بنك أبو ظبي الأول على الأرجح إلى زيادة رأس المال لإتمام الصفقة، مع احتمال ظهور مقدمي عروض منافسة أيضًا.

– جوناثان تايس وتوماس نويتزل محللين مصرفيين

يعكس استكشاف بنك أبو ظبي الأول لمثل هذه الصفقة الطموح المتزايد للبنوك في الشرق الأوسط والدول الغنية بالنفط التي تدعمهم. قد تؤدي النتيجة الناجحة إلى تحول بنك أبو ظبي الأول إلى عملاق مصرفي للأسواق الناشئة بأكثر من تريليون دولار من الأصول، ومن المحتمل أن ينضم إلى نادي 30 بنكًا يعتبره المنظمون العالميون مهمين على مستوى النظام. كما أنه يمثل نقطة تحول في عهد الرئيسة التنفيذية هناء الرستماني الممتدة منذ عامين.

أحال ممثل عن بنك أبو ظبي الأول بلومبيرغ إلى بيانه الصادر في يناير / كانون الثاني، حيث قال أنه قام بتقييم عرض محتمل لبنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) لكنه ألغى العرض، وقال أن البنك ملزم بقواعد الاستحواذ في المملكة المتحدة وهونغ كونغ. وفي بيان منفصل لبورصة هونغ كونغ يوم الجمعة، كرر بنك أبو ظبي الأول أنه لا يقيم أي عرضًا محتملاً للبنك البريطاني. ورفض ممثل ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) التعليق.

“شرعية أكبر”

قال مارك ويليامز الأستاذ في جامعة بوسطن والفاحص السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي: “يستجيب بنك أبو ظبي الأول ببساطة لاتجاهات التمويل العالمية والمبالغ المتضخمة لرأس المال في الشرق الأوسط. إن هدف الدولة المتمثل في الحصول على بنك متعدد الجنسيات حسن السمعة مرتبط أيضًا بالرغبة في اكتساب شرعية أكبر في الدوائر المالية العالمية مع تعزيز السيطرة على تخزين الأموال وحركتها”.

بالإضافة إلى الاستمرار في السعي للحصول على حصة أغلبية أو أقلية في ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، يدرس بنك أبو ظبي الأول أيضًا الحصول على أصول محددة من البنك البريطاني أو تشكيل مشروع مشترك لمساعدته على التوسع دوليًا، كما قال بعض الأشخاص. وقال أشخاص آخرون أن بنك أبو ظبي الأول يبحث أيضًا في بنوك أخرى منها بنك في آسيا، كما أن المصرفيين الاستثماريين يقدمون عددًا من الأهداف المحتملة لبنك أبوظبي الأول.

بالنسبة لبنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، كانت هناك تكهنات مفتوحة حول مستقبله لسنوات. ففي عام 2018، أُعلن أن باركليز (Barclays Plc) مهتمة بالاستحواذ. وفي منتصف العقد الأول من الألفية، كانت هناك اقتراحات بأن سيتي غروب (Citigroup Inc) وجيه بي مورغان تشايس (JPMorgan Chase & Co). كانوا مهتمين بشراء البنك.

منذ أن تولى بيل وينترز قيادة البنك في عام 2015، انخفضت أسهم ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) بنحو الثلث.

على الرغم من أن المقر الرئيسي لبنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) يقع في بريطانيا ويقدم إجابات للجهات التنظيمية في المملكة المتحدة بشكل أساسي، فمن المرجح أن يتم تقرير مصيرها على بعد آلاف الأميال في سنغافورة. لقد كانت تيماسك هولدينغز (Temasek Holdings) أكبر مساهم في الشركة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، مما يمنحها أكبر رأي فردي فيما يحدث للبنك. لم يناقش التنفيذيون في أبو ظبي خططهم مع صندوق الثروة السنغافوري، وفقًا لأشخاص مطلعين.

امتنع ممثلو مبادلة وسيتي غروب (Citigroup) وتيماسك (Temasek) عن التعليق. لم يرد ممثل مويليس على الفور على طلب التعليق.

بعد أسابيع من تأكيد بنك أبو ظبي الأول اهتمامه ببنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered)، قال وينترز في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه من “المنطقي تمامًا” أن تهتم بنوك الشرق الأوسط بشراء المؤسسات المالية الأوروبية نظرًا لتقييمها النسبي، لكنه لم يفكر في أن هناك صفقة محتملة.

قال وينترز أن البنوك مثل “الفصائل المحمية”، وهذا يجعل إتمام الصفقات صعبًا، وقال وينترز: “هذا ليس شيئًا تعاملنا معه أو كنا مهتمين به. نحن نقوم بعمل جيد للغاية في ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) بأنفسنا. إن كل شيء في مكانه بالنسبة لنا”.

اقرأ أيضًا التضخم الكبير القادم قد يكون في الصين

المصدر: بلومبيرغ

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This