انخفض سهم لوسيد غروب (Lucid Group) بما يقرب من 61% في عام واحد حتى كتابة هذا المقال، ويشمل ذلك انخفاض سعر السهم صباح اليوم. لقد أثر التنفيذ السيئ – كما يتضح في انخفاض الإنتاج والتسليم وارتفاع التكاليف وتبدد النقد – على معنويات المستثمرين في أسهم شركة السيارات الكهربائية بشدة.

على الرغم من ذلك، حاولت لوسيد (Lucid) جاهدة إقناع المستثمرين في وقت سابق من هذا العام بأنها تعرف الطريق إلى الأمام، وأنها ستسعى جاهدة لتحسين التنفيذ والتكاليف ومضاعفة إنتاجها تقريبًا في عام 2023.

اتضح أنه ربما كان من السابق لأوانه أن تصبح متفائلاً بشأن توقعات لوسيد (Lucid)، هذا على الأقل ما تشير إليه أحدث أرقام الشركة. أبلغت شركة لوسيد (Lucid) للتو عن أرقام الربع الأول، وعدد النتائج المتراجعة هذه المرة كثير جدًا بحيث لا يمكن تجاهلها.

في حين أننا عادة ما نقارن الأداء التشغيلي والمالي للشركات على أساس سنوي، فإن المقارنة التسلسلية تبدو أكثر منطقية في حالة لوسيد (Lucid)، حيث بدأت الشركة في إنتاج وتسليم المركبات الكهربائية في أواخر عام 2021 فقط، ومن المفيد معرفة مدى سرعة الشركة في توسع الإنتاج والتسليم منذ ذلك الحين، ووفقًا لذلك فالنتائج ليست جيدة.

حققت لوسيد (Lucid) إيرادات بقيمة 149.4 مليون دولار فقط في الربع الأول مقابل 257.7 مليون دولار في الربع الرابع. تذكر أن لوسيد (Lucid) تحتسب الإيرادات عند تسليم مركباتها، لذلك من الواضح أن تسليمات الشركة آخذة في الانخفاض. لقد أنتجت شركة لوسيد (Lucid) 2314 مركبة لكنها سلمت فقط 1406 وحدة في الربع الأول.

ربما تعاني لوسيد (Lucid) بسبب الطلب. لقد أنهت الشركة الربع الأول بمخزون يزيد عن مليار دولار مقابل 834 مليون دولار في 31 ديسمبر / كانون الأول. وشمل ذلك المخزون سلع جاهزة بنحو 411 مليون دولار. وبالنظر إلى أن السعر الأدنى لسيارة لوسيد (Lucid) السيدان إير (Air) الذي يبلغ 111,900 دولارًا للوحدة وفقًا لموقعها الإلكتروني، فالافتراض الأقوى هو أن الشركة لديها آلاف المركبات الجاهزة الموجودة في مصانعها.

كذلك سجلت لوسيد (Lucid) عمليات شطب للمخزون بقيمة 227 مليون دولار في الربع الأول. وقالت الشركة: “نحن نسجل عمليات شطب المخزون للمخزونات الزائدة أو المتقادمة بناءً على افتراضات حول توقعات الطلب الحالية والمستقبلية. إذا كان مخزوننا المتوفر يتجاوز توقعات الطلب في المستقبل، يتم شطب المبالغ الزائدة”.

إذن ما هو حجم الطلب على سيارات لوسيد (Lucid) الآن؟ إن إجابة هذا السؤال تمثل أكبر تراجع في تقرير أرباح لوسيد (Lucid) للربع الأول.

على عكس الفصول السابقة، لم تكشف لوسيد (Lucid) عن حجم السيارات المحجوزة هذه المرة. وتذكر أن تحفظات لوسيد (Lucid) قد تضاءلت في الأرباع الأخيرة.

مع تجنب لوسيد (Lucid) رقم الحجز تمامًا في تقريرها ربع السنوي الأخير، من المحتمل أن تكون حجوزاتها قد انخفضت أكثر. وهذا هو آخر شيء يريد المستثمرون رؤيته في شركة ناشئة في قطاع عالي النمو، خاصة عندما كان من المتوقع أن تمثل لوسيد (Lucid) تهديد حقيقي لرائدة السيارات الكهربائية تسلا (Tesla Inc) نظرًا لنطاق الميل الخاص بها الذي لا يمكن تجاوزه.

خفضت لوسيد (Lucid) بحذر من توجيه الإنتاج السنوي لعام 2023 إلى “أكثر من 10,000” مركبة من نطاق التوجيه الأخير المقدم الذي كان يتراوح بين 10,000 و14,000 مركبة. هذا أمر مؤسف، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار كيف خيبت شركة لوسيد (Lucid) آمال الأسواق بشكل كبير في عام 2022، عندما أنتجت 7180 سيارة فقط مقابل توجيهها الأولي الذي كان يبلغ 20,000 وحدة.

يبدو أن وتيرة لوسيد (Lucid) البطيئة بشكل مؤلم للإنتاج والتسليم تجبر بعض العملاء على إلغاء الطلبات كما يتضح من انخفاض الحجوزات وعمليات شطب المخزون. وإذا انخفض الطلب، سينخفض ​​الإنتاج كذلك. وهذا بدوره يعني ارتفاع تكاليف الخسائر الكبيرة. وقد عانت لوسيد (Lucid) بالفعل من خسارة صافية تقارب 780 مليون دولار في الربع الأول مقابل 473 مليون دولار فقط في الربع الأخير.

هذا يعني أيضًا أن لوسيد (Lucid) تبدد الأموال بسرعة. قالت الإدارة أن رصيد النقد وما يعادله البالغ 3.4 مليار دولار والسيولة الإجمالية التي قدرت بـ 4.1 مليار دولار في نهاية الربع الأول كافيان لتمويل الشركة حتى الربع الثاني من عام 2024 على الأقل.

إذن هل يجب تجنب سهم لوسيد (Lucid)؟

لدى لوسيد (Lucid) الكثير من المشاكل التي تواجهها، وقد ساءت الأمور في الأرباع الأخيرة فقط بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر.

بغض النظر عن حجوزات سياراتها إير (Air)، فإن لوسيد (Lucid) لديها التزام بشراء 50,000 سيارة بزيادة 100,000 وحدة موزعة على مدى العقد المقبل من حكومة المملكة العربية السعودية. ولكن عندما تم الإعلان عن الصفقة، صرحت لوسيد (Lucid) أن تسليم المركبات بموجب العقد “مطلوب للبدء في موعد لا يتجاوز الربع الثاني من عام 2023”. يبدو أن تلبية هذا الهدف مهمة شاقة بالنسبة للوسيد (Lucid) في الوقت الحالي.

لا أرى أي فرص للتعافي في أسهم لوسيد (Lucid) حتى الآن، كما أن أحدث تقرير لأرباح لوسيد (Lucid) لن يؤدي إلا إلى إحياء أمل المستثمرين في أن تتحقق شائعة أخيرة وهي أن مستثمرها الرئيسي (صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية) ينقل لوسيد (Lucid) إلى القطاع الخاص.

اقرأ أيضًا تجديد الاحتياطي النفطي الأمريكي والطلب الموسمي يدعمان أسعار النفط

المصدر: ذا موتلي فول