يستخدم الجميع الذكاء الاصطناعي الآن، لأنه أصبح بالفعل جزء نشط من عمليات البحث على الإنترنت وشبكات البث ومنصات الوسائط الاجتماعية والتجارة الإلكترونية وخدمات المرور والطقس، وحتى العمليات المصرفية. في كل مرة تستخدم فيها إحدى هذه الخدمات، يتم تحسين تجربتك بواسطة الذكاء الاصطناعي.
لقد استحوذت التكنولوجيا على مجتمع الاستثمار في عام 2023، لأن العديد من الشركات الناشئة قد عرضت قدرات مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. بدأ الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي مع ظهور منصة تشات جي بي تي (ChatGPT) الذي طورته أوبن ايه آي (OpenAI)، تشات جي بي تي (ChatGPT) هو نظام كمبيوتر يحاكي عمليات الذكاء البشري، مما يمكّنه من الإجابة بفعالية على الأسئلة المعقدة وكتابة أكواد البرمجة، وحتى التعرف على الصور دون مساعدة بشرية مباشرة.
تتسابق الشركات الآن لدمج الذكاء الاصطناعي في أكبر عدد ممكن من المنتجات والخدمات، حيث ترى فرق القيادة في ذلك فرصًا لتعزيز الإنتاجية وزيادة الإيرادات.
أصدرت شركة الأبحاث ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company) مؤخرًا سلسلة من التوقعات التي توضح بالتفصيل التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد. وفقًا لتوقعاتها، ما يصل إلى 70% من الشركات ستكون قد دمجت التكنولوجيا في أعمالها بحلول عام 2030، مما سيضيف 13 تريليون دولار إلى النشاط الاقتصادي العالمي.
لكن المتبنين الأوائل للذكاء الاصطناعي سيستفيدون أكثر من غيرهم. تتوقع الشركات زيادة التدفق النقدي الحر بنسبة 122% بحلول عام 2030 إذا بدأت بدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليوم حتى ذلك الحين، كما يتوقع باحثو ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company). على النقيض من ذلك، فإن تلك الشركات التي ستبدأ هذا التبني في وقت لاحق من العقد قد تشهد ربحًا بنسبة 10% فقط، بينما قد تشهد الشركات التي لا تستخدم الذكاء الاصطناعي على الإطلاق انخفاض في التدفق النقدي الحر بنسبة 23%.
إذا كانت تقديرات ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company) قريبة من الواقع، إذن يمكن للمستثمرين الذين يحددون الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم ويشترون أسهمها، وبالتالي يحققوا عوائد مرتفعة على استثماراتهم على المدى الطويل .
مايكروسوفت (Microsoft Corporation)
كانت مايكروسوفت (Microsoft) رائدة منذ تأسيسها في عام 1975 للابتكارات التكنولوجية من البرمجيات إلى الألعاب إلى الحوسبة السحابية. لذلك، لا ينبغي أن يندهش المستثمرون من أنها اتخذت موقعًا قياديًا مبكرًا في سباق الذكاء الاصطناعي.
في عام 2023 وحده، استثمرت مايكروسوفت (Microsoft) ما يقدر بأنها 10 مليارات دولار في أوبن ايه آي (OpenAI)، والتي قامت بدمج منصتها تشات جي بي تي (ChatGPT) في محرك بحث بينغ (Bing) والنظام السحابي أزور (Azure) وبرنامج اجتماعات الفيديو تيمز (Teams). استثمرت الشركة أيضًا مبلغًا لم يكشف عنه في بيلدر ايه آي (Builder.ai)، مما يساعد الشركات الصغيرة على تطوير البرامج دون الحاجة إلى توظيف مبرمجين ذوي خبرة.
من المحتمل أن يكون دمج أوبن ايه آي (OpenAI) في أزور (Azure) هو الأكثر قيمة على المدى الطويل، لا سيما في سياق توقعات ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company)، لأنه يسمح لشركة مايكروسوفت (Microsoft) بأن تصبح موزعًا رئيسيًا لأدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لعملائها السحابيين. تم بالفعل تسجيل ما يقرب من 2500 شركة لاستخدام أوبن ايه آي (OpenAI) على أزور (Azure) في الربع الأول من عام 2023، وهو ما يمثل زيادة قدرها عشرة أضعاف في ثلاثة أشهر فقط.
يمكن أن تكون بيلدر ايه آي (Builder.ai) أيضًا إضافة مفيدة إلى النظام البيئي السحابي لمايكروسوفت (Microsoft) في المستقبل، حيث يمكن أن يمهد الطريق لملايين الشركات الصغيرة للانضمام إلى أزور (Azure)، وهي شركات كانت ستدفع لولا ذلك لطرف ثالث لتطوير برامج لها بدلاً من ذلك.
تعتقد شركة بيرنشتاين (Bernstein) أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضاعف إيرادات أزور (Azure)، مما سيجعلها تتخطى منافستها أمازون ويب سيرفيس (Amazon Web Services) لتصبح أكبر منصة سحابية في الصناعة. قد يرغب المستثمرون الذين يرغبون في تعرض محافظ الأوراق المالية الخاصة بهم لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البدء بشراء أسهم مايكروسوفت (Microsoft).
تقدر قيمة ساوند هاوند ايه آي (SoundHound AI) الآن بـ 592 مليون دولار فقط، وذلك بعد زيادة 108% في سعر سهمها هذا العام. تركز الشركة على المحادثات باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن بدلاً من استخدام منصة مثل تشات جي بي تي (ChatGPT)، تتفهم تقنية ساوند هاوند (SoundHound) المطالبات الصوتية وتستجيب بالمثل.
إذا كان تقدير ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company) صحيحًا وتبنت 70% من الشركات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، فقد تصبح ساوند هاوند (SoundHound) مزودًا ناجحًا للغاية لهذه التكنولوجيا.
يستخدم عمالقة السيارات مثل مرسيدس بينز (Mercedes-Benz) وهيونداي (Hyundai) وهوندا (Honda) منصة ساوند هاوند (SoundHound) لتشغيل مساعدي الذكاء الاصطناعي الصوتيين في سياراتهم. يمكن للسائقين استخدام أصواتهم لطلب أي معلومات يريدونها تقريبًا بدايةً من توقعات الطقس إلى نتائج الرياضة. وعلى عكس عمالقة التكنولوجيا المتنافسين في هذا المجال، تقدم ساوند هاوند (SoundHound) حلاً للشركات يمكن تخصيصه بالكامل، وهذا يمثل نقطة بيع فريدة.
تخدم الشركة أيضًا شركة نتفليكس (Netflix) المدرجة في قائمة عملائها، بالإضافة إلى مجموعة من المطاعم وشركات الضيافة.
أصدرت ساوند هاوند (SoundHound) للتو نتائجها للربع الأول، وعلى الرغم من أنها حققت فقط 6.7 مليون دولار من العائدات، إلا أن لديها حجوزات هائلة بقيمة 335.9 مليون دولار. ارتفع هذا الرقم بنسبة 46% على أساس سنوي، لذا من المتوقع أن تزداد إيرادات الشركة بسرعة من هنا.
لكن من ناحية أخرى، خسرت ساوند هاوند (SoundHound) مبلغ 26 مليون دولار في الربع الأول، وهو بعيد جدًا عن الربحية. ولكنها أنهت للتو صفقة تمويل بقيمة 125 مليون دولار، وهي صفقة ستؤمن مركزها المالي لمدة 12 شهرًا قادمة على الأقل، مما سيمكنها من تلبية الحجوزات وزيادة حجم الأعمال.
يجب أن يلتزم المستثمرون المحافظون بأسهم مثل مايكروسوفت (Microsoft)، لكن ساوند هاوند ايه آي (SoundHound AI) تقدم عرضًا جذابًا للمخاطر والمكافآت لأولئك الذين يمكنهم تحمل بعض التقلبات.
0 تعليق