تنطلق مفاوضات العمل التي تُجرى كل أربع سنوات بين شركات صناعة السيارات الأمريكية ونقابة عمال السيارات المتحدون (UAW) هذا الأسبوع.

قد يكون من الصعب على المستثمرين قياس تأثير مفاوضات العمل والصفقات الجديدة وتوقفات العمل على الأسهم. 

من ومتى؟

لدى شركة فورد موتور (Ford Motor) وجنرال موتورز (General Motors GM) وستيلانتيس (Stellantis) حوالي 50,000 موظف ضمن نقابة عمال السيارات المتحدون، مع وجود العدد الأكبر في فورد (Ford).

عادةً ما يختار نقابة عمال السيارات المتحدون شركة واحدة للتفاوض معها، وتحدد الاتفاقيات الجديدة مع شركات السيارات الأخرى من الصفقة الأولى. تعتقد وول ستريت أن ستيلانتيس (Stellantis) ستكون الشركة الرائدة هذه المرة. ولكن هذا غير مؤكد.

تبدأ المفاوضات، وينتهي العقد في منتصف سبتمبر / أيلول.

ما هو موضوع المفاوضات الرئيسي؟

باختصار، إنه التضخم. في المرة الأخيرة التي تفاوضت فيها نقابة عمال السيارات المتحدون مع صانعي السيارات في عام 2019، كان معدل تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة يبلغ حوالي 2% سنويًا في المتوسط​​، وتقدمت الأجور على مدار عقد 2019 بنحو 2% إلى 3% سنويًا، وهذا معقول جدا.

إن التضخم في هذه الأيام أعلى من ذلك بكثير، لذلك من المرجح جدًا أن تنمو الأجور في العقد القادم بمعدل أكبر من 3%. تعتقد شركة إيفر كور إنترناشيونال استراتيجي آند إنفيستمنت (Evercore ISI) أن الزيادة في العام الأول قد تصل إلى 10%. ويقدر ويلز فارغو (Wells Fargo) أن الأجور يمكن أن ترتفع بنسبة 30% على مدار صفقة السنوات الأربع.

ماذا حدث؟

تعرضت شركة سبريت إيرو سيستيمز (Spirit AeroSystems) لشركة بوينغ (Boeing) للتو إلى توقف الانتاج بفعل الإضراب من قبل نقابة الميكانيكيين. استمر ذلك بضعة أيام فقط. وفي النهاية، تم التفاوض على صفقة والموافقة عليها من قبل أعضاء النقابة.

سترتفع الأجور بنسبة 25% إلى 30% تقريبًا في ظل هذه الصفقة الجديدة التي تبلغ مدتها أربع سنوات. لا توجد علاقة مباشرة بين شركات الطيران وشركات السيارات، ولكنه مجرد مثال على صفقة عمل تمت مؤخرًا.

هل سيحدث أي إضراب؟

قال دوغ داتون المحلل إيفر كور في (Evercore ISI) يوم الجمعة أن احتمال حدوث إضراب واحتمال عدم حدوثه هذه المرة متعادلان.

قد يكون احتمال حدوث إضراب هذه المرة أعلى قليلاً من المعتاد، مما يعكس بعض عدم اليقين بشأن الأجور والانتقال إلى السيارات الكهربائية. إن قيادة نقابة عمال السيارات المتحدون جديدة أيضًا، ويمكن أن تكون عاملاً. في مارس / آذار، انتخب النقابة رئيسًا جديدًا، وهو شون فاين، الذي حث الأعضاء في خطابه الأول على “الاستعداد للحرب”.

كان هناك إضرابان خلال المفاوضات الخمس الماضية التي تعود إلى عام 2003، وكانت أطول فترة توقف عن العمل هي الإضراب الذي استمر 40 يومًا في جنرال موتورز (GM) في عام 2019.

هل الإضراب مؤثر؟

إنه ليس كذلك على المدى الطويل، حيث أن تكاليف العمالة ترتفع، وهذا غير مفاجئ.

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي التكاليف المرتفعة إلى الضغط على الأرباح. يقدر كولين لانغان المحلل في ويلز فارغو (Wells Fargo) أن التكاليف المتزايدة لشركة فورد (Ford) قد تصل إلى حوالي 850 مليون دولار سنويًا.

أنهت معظم أسهم شركات السيارات وموردي السيارات عام 2019 بمكاسب، على الرغم من أنها كانت أقل من أداء السوق في النصف الثاني من العام.

من الصعب تحديد ما إذا كانت العمالة هي سبب ضعف الأداء أم لا. ولكنها كانت عاملًا بالتأكيد. قد يتكرر التاريخ أو يتشابه هذا العام، ولكن أي حركة في الأسهم المتعلقة بالسيارات في النصف الثاني من العام سترجع إلى مزيج من العوامل منها أسعار الفائدة وأسعار السيارات وصحة الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى آثار اتفاقية العمل الجديدة.

المعنويات في وول ستريت؟

وصف جون مورفي المحلل في بنك أوف أميركا (BofA) الإضراب بأنه مخاطرة وفرصة في تقرير حديث. هذا يلخص المعنويات في وول ستريت. لا يرى مورفي أن الأسهم تبالغ في رد فعلها على أخبار العمالة، ولكن إذا حدث رد فعل، فمن المحتمل أن يكون الاتجاه هبوطيًا. وكتب مورفي: “إذا كان هناك ضغط على الأسهم، فمن المحتمل أن ننظر إليها على أنها فرصة شراء جذابة”.

بشكل عام، تعتبر أسهم جنرال موتورز (GM) أكثر شهرة من أسهم فورد (Ford)، حيث أن حوالي 56% من المحللين الذين يغطون أسهم شركة جنرال موتورز (GM) يوصون بشراء السهم. يبلغ متوسط ​​نسبة المحللين الذي يوصون بشراء أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) حوالي 55%. بينما يبلغ ​​متوسط النسبة الخاصة بأسهم سيارات فورد (Ford) حوالي 39%.

تبلغ نسب تقييم الشراء للموردين أبتيف (Aptiv) وبورغ وارنر (BorgWarner) وماغنا إنترناشيونال (Magna International) ولير (Lear) حوالي 77% و 65% و53% و44% على التوالي.

اقرأ أيضًا الضغوط التضخمية تتزايد في اليابان، كيف يؤثر ذلك على المستثمرين؟

المصدر: بارونز