تمتلك تسلا (Tesla) الآن المدير المالي الثاني لها في ما يزيد قليلاً عن أربع سنوات. كشفت شركة السيارات الكهربائية في ملف تنظيمي يوم الاثنين أن زاكاري كيركورن قد تم استبداله في منصب المدير المالي بفايبهاف تانيجا. وذكر تسلا أن تانيجا سيواصل العمل في منصبه الحالي كرئيس محاسبة بالإضافة إلى شغل منصبه الجديد كمدير مالي.

هل يمكن أن يتسبب تغيير المدير المالي لشركة تسلا (Tesla) في انخفاض السهم الذي كان يرتفع بشكل صاروخي في يوم من الأيام؟ إن التاريخ يقول أن ذلك ربما يحدث فعلًا.

غالبًا ما يقلق المستثمرون عندما يكون هناك تغيير غير متوقع في منصب المدير المالي. وفي بعض الأحيان هناك أسباب وجيهة لهذا القلق.

قد يشير الرحيل المفاجئ للمدير المالي إلى وجود مشاكل أكثر خطورة. على سبيل المثال، بعد أن أعلنت شركة فاليانت فارماسيتكالز (Valeant Pharmaceuticals) – المعروفة الآن باسم باوش هيلث (Bausch Health) – أن هاورد ستشيلر كان يتنحى عن منصبه كمدير مالي. أعلنت الشركة عن مشاكل في تقاريرها المالية في وقت لاحق.

يبدو أن مساهمي تسلا (Tesla) قلقون إلى حد ما على الأقل من تغيير المدير المالي الذي تم الإعلان عنه للتو. انخفض سهم الشركة بأكثر من 4% خلال التعاملات المبكرة يوم الاثنين.

ومع ذلك، ينبغي النظر إلى هذا الانخفاض في سياق مكاسب تسلا (Tesla) الهائلة التي تقترب من 120% حتى الآن هذا العام. أيضًا، لا يوجد ما يشير في هذه المرحلة إلى وجود أي مشكلات أو فضائح محاسبية متورطة في التغيير الأخير. حتى أن تسلا (Tesla) أشارت في ملفها التنظيمي إلى أن كيركورن سيواصل العمل مع الشركة حتى نهاية عام 2023 “لدعم انتقال سلس”.

تاريخ منصب المدير المالي لشركة تسلا

في 30 يناير / كانون الثاني 2019، أعلن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (Tesla) أن المدير المالي آنذاك ديباك أهوجا خطط للتقاعد وأن كيركورن سيحل محله. تسببت الأخبار في انخفاض سعر العقود الآجلة لشركة تسلا (Tesla) بنسبة 4.5% قبل افتتاح السوق في اليوم التالي. ومع ذلك، تجاهل السوق التغيير بسرعة وارتفع سهم تسلا (Tesla) بدلاً من الانخفاض.

غادر أهوجا تسلا (Tesla) لأول مرة قبل عدة سنوات. تم الإعلان عن تقاعده في 9 يونيو / حزيران 2015، وكان هذا مفاجئًا. لم يتخطى سهم تسلا (Tesla) أي إيقاع بعد ذلك.

عاد إلى تسلا (Tesla) في عام 2017 بعد استقالة جيسون ويلر فجأة. في اليوم التالي لإعلان رحيل ويلر في 22 فبراير / شباط 2017، انخفض سهم تسلا (Tesla) بأكثر من 6%. ومع ذلك، فقد أعلنت الشركة أيضًا عن نتائجها للربع الرابع والربع الأخير لعام 2016 في الليلة السابقة. وهذه النتائج كانت تفوق خروج ويلر.

تتمثل الفكرة الرئيسية المستفادة من تاريخ تسلا (Tesla) في أن تغييرات المدير المالي قد تسببت في بعض الأحيان في تراجع السهم. لكن أي تأثير سلبي كان مؤقتًا فقط. وحتى مغادرة المدير المالي المفاجئ لم تحرك السهم كثيرًا دائمًا. ومع رئيس تنفيذي يشار إليه أحيانًا باسم “الزئبق”، فإن لعبة الكراسي الموسيقية بين المديرين التنفيذيين هي أساسًا أسلوب حياة في تسلا (Tesla).

تطورات مهمة أخرى

من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التطورات مع أحدث تغيير للمدير المالي لشركة تسلا (Tesla). ومع ذلك، باستثناء أي اكتشافات كبيرة، هناك قصص أخرى أكثر أهمية للشركة وأسهمها.

أشار ماسك في مؤتمر تسلا (Tesla) عبر الهاتف الخاص بالأرباح للربع الثاني إلى أن الشركة تمر “بفترة من عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة وتقلب ثقة المستهلك والتغيير التنظيمي”. هذه قائمة جيدة من العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على سعر السهم على المدى القريب أكثر من استبدال كيركورن.

ولكن على المدى الطويل، فإن ما يهم أكثر هو الطلب على السيارات الكهربائية وقوة المنافسة من شركات صناعة السيارات الأخرى. من المفترض أن يكون الطلب مؤثر قوي لتسلا (Tesla)، بينما يظل حجم المنافسة غير معروف.

يعتقد ماسك أن قدرات القيادة الذاتية “ستدفع الحجم” إلى أعلى على المدى الطويل. ويتوقع أن يكون للروبوت الآلي في المستقبل “طلب شبه لانهائي”. إذا كان ماسك على حق، فإن الاستثمار في أسهم تسلا (Tesla) يجب أن يؤتي ثماره بشكل جيد بغض النظر عمن يشغل منصب المدير المالي للشركة.

اقرأ أيضًا من الناحية الاقتصادية.. هل الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟

المصدر: موتلي فول